مستويات المجال الوجداني

بواسطة: admin
سبتمبر 23, 2023 10:25 م

تعد مستويات المجال العاطفي من الأمور المهمة التي يجب أن يتعلمها المعلم، حيث تساعده على القيام بعملية التدريس على أكمل وجه، وتسهل فهم الطالب للمواد الدراسية، وصقل شخصيته، كشخص قوي. تعد الشخصية من الصفات التي تجعل الإنسان واثقاً من نفسه، وقادراً على التواصل مع الآخرين، وفي هذا المقال سنتحدث عن المجال العاطفي ومستوياته الخمسة، وسنبين أهميتها.

مستويات المجال العاطفي

يعتقد معظم الناس أن التعلم هو وظيفة فكرية أو عقلية. ومع ذلك، فإن التعلم ليس مجرد وظيفة معرفية (عقلية). ويمكن أيضًا تعلم المواقف والسلوكيات والمهارات البدنية. هذه الفئات المختلفة تخلق ثلاثة مجالات في التعلم. يمكن تصنيف مجالات التعلم الثلاثة هذه على أنها معرفية (عقلية) وحركية نفسية (المهارات)، والعاطفية (الاتجاهات).

المجال العاطفي هو أحد المجالات الثلاثة في تصنيف بلوم الخمسينيات من القرن الماضي، والمجال العاطفي هو العملية التي يكتسب من خلالها الأطفال والبالغون المعرفة والمواقف والمهارات اللازمة لفهم وإدارة العواطف، وتحديد الأهداف الإيجابية وتحقيقها، وإظهار التعاطف مع الآخرين، وإنشاء علاقات إيجابية والحفاظ عليها، واتخاذ قرارات مسؤولة. يحتوي المجال العاطفي على خمسة مستويات:[1]

المستوى الأول للمجال العاطفي هو الاستقبال

وهو المستوى الأدنى للمجال العاطفي، وهو توجيه الانتباه إلى حدث أو نشاط ما، ويتضمن المستويات التالية: – الوعي أو المعرفة – الرغبة في التلقي – الاهتمام والملاحظة، وأمثلة: الاستماع للآخرين باحترام، أن يستمع الطالب لتعليمات المدرسة، أن ينتبه الطالب إلى كلام المعلم، الأفعال المقترحة: أقر، اسأل، اتبع، قبل، اختر، أعرب.

الاستجابة للمجال العاطفي من المستوى الثاني

هو تجاوز الطالب درجة الاهتمام إلى درجة المشاركة في شكل من أشكال المشاركة، ويتضمن المستويات التالية:

  • الطاعة في الرد: وهي أن يستجيب الطالب دون إبداء مقاومة أو شكوى، مثل: الانصياع للتعليمات والقوانين، أداء الوجبات المدرسية دون اقتناع بها.
  • الاستعداد للرد: وهي استجابة الطالب برغبة داخلية من جانبه دون ممارسة ضغوط خارجية عليه، مثل: المشاركة في الأنشطة المدرسية، وتنظيف الفصل الدراسي.
  • الرضا بالرد: وهو أن يظهر الطالب آثار الرضا والسرور والارتياح أثناء الاستجابة، مثل: قراءة مواد إضافية عن المنهج، أو الاستمتاع بالاستماع إلى قصيدة.

الأفعال المقترحة: القيادة، المساهمة، اتخاذ القرار، التطوع، المساعدة، المشاركة، الموافقة، الاستجابة.

تقييم مستوى المجال العاطفي الثالث

هي القيمة التي يعطيها الفرد لشيء أو ظاهرة أو سلوك معين، بناءً على معتقداته الخاصة، وتشمل المستويات التالية:

  • قبول قيمة محددة: هي مرحلة إظهار المعتقدات في بعض الأشياء أو المواضيع المختلفة، مثل الإيمان بأهمية الكيمياء في الحياة، لتقدير أهمية المساعدة في الحياة.
  • تفضيل قيمة معينة: حيث يسعى المتعلم إلى درجات أعلى من اليقين والإيمان بالقيمة والموضوعات المرتبطة بها.
  • الاقتناع (الالتزام) بقيمة معينة: وهي أعلى الدرجات، بحيث يظهر ولاء المتعلم لمعتقد، أو فكرة، مثل الدفاع عن مدرسة فكرية معينة.

الأفعال المقترحة: ينفر من، يبتعد عن، يجادل، يبرر، يغار، يحتج، يدعو.

المستوى الرابع للمجال العاطفي هو التنظيم

وفي هذا المستوى يلجأ الفرد إلى المقارنة بين القيم، فينظم الفرد هذه القيم ويقرر العلاقات المتبادلة بينها، فيقبل واحدة أو أكثر منها كقيمة أكثر أهمية، ويسعى إلى حل التناقضات بين القيم. ، ويتضمن المستويات التالية:

  • إعطاء تصور مفاهيمي للقيمة: هي المرحلة التي يقوم فيها المتعلم بعملية التخيل الذهني للقيم التي يجب أن يكتسبها، وتبدأ هذه العملية في صياغة القيم لفظيا، أو في إدراك العلاقات التي تربطها بالقيم السابقة التي يؤمن به.
  • ترتيب أو تنظيم نظام القيمة: ويشير إلى أنماط السلوك التي يظهرها المتعلم عندما يكون نظام القيم لديه متوازنًا بشكل جيد.

الأفعال المقترحة: يرتب، يلتزم، يعتقد، يجادل، يلتزم، يوازن، يؤمن، يقارن، يحكم.

المستوى الخامس للمجال العاطفي هو تكوين الذات

ويتعلق الأمر بتنمية الفرد لنظام من القيم التي توجه سلوكه بشكل ثابت ومتناغم مع تلك القيم التي يتقبلها وتصبح جزءا من شخصيته، بحيث يصبح من السهل عليه التنبؤ بالسلوك في المواقف المختلفة، و مثاله: أن يلتزم الطالب بالحق ولو تضرر من ذلك، وأن يلتزم الطالب بالموضوعية في مناقشاته إلا إذاالفعل المقترح: تبني، مراجعة، مقاومة، تمييز، تجنب، تغيير.

أهمية مستويات المجال العاطفي

تكمن أهمية مستويات المجال العاطفي في أنها تساعد المعلم على الانتقال من فكرة إلى فكرة أخرى بشكل تسلسلي ليسهل على الطالب فهم المنهج، وتساعد المعلم على اختيار طرق التدريس المناسبة والوسائل، كما أنها تساعد في تنظيم الوقت حسب أهمية مخرجات التعلم، ومن ناحية أخرى تساعد الطالب على معرفة المطلوب وتحديد أدواره، ودفعه نحو التعلم، وتزويده بالتغذية الراجعة.

ومع ذلك، إن عملية كتابة وصياغة وقياس الأهداف العاطفية ليست عملية سهلة، لأن السلوك المتوقع غالبا ما يكون في شكل غير واضح. ليس من السهل على المعلم أن يعرف ما يشعر به طلابه من خلال ملاحظة سلوكياتهم. إلى فترات زمنية طويلة حتى تتبلور الشخصية بشكل واضح، وقد يستغرق الأمر شهوراً أو حتى سنوات، وليس فئة منفصلة أو مجموعة فئات.

تتكون مستويات المجال العاطفي من خمسة مستويات. يبدأون باستقبال المتعلم، وهو أدنى مستوى من المجال العاطفي. ثم المستوى الثاني هو الرد. ومن ثم يصبح المتعلم قادرا على التقييم ومن ثم التنظيم، وانتهاء بتكوين شخصية مستقلة للمتعلم.