كلمة الملك سلمان في ذكرى البيعة

بواسطة: admin
سبتمبر 23, 2023 11:14 م

تعتبر كلمة الملك سلمان في ذكرى البيعة السادسة للملك سلمان بن من أهم الكلمات التي يبحث عنها الكثير من الناس مع اقتراب ذكرى البيعة السادسة للملك سلمان بن بعد عزيز آل سعود. السادس للملك سلمان حفظه الله.

ذكرى البيعة السادسة

أعلن الشعب السعودي، ممثلاً بعائلة آل سعود الحاكمة في المملكة العربية السعودية، مبايعة ولي العهد السابق وخادم الحرمين الشريفين الحالي الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، بعد وفاة الملك السابق عبد الله بن عبد العزيز. عبد العزيز، في اليوم الثالث من ربيع الآخر عام 1436هـ، الموافق 23 يناير 2015م. وذكرى البيعة السادسة هـ توافق 18 نوفمبر 2023م، ويحتفل الشعب السعودي بهذه الذكرى العطرة باحتفال كبير.

كلمة الملك سلمان في ذكرى البيعة

وبعد إتمام مبايعة الملك سلمان في اليوم الثالث من ربيع الآخر عام 1436هـ وتلاوة القرآن الكريم على الحضور، ألقى الملك سلمان كلمة بمناسبة مبايعته ملكاً. المملكة العربية السعودية، وجاء خطاب الملك كما يلي:

“بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الذي أكمل علينا نعمته ورضي لنا الإسلام دينا، والصلاة والسلام على نبينا محمد أشرف المرسلين وخاتم النبيين، وعلى آله وصحبه أجمعين، و بعد:

أيها المواطنون

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

يسعدني في هذا اليوم أن أتحدث معكم من قلب يحمل لكم كل الحب والإخلاص، وكلنا نتطلع إلى غد واعد ومشرق ومزدهر إن شاء الله.

لقد أقام الملك عبد العزيز -رحمه الله- وأبناء هذه البلاد دعائم هذه الدولة، وحققوا وحدتها على هدى الالتزام بالشرع الحق، واتباع سنة خير المرسلين، صلى الله عليه وسلم. صلى الله عليه وسلم، وخلال العقود التي تلت مرحلة التأسيس حتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز -رحمه الله- ودولتكم ولله الحمد، وتتابع وتيرة النمو والتطور بثبات، متمسكة بإيمانها الصافي، وتحافظ على أصالة هذا المجتمع وثوابته.

لقد أنعم الله على هذا البلد بشرف خدمة الحرمين الشريفين، وحرصت المملكة منذ نشأتها على القيام بواجبها ومسؤوليتها، بما يخدم الإسلام ويحقق تطلعات المسلمين في إدامة الراحة والطمأنينة. لهم في أداء مناسك الحج والعمرة بكل سهولة ويسر.

أيها المواطنون الأعزاء:

لقد وضعت نصب عيني مواصلة العمل على الأسس الراسخة التي بني عليها هذا الوطن المبارك منذ توحيده، والتمسك بالشريعة الإسلامية المجيدة، والحفاظ على وحدة الوطن وتعزيز أمنه واستقراره، والعمل على مواصلة البناء. واستكمالاً لما أسسه من سبقونا من ملوك هذه البلاد – رحمهم الله – بالسعي المستمر نحو التنمية الشاملة والمتكاملة والمتوازنة في كافة مناطق المملكة، وتحقيق العدالة لجميع المواطنين، وإتاحة المجال لهم وتحقيق تطلعاتهم وتطلعاتهم المشروعة في إطار أنظمة وإجراءات الدولة.

كل مواطن في بلادنا وكل جزء من وطننا العزيز هو محل اهتمامي ورعايتي. لا فرق بين مواطن وآخر، ولا بين منطقة وأخرى، وأتطلع إلى مساهمة الجميع في خدمة الوطن. وقد يطرحون أفكاراً ومقترحات تخدم الوطن والمواطن، وتوفر لهم الراحة.

ونؤكد حرصنا على معالجة أسباب الخلاف وأسباب الانقسام، والقضاء على كل ما من شأنه تصنيف المجتمع بما يضر بالوحدة الوطنية، فأبناء الوطن متساوون في الحقوق والواجبات.

وللإعلام دور كبير، وفقا لتعاليم الدين الإسلامي الحنيف، في دعم هذه الجهود وإتاحة الفرصة لإبداء الرأي وإيصال الحقائق وعدم إثارة ما يدعو إلى الفرقة أو التنافر بين مكونات المجتمع. ويجب أن يكون الإعلام وسيلة للوئام والبناء وسببا لتعزيز أواصر الوحدة والتماسك الوطني.

إخواني وأخواتي:

التنمية سمة ضرورية للدولة منذ أيام المؤسس – رحمه الله – وسيستمر التحديث وفق التقدم الذي يشهده مجتمعنا وبما يتفق مع ثوابتنا الدينية وقيمنا الاجتماعية، ويحفظ الحقوق من كافة شرائح المجتمع .

وشددت على كافة المسؤولين، وخاصة مجلس الشؤون السياسية والأمنية ومجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية، على مضاعفة الجهود لتسهيل شؤون المواطنين، والعمل على توفير سبل العيش الكريم لهم، وهو أقل ما يمكن. من الواجبات المتوقعة منهم، ولن نقبل أي تهاون في ذلك. وفي هذا الصدد أخاطب الوزراء والمسؤولين في كافة مناصبهم بأننا جميعا في خدمة المواطن الذي هو محور اهتمامنا، وقد وجهنا بمراجعة أنظمة الأجهزة الرقابية بما يضمن وتعزيز كفاءاتهم وتحسين أدائهم لمهامهم ومسؤولياتهم، ويساهم في القضاء على الفساد، والحفاظ على المال العام، وضمان محاسبة المقصرين.

أبنائي وبناتي:

فالأمن نعمة عظيمة وهو أساس رخاء الشعوب واستقرارها. لقد تحلى المواطن السعودي دائما بحس كبير بالمسؤولية، وشكل مع قيادته وحكومته سدا منيعا أمام الحاقدين والجشعين، وأحبط – بعد فضل الله – العديد من المخططات التي تستهدف الوطن في شبابه ومقدراته. ونقول لأبنائنا وبناتنا ولكل من يقيم على أرضنا إن الأمن مسؤولية الجميع، ولن نسمح لأحد أن يعبث بأمننا واستقرارنا.

الاخوة والاخوات:

إن ارتفاع أسعار النفط خلال السنوات الماضية كان له آثار إيجابية على اقتصاد بلادكم في المشاريع التي تم إنجازها والحمد لله، وسنعمل على بناء اقتصاد قوي مبني على أسس متينة تتعدد فيه مصادر القوة. الدخل، الذي من خلاله تنمو المدخرات، وتخلق فرص العمل في القطاعين العام والخاص، وتشجيع المؤسسات المتوسطة والصغيرة على النمو، ودعمها لتشكل قاعدة اقتصادية متينة لشريحة كبيرة من المجتمع.

وستكون السنوات القادمة إن شاء الله مليئة بالإنجازات المهمة، بهدف تعزيز دور القطاع الصناعي والقطاع الخدمي في الاقتصاد الوطني.

أيها المواطنون الأعزاء:

إن ما يمر به سوق النفط من انخفاض الأسعار له تأثير على دخل المملكة، ولكننا سنسعى إلى الحد من تأثير ذلك على عملية التنمية، كما أن التنقيب عن النفط والغاز والموارد الطبيعية الأخرى في المملكة سيكون تابع – إن شاء الله.

وفي مجال الخدمات، سنعمل على تطوير أداء الخدمات الحكومية، بما في ذلك الارتقاء بالخدمات الصحية لجميع المواطنين في جميع أنحاء المملكة بحيث تكون المراكز الصحية والمستشفيات المرجعية والتخصصية في متناول الجميع أينما كانوا. وفيما يتعلق بالسكن، فإننا عازمون بفضل الله وقوته على وضع حلول عملية عاجلة تضمن توفير السكن الملائم للمواطن.

وفي مجال التعليم، وجهنا تطوير التعليم من خلال التكامل بين التعليم العام والتعليم العالي، وتعزيز بنيته التحتية السليمة بما يضمن توافق مخرجاته مع خطط التنمية وسوق العمل.

وإلى أبنائنا وبناتنا أقول: إن بلادكم سخرت لكم كافة الإمكانات، وسهلت لكم كافة الوسائل للتعلم في أعرق الجامعات في الداخل والخارج. فرص عمل تحقق لك حياة كريمة، وعلى الحكومة والقطاع الخاص مسؤولية مشتركة في هذا الجانب.

وإلى رجال الأعمال في وطننا العزيز أقول لهم: أنتم شركاء في التنمية، والدولة تعمل على دعم فرص القطاع الخاص للمساهمة في تنمية الاقتصاد الوطني. في مجالات العمل والخدمات الاجتماعية والاقتصادية.

وإلى أبنائي البواسل في كافة قطاعات قواتنا العسكرية أقول إنكم مكان القلب وليس الجسد، وأنكم حماة الوطن ودرعه، وكل واحد منكم قريب مني ومن الوطن. محل رعايتي واهتمامي، والوطن يقدر جهدكم وعملكم، بارك الله فيكم جميعا، ونحن بصدد تعزيز قدراتكم بما يضمن إن شاء الله حماية هذا الوطن وتوفير الأمن والأمان. السلامة للمواطنين.

إخواني وأخواتي:

تلتزم السياسة الخارجية للمملكة دائمًا بتعاليم ديننا الحنيف الداعي إلى المحبة والسلام، وذلك وفق عدد من المبادئ أهمها التزام المملكة المستمر بالمعاهدات والاتفاقيات والمواثيق الدولية، بما في ذلك احترام حقوق الإنسان. مبدأ السيادة، ورفض أي محاولة للتدخل في شؤوننا الداخلية، والدفاع المستمر عن القضايا العربية والإسلامية. في المحافل الدولية بمختلف الوسائل، وفي مقدمتها تحقيق ما سعت إليه المملكة وتسعى إليه دائماً، من أجل حصول الشعب الفلسطيني على حقوقه المشروعة، وإقامة دولته المستقلة، بالقدس الشريف. – الشريف عاصمتها.

كما أننا ماضون على طريق تحقيق التضامن العربي والإسلامي من خلال تنقية الأجواء وتوحيد الصفوف لمواجهة الأخطار والتحديات التي تواجههم.

ويصاحب كل ذلك العمل على تحقيق الأمن والاستقرار في العالم، وإرساء مبدأ العدل والسلام، فضلا عن التمسك بنهج الحوار وحل الخلافات بالطرق السلمية، ونبذ استخدام القوة والعنف، و وأي ممارسات تهدد الأمن والسلام..