حكم التبني في الاسلام

بواسطة: admin
سبتمبر 23, 2023 10:57 م

حكم التبني في الإسلام من الأحكام المهمة جداً التي يجب أن يعرفها كل مسلم. وقد يخطر على بال أحد ممن لم يرزقه الله بأولاد أن يتبنى طفلاً وينسبه إليه باعتباره ابنه. وللإسلام موقف محدد وحاسم في هذا الأمر، وقد فرق بينها وبين الكفالة. وهذا ما سنعرفه في هذا المقال.

تعريف التبني

وقبل أن نعرف حكم التبني في الإسلام، سنعرف التبني، وهو أن يتخذ من ولد لشخص آخر غيره ابنه، وينسبه إليه بين الناس، ويضعه على اسمه. فيرث منه كما يرث الأبناء من والديهم. وأما المتبني فقد تم استدعاؤه، وفي هذا المقال سنتعرف على حكم الإسلام في مسألة التبني.

حكم التبني في الإسلام

وفي الحديث عن حكم التبني في الإسلام فهو كذلك مُحرَّم، ولا يجوز أن ينسب الإنسان إلا إلى أبيه أو أمه الحقيقية، وقد جاء نص القرآن الكريم صريحاً في ذلك، كما قال الله تعالى: «ودعوتهم إلى آبائهم هو أقسط عند الله. فإن لم تعرفوا آباءهم فإخوانكم في الدين ومواليكم».والصحابي الجليل زيد بن حارثة – رضي الله عنه – كان يُدعى زيد بن محمد في الجاهلية، وقد تبناه رسول الله صلى الله عليه وسلم.

الفرق بين التبني والحضانة

أما التبني فهو ارتباط الطفل بمن تبناه بالاسم والميراث وجميع حقوق الطفل الحقيقية، وهذا لا يجوز شرعاً في حالة الأموال، وقد شدد الإسلام على ذلك. تحريم ذلك، لأنه قد يكون سببا لضياع الأنساب. لينسب إليه، بل يبقى أنسابهم إلى آبائهم، فلا حرج في ذلك، بل هو من الخير الذي حث عليه الإسلام، كما قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -. – جعل كفالة الأيتام من أسباب مرافقته في الجنة، كما قال في الحديث الشريف: “و أنا والراعي يتيم في سماء هكذا وأشار مع السبابة والوسطى، وأطلق سراحه بينهم شئ ما”ولكن تجدر الإشارة إلى أنه إذا بلغ هؤلاء الأيتام سن البلوغ، فيجب فصلهم عن زوجات الكفيل، لأن هناك حرمة بينهم، دفعاً لما قد يحدث من شر.

حكم تبني اللقيط

ومعرفة حكم التبني في الإسلام بشكل عام، من الجيد أن نتحدث عن حكم تبني اللقيط مجهول النسب، أي مجهولي الأم والأب، وتبنيه محرم ولا يجوز أبداً، لعموم التبني. دليل النهي، ورغم أنه مجهول النسب، فإنه لا يجوز بأي حال من الأحوال لوالدين آخرين أن ينسبوه إليهم، وأن يعاملوه معاملة اليتيم، حيث يمكن كفالته ورعايته، ويكون لكفيله سند. أجر كفالة اليتيم، والله تعالى أعلم.

حكم التبني من الرضاعة

إذا رضع الطفل من امرأة صارت أمه ونهاته عن الرضاعة وصار زوجها أبا له من الرضاعة أيضا، وأولادها إخوة له، لكن مع ذلك لا يمكن لهذه المرأة وزوجها أن ينسبا الطفل لهم على أية حال، فهذا حرام ولا يجوز. وفي الرضاعة حرام كحرمة الأولاد، ولكنه ينسب إلى أهله ولا يرث من أهله في الرضاعة.

الحكمة من حرمة التبني

بعد معرفة حكم التبني في الإسلام وأنه محرم بكل الأحوال، من الجيد أن نعرف الحكمة من هذا التحريم. ولكل تحريم في الإسلام حكمة. لم يحرم الدين الإسلامي شيئاً إلا لسبب يضر الإنسان، ومن الأغراض والدروس التي حرم الإسلام التبني من أجلها:

  • وتجنب أن يأخذ الابن المتبنى نفس أحكام الابن من الصلب، مثل الميراث، وحرمة الأسرة، والقرابة، وغيرها من أحكام البنوة.
  • تجنب الوقوع في كثير من المخالفات الشرعية من مصافحة أو خلوة أو رؤية غير شرعية ونحو ذلك.
  • تجنب اختلاط الأنساب الذي قد يؤدي إليه التبني.

وبهذا نكون قد عرفنا ما هو التبني، وما حكم التبني في الإسلام، وتعرفنا على كثير من الأحكام المتعلقة بالتبني في الإسلام، مثل حكم تبني اللقيط أو الابن من الرضاعة، و وعرفنا أيضًا الحكمة من تحريم الإسلام للتبني.