كلام العلماء في حكم الاحتفال برأس السنة

بواسطة: admin
سبتمبر 23, 2023 10:56 م

أقوال أهل العلم في حكم الاحتفال بليلة رأس السنة من الأمور التي يبحث عنها الكثير من المسلمين، نظرا لإقتراب ليلة رأس السنة الميلادية، حيث تقام بهذه المناسبة العديد من الاحتفالات بمختلف أنواعها وأشكالها، وتجد بعض المسلمين يحتفلون أيضا في هذا اليوم، فمحتوى الموقع هو مهتم بهذا المقال، هل يحتفل به؟ المسلم على رأس السنة الميلادية، وما أبرز أقوال أهل العلم في ذلك.

حكم الاحتفال برأس السنة الميلادية عند المسلمين

بداية، وقبل الخوض في عرض أقوال أهل العلم في حكم الاحتفال بليلة رأس السنة الميلادية، لا بد من توضيح الحكم الشرعي للاحتفال بيوم رأس السنة الميلادية عند المسلمين، حيث أوضحت الشريعة الإسلامية عدم جوازه أن يحتفل المسلم بأعياد المشركين. ومعرفة ذلك مبنية على بعض الأحاديث التي وردت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ومنها:

  • وقد جاء في الحديث الثابت أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «ومن تشبه بقوم فهو منهم“.
  • وعن عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها- قالت:يدخل ابو بكر و انا املك خادمتين من خادماتي الأنصار انت تغني بماذا قالت الأنصار يوم بعث, قالت: وليسستا مع اثنين من المطربينهو قال ابو بكر: مزامير الشيطان في بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه يوم عيد، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا أبا بكرلكل قوم عيد، وهذا عيدنا.“.

أقوال أهل العلم في حكم الاحتفال بليلة رأس السنة

وبعد الخوض في الحكم الشرعي للاحتفال بليلة رأس السنة الميلادية، لا بد من عرض أقوال أهل العلم في حكم الاحتفال بليلة رأس السنة الميلادية على النحو التالي:

  • يقول الشيخ عبدالله بن جبرين: ولا يجوز الاحتفال بالأعياد المبتدعة، كعيد الميلاد عند النصارى، والنيروز، والأعياد، وكذلك ما أحدثه المسلمون، كعيد الميلاد في ربيع الأول، وعيد الإسراء في رجب، ونحو ذلك. الاحتفال بتلك الأعياد، لأن ردهم فيها تشجيع لهم، وإقرار لهذه البدع، وهذا سبب لتغرير الجاهلين فيه، واعتقاد أنه لا حرج فيه، والله أعلم.
  • وكذلك يقول الشيخ محمد صالح العثيمين: وكذلك يحرم على المسلمين التشبه بالكفار بإقامة الحفلات بهذه المناسبة، أو تبادل الهدايا، أو توزيع الحلوى أو أطباق الطعام، أو تأخير العمل ونحو ذلك؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: «من تشبه بقوم فهو منهم». قال شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه: مقتضى الصراط المستقيم خلافاً لأصحاب النار: “”تشبههم في بعض أعيادهم يقتضي سرور قلوبهم لما هم عليه من الباطل، وربما مما يغريهم لاغتنام الفرص وإذلال الضعفاء”. انتهى كلامه رحمه الله، ومن فعل شيئا من ذلك فهو آثم، سواء فعل ذلك من باب المجاملة أو التودد أو الحياء أو غير ذلك من الأسباب لأنه من التملق في دين الله، ومن الأسباب. لتقوية نفوس الكفار واعتزازهم بدينهم».
  • يقول ابن القيم -رحمه الله- في كتاب أحكام أهل الذمة: أما تهنئتهم بشعائر الكفر الخاصة بهم، فهو حرام بالإجماع، مثل أن يهنئهم بأعيادهم وصيامهم، ويقول: عيد مبارك عليكم، أو يهنئهم بهذا العيد ونحوه. . وهو أبغض من التهنئة بشرب الخمر، وقتل النفس، وارتكاب العفة المحرمة، ونحو ذلك، وكثير ممن لا أهلية لهم في الدين يقعون في ذلك، ولا يعلمون قبح ما فعلوا.
  • الشيخ عبد الوهاب التريري : “التشابه في الظاهر يورث نوعاً من المودة والمحبة والوفاء في الباطن، كما أن الحب في الباطن يورث التشابه في الظاهر، وهذا أمر يشهده الحس والتجربة. وإذا كان التشابه في أمور الدنيا يورث المحبة والمحبة، فكيف بالتشابه في أمور الدين؟ فإذا أدى إلى نوع من الولاء أكثر وأقوى، وحبهم وموالاتهم يناقض الإيمان، قال الله تعالى: “يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعض ومن يتخذ منكم لهم كحلفاء هو واحد منهم. “يسارعون إليهم يقولون نخاف أن تصيبنا حلقة عسى الله أن يأتي بالفتح أو أمر من عنده فيصبحوا نادمين على ما أخفوا في أنفسهم ويقول الذين آمنوا” فهل هؤلاء الذين أقسموا بالله أقوى أيمانهم؟
  • يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: “قبول الكفار في أعيادهم لا يجوز من وجهين: الدليل العام، والدليل الخاص:
    وأما الدليل العام: فهذا اتفاق أهل الكتاب على ما ليس من ديننا، ولا من عادة سلفنا، فيكون مفسدة لاتفاقهم، وفي تركه مصلحة الخلافة. لأن في مخالفتهم مصلحة لنا، لقوله – صلى الله عليه وسلم – (من تشبه بقوم فهو منهم). وسبب ذلك تحريم تقليدهم مطلقاً، وكذلك قوله (خالفوا المشركين)، وأعيادهم من جنس أعمالهم التي هي دينهم أو شعار دينهم، الباطل.
    وأما الأدلة الخاصة بأعياد الكفار نفسها، فالكتاب والسنة والإجماع والاعتبار تدل على تحريم إجازة الكفار لأعيادهم.
    وأما الكتاب فقال تعالى: (والذين لا يشهدون الزور وإذا مروا باللغو مروا كراما) وقال محمد بن سيرين (لا يشهدون الزور) هو أحد الشعانين. – وهو من أعياد النصارى – وعن الربيع بن أنس قال: هو أعياد المشركين، وقد جاء عن غيرهم من السلف نحو ذلك.
    وإذا كان الله قد مدح ترك شهوده، وهو مجرد الحضور بالرؤية أو السمع، فكيف بالرضا بأكثر من العمل الذي هو شهادة الزور وليس مجرد الشهود.
    وأما السنة: الحديث الأول عن أنس بن مالك – رضي الله عنه – قال: قدم رسول الله – صلى الله عليه وسلم – المدينة، وكان لهم يومان في الذي يلعب به، فقال: ما هذين اليومين؟ ثم استدل رسول الله – صلى الله عليه وسلم – (قد أبدلكم الله بهما خيرا منهما يومان، يوم الأضحى ويوم الفطر) على أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يقر – صلى الله عليه وسلم – اليومين الجاهليين، ولم يتركهما يلعبان فيهما كعادته، بل قال قد أبدلكم الله بهما يومين آخرين، واستبدالهما الشيء يقتضي ترك تبديله، إذ لا يجمع بين البدل واستبداله.

حكم الاحتفال بأول عيد ميلاد لعيد الميلاد

إن الخوض في عرض كلام أهل العلم في حكم الاحتفال بليلة رأس السنة يدفع البعض إلى التساؤل عن حكم الاحتفال بعيد الميلاد أيضا. وقد أشار العلماء إلى أن احتفال المسلم بعيد الميلاد لا يجوز، كما هو الحال في الاحتفال بليلة رأس السنة، والله ورسوله أعلم.

أعياد المسلمين

الأعياد التي شرعها الله تعالى للمسلمين هما: عيد الفطر بعد انتهاء شهر رمضان، وكذلك عيد الأضحى في نهاية الأيام العشرة من ذي الحجة. : “سمي العيد عيداً لأنه يعود كل سنة بفرح متجدد. قال ابن منظور: العيد: كل يوم جمع، واشتقاقه من إعلان يعود، كأن عادوا إليه. إن الدين الإسلامي هو الفرح والسرور والأجر للمسلمين على عبادتهم وصبرهم، والله ورسوله أعلم.

أقوال أهل العلم في حكم الاحتفال بليلة رأس السنة وقد عرض مقال فيه الحكم الشرعي لما ورد في الاحتفال برأس السنة الميلادية، وما جاء في أقوال أهل العلم فيه.