حكم ادخال المصحف الى موضع قضاء الحاجه .. دخول الحمام بالجوال الذي فيه قرآن

بواسطة: admin
سبتمبر 23, 2023 10:40 م

حكم إدخال القرآن في مكان قضاء الحاجة من الأسئلة التي كثرت في الآونة الأخيرة. ولما يترتب عليه من أحكام شرعية فلا بد من معرفة رأي الفقهاء فيه، خاصة أن القرآن الكريم واضح من النقائص، فهو كتاب الله تعالى مطهرا محفوظا من التحريف والتحريف. تحريفاً، والذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، ولكن التطورات كثيرة، والأحداث تختلف، مما يتطلب معرفة الحكم الشرعي فيه.

آداب قضاء الحاجة في الإسلام

لقد وضع الدين الإسلامي الحنيف منهجًا سليمًا وواضحًا لجميع الناس، يقوم على الآداب والسلوكيات التي تضمن للمسلم أن يسلك طريق الله – عز وجل – الذي يريده في الأرض، فوضع الحدود والواجبات التي يتخذها. ويراعى في هذا المنهج اتباع طريق واضح وسليم، مثل سنن الإفطار، وآداب الأكل والشرب، وآداب قضاء الحاجة، ومنها:

  • دعاء الدخول والخروج من الخلاء:وذلك بأن يقول المسلم عند دخول الخلاء (اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبث) ويستغفر عند الخروج منه بقول (استغفارك).
  • تقديم القدم اليسرى عند دخول الخلاء، والقدم اليمنى عند الخروج: وكان النبي صلى الله عليه وسلم يدخل الخلاء بشماله ويخرج بيمينه.
  • السترة: للاختباء من أعين الناس عند قضاء الحاجة، ودخول الخلاء.
  • الابتعاد عن القبلة: ولا يجوز استقبال القبلة ولا الابتعاد عنها للحاجة. عن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إذا خرجت فلا تستقبل القبلة، ولا تخرج عنها ببول ولا غائط، ولكن شرقاً أو غرباً).
  • عدم ذكر الله: ولا يجوز ذكر الله – تعالى – في قضاء الحاجة، كالشم عند العطاس، وترديد الأذان، ورد السلام.
  • لا يتحدثوفي قضاء الحاجة إلا لضرورة، عن عبد الله بن عمر – رضي الله عنهما -:(أن رجلاً مر ورسول الله صلى الله عليه وسلم يبول فسلم عليه فلم يرد عليه).
  • عدم قضاء الحاجة في الطريق:نهى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – عن قضاء الحاجة في طرقات الناس، وتحت الشجر المثمر، والظل الذي ينفع الناس.
  • عدم الاستنجاء بالحق: ومن السنة الاستنجاء باليد اليسرى.
  • لا تدخل ما فيه ذكر الله عز وجل أثناء قضاء الحاجة:كالخاتم، أو السلسلة، أو غير ذلك مما فيه ذكر الله عز وجل. أما حكم إدخال القرآن إلى مكان قضاء الحاجة فهو موضوع المقال الذي سيتم الحديث عنه.

حكم إدخال القرآن في مكان قضاء الحاجة

حكم إدخال القرآن إلى مكان قضاء الحاجة لا يجوز، وقد أجمع العلماء على تحريمه لأنه ينافي احترام كلام الله تعالى المنزه عن التحريف والتحريف، نزلت من اللوح المحفوظ . تعرضه للسرقة، واختلف الفقهاء بين الإباحة والكراهة.

وقال الحنابلة والمالكية في حكم إدخال القرآن إلى الحج إنه حرام إلا لضرورة، كالخوف من السرقة أو ضياعه، إلا أن المالكية اشترطوا وضع القرآن في الحج. مكان مخفي مثل الجيب أو الحقيبة. وبناء على كلام الشافعية يترتب على أن من أدخل المصحف إلى مكان قضاء الحاجة من غير ضرورة فإنه يأثم، وعلى قول الفقهاء إذا وجد المسلم مصحفاً نظيفاً. المكان الذي يضع فيه مصحفه دون أن يتعرض للسرقة، فلا يجوز له أن يأخذه معه إلى الخلاء. خوفاً من السرقة، أو لم يجد مكاناً نظيفاً يضعه فيه، فيجوز له أن يدخله للضرورة.

حكم دخول الحمام بالهاتف المحمول الذي فيه القرآن

وحكم إدخال القرآن إلى مكان قضاء الحاجة حرام باتفاق الفقهاء. تعظيم كلام الله -تعالى- في هذه الأماكن، واختلفوا بين الإباحة وكراهية الضرورة، كما سبق ذكره عنها. وأما حكم دخول الحمام بالهاتف المحمول الذي فيه القرآن، فيكره الدخول به إذا كان مكتوبا على الهاتف المحمول شيء من القرآن، أو اسم الله. -تعالى- كان مكتوباً عليه، أو إذا كان يحمل على جهازه برنامجاً للقرآن الكريم، وكان مفتوحاً، فهو مكروه للإنصاف.

فإن كان صاحبه يخشى السرقة والضياع فيدخل معه، أما إذا كان ذلك البرنامج مغلقا، ولم تكن هناك صفحات يظهر فيها اسم الله عز وجل، فلا حرج في الدخول إليه. وكذلك يجوز دخول الحمام بالهاتف المحمول إذا كان يحمل برنامجاً للقرآن مسجلاً عليه. لأن حروف القرآن الكريم لم تظهر، فليس مما ذكره العلماء من الكراهة.

حكم دخول الحمام بآيات قرآنية

وبناء على ما تقدم فإن حكم إدخال القرآن إلى مكان قضاء الحاجة حرام بالإجماع، وأما حكم دخول الحمام ومعه آيات قرآنية، كمن يحمل معه سلسلة على يديه. التي كتبت فيها الآيات القرآنية، يكره أن يدخلها إلى محل قضاء الحاجة، إلا أن يخشى ضياعها. وله أن يدخلها ليحفظها. لما ثبت عن النبي – صلى الله عليه وسلم – (إنه كان إذا أراد أن يدخل الخلاء وضع عليه خاتمه، فإنه مكتوب عليه: محمد رسول الله).

حكم رمي أشرطة القرآن الكريم

وقد انتشرت طرق كثيرة لحفظ القرآن الكريم عليها، كأشرطة الكاسيت، والأقراص المغناطيسية التي يوضع عليها القرآن الكريم كتابة أو تسجيلاً، بهدف التعليم والاستماع ونحو ذلك. فأجابهم الفقهاء بأنه لا يأخذ حكم القرآن من حيث الطهارة، فيجوز مسه على غير طهارة، ويجوز الدخول به إلى الخلاء، وإذا تضرر فلا حرج في التخلص منه بإلقائه، ولا يعتبر ذلك منافًا لاحترام كلام الله – عز وجل – ولا إهانة للقرآن الكريم، أو المواد الدينية المكتوبة عليه، والأفضل عدم التخلص منه إذا كان مستعملاً؛ لأن فيها خيرا كثيرا، لكن إذا تلفت جاز التخلص منها.

والخلاصة أن حكم إدخال القرآن إلى مكان قضاء الحاجة هو من المحرمات التي تتنافى مع احترام كلام الله تعالى الذي لا نقص فيه.