حكم التطيع مع اسرائيل .. وما هو مفهوم التطبيع بالتفصيل

بواسطة: admin
سبتمبر 23, 2023 10:49 م

حكم التطبيع مع إسرائيل هو الموضوع الذي سيتحدث عنه هذا المقال، لكن لا بد أولاً من الإشارة إلى تاريخ الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية، والذي بدأت ملامحه تتشكل خلال فترة الانتداب البريطاني على الأراضي العربية، بعد وُعد اليهود بإقامة وطن لهم، فبدأ اليهود بالهجرة متوجهين إلى الأراضي العربية ليستقروا فيها. ومن ثم بدأت مرحلة استخدام العنف وأشكال القمع بسبب مقاومة العرب لهذا الاستيطان. وعلى مر السنين، انقسمت فلسطين العربية إلى قسمين، الدولة الفلسطينية والأراضي المحتلة التي يسكنها اليهود. والمقاومة مستمرة حتى يومنا هذا في استعادة وتحرير الأراضي المحتلة من يد الاحتلال.

مفهوم التطبيع

ويسعى الاحتلال الإسرائيلي إلى إقامة علاقات مع الدول العربية وتوقيع معاهدات السلام وغيرها من أجل الاستفادة منها. واليوم ظهر مفهوم جديد لهذه المعاهدات وهو التطبيع، فما معنى التطبيع مع إسرائيل؟ ويعرف مفهوم التطبيع بأنه أفعال وممارسات سياسية على المستوى الدولي أو الفردي تضمن للاحتلال الإسرائيلي الاعتراف به كدولة حقيقية، أسوة بأي دولة مستقلة ديمقراطية، وأنها جزء من العالم العربي. لصورة الاحتلال في أعيننا وتجريده من مسؤولياته وما وصلت إليه فلسطين وشعبها من تهجير وقتل وتشريد وغيرها من الممارسات الإرهابية بحقهم.

ويعتبر التطبيع شريان الحياة للاحتلال، فهو يعني القبول بوجوده ووجود حق له في هذه الأراضي، وبالتالي يلغي مفهوم المقاومة في قلوب العرب، ويتشكل التطبيع بأشكال مختلفة تتناسب مع كافة المجالات السياسية في المستوى الأول، ثم الاقتصادية والعلمية والثقافية، وصولاً إلى الفن، بمجرد تطبيع الدولة، ما هو مع الاحتلال يبدأ التجارة والتبادل في جميع المجالات، وبالتالي يفرض الاحتلال ثقافته ومفاهيمه وثقافته. أفكارها وينشرها للشعوب، فتترسخ قوانينها في العقول والنفوس وتتقوى جذورها وتمتد في الأراضي العربية يوما بعد يوم وتستمر في استعمارها واستعمارها لها.

حكم التطبيع مع إسرائيل

طبّقت بعض الدول العربية مفهوم التطبيع مع إسرائيل، فنشأت خلافات بين الناس وكثرت بين مؤيد لهذا التطبيع ومعارض له. كما بدأت المناقشات حول جواز التطبيع مع إسرائيل من عدمه. وعلى أقوال أهل العلم الذين أجابوا على هذه الأسئلة أن هذا الأمر جائز في أصل الشرع، فلا حرج في المصالحة إذا رأى الحاكم أي الرئيس أو الأمير أو الملك أن هذا الأمر جائز. فالهدنة والاتفاق يعود بالنفع والخير على الناس.

لكن المصالحة أو التطبيع مع إسرائيل لا يتطلب من المسلمين محبة ومودة إسرائيل، بل يشمل المصلحة العامة بين الطرفين فقط، وهي في حدود شرع الله تعالى. كما أن المصالحة لا تعني تمكين اليهود من السيطرة على الأراضي التي احتلوها واستوطنوا فيها، بل هي هدنة مؤقتة بينهم. ورأى القائم على الأمر أن هذا التطبيع يعد انتهاكا لحدود الله، وأنه يضر المسلمين ويضعفهم ويهين الإسلام.

حكم التعامل مع اليهود

بعد الخوض في ذكر حكم التطبيع مع إسرائيل، كان لا بد من الإشارة إلى حكم التعامل مع اليهود في الشريعة الإسلامية، وكما ذكرنا سابقاً أن التعامل مع الإسرائيليين جائز في شرع الله عز وجل، أي أنه يجوز للمسلم أن يتعامل مع اليهود ضمن شرع الله عز وجل ولا يتجاوزه. مهما كانت الأسباب، لكن إذا كان التعامل معهم فيه إهانة للإسلام والمسلمين وإذلال لهم، فيجب قطع العلاقات حتى لا يكون التعاون معهم في هدم القيم الإسلامية وإضعاف المسلمين.

الاستدلال بالتعامل مع رسول الله

ويدور في الذهن سؤال وهو أن الرسول صلى الله عليه وسلم سلم مع اليهود وتعامل معهم، فكيف لا يجوز هذا هذه الأيام اقتداء بالرسول صلى الله عليه وسلم. صلى الله عليه وسلم ؟ وكثير منها أن المسلمين في عهد النبي صلى الله عليه وسلم كانوا أقوى وأعظم من مسلمي الوقت الحاضر، كما كان اليهود في عهد النبي صلى الله عليه وسلم. وكانوا عليه السلام ضعفاء مسالمين، لم يحاربوا الإسلام إلا قليلا منهم لما خضعوا له.

أما يهود عصرنا الحاضر، فهم محتلون معادون للإسلام، وفي حالة حرب معه. ومن واجب المسلمين مقاطعتهم مقاطعة تامة وعدم تسليمهم الأمر وإعطائهم ما يريدون وتنفيذ متطلباتهم. وهذا الاستدلال ظاهر أنه خاطئ وغير صحيح، فلا يجوز.

حكم التطبيع مع إسرائيل مقال يتحدث عن حكم التطبيع مع إسرائيل ويحدد مفهوم التطبيع، كما يحتوي على ومضات عن تاريخ الاحتلال. كما ذكرت حكم التعامل مع اليهود، وهل يجوز الاستدلال على تعاملات رسول الله في التطبيع مع إسرائيل أم لا.