حكم نسبة النعم الى النفس

بواسطة: admin
سبتمبر 23, 2023 10:53 م

إن حكم نسبة النعمة إلى النفس من الأحكام المهمة التي يجب معرفتها. فالله تعالى خلق الإنسان والحيوان والنبات، كما خلق الجن والملائكة. ومن الجدير بالذكر أن الله تعالى أنعم على عباده بنعم لا تعد ولا تحصى، وهذا واضح في قوله: {وآتاكم من كل ما سألتموه وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها., وبما أن الله تعالى هو الذي أنعم على خلقه، فهل يجوز أن تنسب هذه النعم إلى الإنسان؟ وهذا ما سيتم التعرف عليه في هذا المقال.

سورة النعم في القرآن الكريم

وقبل الشروع في الحديث عن حكم إضافة النعمة إلى النفس، لا بد من توضيح أن هناك سورة خاصة في القرآن الكريم تسمى سورة النعام، مما يعني أن لهذا الحكم أهمية كبيرة يجب معرفتها. . كثرة ما ذكر الله تعالى فيها من النعم على عباده وفضائله، مع بيان طرق الاستفادة منها وعدم نسبتها إلى غير الله عز وجل، وتجدر الإشارة إلى أن هذه السورة هي الأكثر شيوعاً تتكرر فيه كلمة (بركة) ومشتقاتها>

وقد ذكرها الله تعالى بعدة طرق، وتعتبر سورة النحل من السور المكية، إذ نزلت بمكة المكرمة، باستثناء مائة وست وعشرين آية نزلت بالمدينة المنورة، و وهي من السور التي تسمى بكلمة مائة، حيث يصل عدد آياتها إلى مائة وثمان وعشرين آية، ونزلت بعد سورة الكهف وترتيبها في القرآن السادس عشر، وهي تستحق مشيراً إلى النعم التي وردت في السورة الكريمة وأكبرها وأهمها الهداية واللجوء إلى الله عز وجل، وهي أول نعمة ذكرت في السورة حيث قال تعالى: {ينزل الملائكة بالروح من أمره على من يشاء من عباده لينذروا أنه لا إله إلا أنا فاتقواه}.

حكم نسبة النعم إلى النفس

حكم إضافة النعم إلى النفس هو من الاضطراب الفاسد الذي يحدث في قلب الإنسان، والمقصود بذلك أنه إذا أنعم الله تعالى على الإنسان نعمة معينة، فإنه يظن أن هذه النعمة حصلت بسبب اجتهاده وقدرته. بعيد عن قدرة الله تعالى، وهذا شرك أكبر، ويجب المسارعة بالتوبة والاستغفار والشكر. الله تعالى ليلاً ونهاراً ليجمع النعمة، والجدير بالذكر أن عقوبة من نسب نعمة الله إلى نفسه؛ حرمان النعمة وقلة البركة في أغلب شؤونه.

أمثلة على نسبة النعم إلى النفس

وبعد بيان حكم إضافة النعمة إلى النفس، لا بد من ذكر بعض الأمثلة، كما يلي:[5]

  • فإذا نجح فلان في الامتحان وقال إن سبب نجاحه هو دراسته واجتهاده، أبعد ما يكون عن إدراك أن الله تعالى هو الموفق.
  • فإذا كان فلان يتعالج من مرض ما، ويقول إن سبب الشفاء هو قدرة الأدوية، غير أن الله تعالى هو الشافي.
  • إذا كان معه مال مع فلان وعلم أن هذا المال بسبب جهده دون أن يعلم أن الله تعالى هو الرزاق.
  • فإذا اعتقد فلان أنه وصل إلى شيء تمنى تحقيقه، فما كان إلا في يده، دون الله الذي هو المعطي.

وهنا توصلنا إلى أن حكم إضافة النعمة إلى النفس هو كفر وجحد أصغر. ولذلك يجب أن ندرك أن كل ما لدينا هو من الله، وليس على الإنسان إلا أن يتخذ الوسائل ويشكر الله تعالى دائما، حيث يعتبر ذلك سببا لزيادة النعم. وننسى قوله تعالى: {وآتاكم كل ما سألتموه وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها..