هل الأموات يتزاورون

بواسطة: admin
سبتمبر 23, 2023 11:19 م

هل يزور الموتى بعضهم البعض؟ ؟ هو عنوان هذا المقال، ومعلوم أن الدنيا دار فناء، وأن الموت نهاية كل مخلوق، وقد جاء ذلك صريحاً في كتاب الله -تعالى- حيث قال: { هلك من عليها * ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام }، ولكن هل بعد فناء الدنيا حياة أخرى قبل قيام الساعة وبدء اليوم الآخر؟ ماذا يفعل الموتى في قبورهم؟ وهذا ما سيتم توضيحه في هذا المقال.

هل يزور الموتى بعضهم البعض؟

ذهب جماعة من أهل العلم إلى إثبات زيارة الأموات المباركين في قبورهم لبعضهم البعضواستدلوا على ذلك بعدد من الأدلة، وفي هذه الفقرة سيتم ذكر هذه الأدلة مع بيان كيفية بيانها، وفيما يلي:

  • يقول تعالى: {ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين والصالحين. أولئك أصحاب}، وهذه الرفقة ثابتة في الدنيا، وفي حياة البرزخ، وفي الآخرة.
  • قال تعالى: {يا أيتها النفس المطمئنة * ارجعي إلى ربك راضية مرضية * فادخلي في عبادي * وادخلي جنتي}، والدليل على ذلك أن معنى الآية الكريمة: كن معهم وادخل في عقوبتهم، ومعلوم أن هذه الآية تقال للروح عند الموت.
  • يقول تعالى: {ويفرحون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم}، والدليل على ذلك أن بشرتهم بإخوانهم تقتضي بقاء أرواحهم.
  • وما روي عن أبي هريرة – رضي الله عنه – حيث قال: «إذا حضر المؤمن جاءته ملائكة الرحمة بالحرير الأبيض، فيقولون: اخرج راضيًا راضيًا». معك.” إلى روح الله وريحان ورب غير غضبان، فيخرج كأطيب ريح المسك، ليسلمه بعضهم إلى بعض، حتى يأتيوه باب الجنة ويقولوا ما هذا خير ريح جاءتكم من الأرض فيصلونها إلى أنفس المؤمنين وهم أشد فرحا بها من أحد منكم بغيا. فيأتيه فيسألونه: ما فعل فلان؟ ماذا فعل فلان وفلان؟ فإذا قال: ألم يأتيك؟ قالوا: ذهب به إلى أمه الهاوية. “والكافر إذا احتضر جاءته ملائكة العذاب بمسوح – ثوب من شعر – فيقولون: اخرج غاضبا مذموما إلى عذاب الله”. فيخرج عز وجل كريح الجيفة، حتى يأتوا بها باب الأرض، فيقولون: ما هذه الريح؟ “ولوح الكفار”، والدليل على ذلك قوله: “أما جاء إليكم، فإن هذا السؤال يدل على اجتماع الموتى وزيارتهم فيما بينهم”.

هل يشعر الموتى؟

وهذه المسألة من المسائل الواضحة التي تناولها أهل العلم. واختلفوا هل الأموات يشعرون بالأحياء ويسمعون كلامهم وهم في القبور أم لا؟ وقد قال ذلك بعض أهل العلم، وأنكره بعضهم، وبيان ما ذهب إليه هو كما يلي:

  • ذهب جمهور الفقهاء إلى أن الميت يشعر بمن يزوره ويزوره في القبر.
    • “مما جاء في الصحيحين: أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال في الميت إذا تركه أهله بعد دفنه: “”إذا وضع الميت في قبره فليدخل الجنة”” تسمع قرع نعالهم إذا خرجوا، وفي رواية: إذا وضع العبد في قبره تولى عنه أصحابه». وفي هذا الحديث إشارة واضحة وصريحة إلى أن الميت بعد أن يوضع في قبره ويصب عليه التراب، ثم يخرج أهله وأحبابه من قبره، يسمع صوت نعالهم وهم يخرجون من القبر .
    • ما جاء في حديث خطاب النبي -صلى الله عليه وسلم- للمشركين الذين قتلوا يوم بدر؛ جاء في الصحيح: «ترك رسول الله صلى الله عليه وسلم قتلى بدر ثلاث مرات، ثم جاءهم، فوقف عليهم فدعاهم، فقال: يا أبو جهل بن هشام! يا أمية بن خلف! يا عتبة بن ربيعة! يا شيبة بن ربيعة! ألم تجد ما وعد ربك حقا؟ فإني وجدت ما وعدني ربي حقا. ثم سمع عمر كلام النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله: كيف يسمعون وكيف يجيبون وقد جفوا؟ قال: والذي نفسي بيده، ما أنتم تسمعون ما أقول منهم، ولكنهم لا يستطيعون الإجابة، فأمر فسحبوا، فألقيوا في قلب بدر). فقال لعمر: “إنك لا تسمع ما أقول منهم”، لكنه حرمهم من الرد على ما يسمعون، فأكد الاستماع إليهم وأنكر الحديث عنهم.
    • وثبت أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يأمر الصحابة بالسلام على أهل القبور، مما يدل على أنهم يسمعون كلام الأحياء. فإنهم لو لم يسمعوا لما أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- بذلك، ولو أمر به في حالة عدم سماعهم كلام الأحياء لكان أمره كانت بلا معنى.
  • أنكرت السيدة عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها- مسألة سماع الميت لكلام الحي، وقد وافقها على ذلك جماعة من علماء الحنفية وبعض المعاصرين، مثل: ابن باز ، وابن عثيمين، وآخرون. إنك لا تسمع الموتى، ولا يسمع الصم الدعاء إذا تولوا». فإذا خطبهم بعد غزوة بدر كانوا يرون أنها معجزة خاصة للنبي – صلى الله عليه وسلم -. وسلم عليه – وأن ذلك لا يكون لأحد. بخلاف الخلق، وأما حديث «يسمع قرع نعالهم إذا أعرضوا عنه» قالوا: وهذا الأمر خاص بالميت إذا وضع في القبر مباشرة، فإن الروح تعود إليه. عليه حتى يحاسبه الملكان.

هل يعذب الموتى في قبورهم؟

اتفق أهل السنة والجماعة من علماء المسلمين على حقيقة وجود عذاب القبر، وأن صاحب القبر إما في نعيم وإما في عذاب، وتلك هي حياة البرزخ كما وأعربوا عن ذلك واستدلوا على ذلك بعدة أدلة، منها:

  • قال الله تعالى عن آل فرعون: {جهنم تعرض عليها غدا وعشيا ويوم تقوم الساعة يعذبون آل فرعون أشد العذاب} حيث قالوا إن آل فرعون رغم موتهم سيتعرضون للنار صباحا ومساء، كما في الآية الكريمة التي تدل على وجود عذاب القبر.
  • يقول تعالى: {وخلفهم سد إلى يوم يبعثون}، ومعلوم أن البرزخ هو عذاب القبر أو نعيمه، وهو الحاجز بين الحياة الدنيا واليوم الآخر.
  • وقد ورد عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه استعاذ من عذاب القبر في أكثر من موضع، مما يدل على وجوده وثباته. وأما المعتزلة وبعض الفرق الأخرى التي لا يعتبرها أهل السنة فإنهم ينكرون عذاب القبر ويزعمون عدم وجوده.

وبذلك تم التوصل إلى خاتمة هذا المقال، وهو ما تم في بيان أحوال الموتى في قبورهم، كما تم في الإجابة على السؤال هل يزور الموتى بعضهم البعض؟؟ وسؤال هل الموتى يشعرون؟ ومسألة ما إذا كان الموتى يعذبون.