من هو القائد للبوذيين التبتيين

بواسطة: admin
سبتمبر 23, 2023 10:36 م

من هو زعيم البوذيين التبتيين؟ تحظى الشخصيات الدينية والروحية في العالم باحترام كبير، وهي دائما مجال خصب للمسابقات. أسئلة تستهدف بعض الشخصيات الدينية والروحية في العالم تجدها في العديد من المسابقات والكلمات المتقاطعة والألغاز. يلجأ الكثيرون إلى محركات البحث دائمًا للبحث عن شخصيات تحمل ألقاب قادة روحيين. ومن بين هذه الشخصيات شخصية زعيم من البوذيين التبتيين، وفي مقال سنتعرف على صاحب تلك الشخصية الروحية من البوذيين التبتيين.

من هو زعيم البوذيين التبتيين؟

زعيم البوذيين التبتيين الدالاي لاما هو الزعيم الديني والروحي الأعلى للبوذيين التبتيين حيث انتهت قيادته لتلك الشريحة من التبتيين عام 1959م، ولم يكن الدالاي لاما زعيمًا وزعيمًا دينيًا فحسب، بل كان قائدًا ملهمًا وقيمة روحية كبيرة في العالم. وكان الدالاي لاما أحد الرهبان البوذيين الذين ينتمون إلى جماعة القبعات الصفراء أو جيلوغبا حسب اللغة المنغولية التي يتحدث بها. وسرعان ما اكتسب شعب التبت، الذي أنشأه تسونغكابا، والدالاي لاما الأول، هيبة كبيرة واحترامًا واسعًا بين البوذيين التبتيين، وأطلقوا عليه ألقابًا كثيرة، ويطلق عليه البعض خليفة بوذا، أو ملك التبت، و أُطلق لقب الدالاي لاما على زعيم البوذيين التبتيين منذ عام 1935م، ولا يزال اللقب حتى اليوم. وكان الراهب البوذي تنزين غياتسو، المصنف حسب الترتيب الرابع عشر، والمولود عام 1935م، وتحديداً في السادس من يوليو، آخر من حصل على لقب الدالاي لاما.

من هو الدالاي لاما الحالي؟

في وقت تنصيبه، كان تنزين جياتسو، الدالاي لاما، كزعيم أعلى للبوذيين التبتيين، يبلغ من العمر أربع سنوات فقط، وكان ذلك في مدينة لاسا بالتبت، عام 1940م. ولا يزال يحمل لقب الدالاي لاما، وقد تجاوز عمره ستة وثمانين عامًا، واعتبره العديد من اللامات ورجال الدين البوذيين خليفة له. الدالاي لاما الثالث عشر ثوبتين جياتسو، الذي كان محبوبًا ومحترمًا من الجميع، ويعتقد البوذيون التبتيون أن روح بوذا العظيم تسكن في جسد الدالاي لاما، حيث يطلقون عليه اسم “بوذا الحي” والبعض يطلق عليه هذا الاسم الإله، لكن الدالاي لاما الحالي رفض في أكثر من تصريح أنه يجوز تسميته بإله أو بوذا الحي.

معنى مصطلح “لاي لاما”

يتكون المصطلح من مقطعين، “دالاي” و”لاما”. كلمة الدالاي لاما في اللغة المنغولية تعني المحيط. والمقطع الثاني “لاما” يعني المعلم الروحي. أما لقب غياتسو الذي تكرر مع جميع الدالاي لاما الأربعة عشر فهو محيط الحكمة حسب اللغة المنغولية.

نظام الحكم عند البوذيين التبتيين

النظام المتبع في الحكم في منطقة التبت هو نظام ثيوقراطي، فهو مزيج من النظام الديني والروحي والديمقراطي. ويتشكل الحاكم الدالاي لاما مع الوصي على العرش قبل أن يبلغ الدالاي لاما سن الرشد، بالإضافة إلى الحكومة التنفيذية. وجميعهم يشكلون نظام الحكم في منطقة التبت، وكان ذلك قبل تعرض منطقة التبت للاحتلال الصيني عام 1949م، ونفي الدالاي لاما الحالي من قبل الحكومة الهندية إلى الهند عام 1959م، بعد الشيوعي الصيني اجتاح النظام منطقة التبت وسيطر عليها، المعروفة بعدائها للأديان والمعتقدات الروحية، ومنذ ذلك الوقت تم نفي الدالاي لاما الرابع عشر تنزن جياتسو إلى الهند، حيث يتمتع بمكانة كبيرة بين البوذيين.

كيف يتم تنصيب الدالاي لاما عند البوذيين التبتيين؟

يُطلق على الدالاي لاما بين البوذيين التبتيين لقب “بوديساتفا الرحمة”. الكلمة تعني بوديساتفاس النور. فهو بالنسبة لهم مصدر إلهام ونور، وهو مصدر منير لبوذا العظيم، كما هو الحال في معتقدهم. الدالاي لاما، يبدأون رحلة البحث عن الشخص الذي نزل فيه نور بوذا، ليعينوه قائدًا وزعيمًا روحيًا عليهم، ويجب أن يكون عمره في الرابعة من عمره حتى لا يتمكن من التلاعب والتظاهر.

وفي المعتقدات البوذية، يصدر الدالاي لاما إشارات يفهم منها من هو الطفل الصغير الذي نزلت فيه روح بوذا وأصبح الدالاي لاما جديدا على البوذيين التبتيين. الأديرة البوذية، حيث ترعاه الأديرة ويعلمونه مبادئ الروحانية البوذية ليصبح قائدهم ومتلقياً لجميع التعاليم والقيم البوذية، وعلى الرغم من أن الدالاي لاما الأخير ينتمي إلى مجموعة القبعات الصفراء، إلا أن جميع الأديرة البوذية الروحية العامة و المدارس في جميع المقاطعات الهندية أو الصينية أو التبتية تدين له بالطاعة والولاء وتعترف بسلطته الروحية عليها.

أين كان يقيم الدالاي لاما قبل نفيه إلى الهند؟

وفي عام 1959، غزت القوات الصينية التابعة للحكومة الشيوعية التبت وأعادتها إلى الصين، واضطر الدالاي لاما إلى العيش في المنفى في الهند. قصر نوربولينغكا، وكلاهما يقعان في مدينة لاسا عاصمة منطقة التبت، حيث تقدر المسافة بين القصرين بـ 3 كيلومترات فقط. ومع طائفتهم دون مضايقات، تم حل دالاب لاما تنزين جياتسو في منفاه بمدينة دارامسالا في ولاية خشمشال براديش شمال الهند، حيث أسس ما يسمى بحكومة التبت المركزية في بلد المنفى.

ماذا يمثل الدالاي لاما للبوذيين؟

بالنسبة للبوذيين، سواء في الهند أو خارجها، يمثل الدالاي لاما رمزًا أسطوريًا على المستوى الروحي والجسدي والنفسي والفكري والمذهبي. فهو بالنسبة لهم سليل بوذا، الذي نزلت فيه روح بوذا المقدس حسب معتقداتهم، ليس على مستوى الروح فقط، بل على مستوى الجسد والعقل أيضًا، وهو عندهم تاريخ وتراث مجيد يفتخرون به، وهو جزء لا يتجزأ من ثقافتهم ومعتقداتهم الروحية والدينية وفق التعاليم البوذية التي تقدس القادة الروحيين.

تهميش اللغة والثقافة والهوية التبتية

وفي أعقاب الغزو الصيني لهضبة التبت عام 1959م، والهجوم على قصر نوربولينغكا بعد أن أخلاه الدالاي لاما الرابع عشر وذهب إلى المنفى في الهند، سعى الصينيون إلى تهجير كل ما هو بوذي، وعملوا على تهميش اللغة التبتية، الثقافة والهوية، وعاش البوذيون التبتيون في عزلة لسنوات طويلة لم تستطع التقارب الثقافي مع بقية شعوب العالم، لكن في السنوات الأخيرة تخلى العديد من البوذيين عن تعاليمهم الروحية مقابل التخلص من العزلة المفروضة عليهم لهم كما تركوا جبال الهيمالايا وتشتتوا في أنحاء كثيرة من العالم، لكن اللاما والقامات الروحية التي غادرت مع تعاليمها وثقافاتها من التبت إلى نيبال أو الهند ستظل بمنأى عن المضايقات والإساءات والتعسف على أيدي الحكومة الصينية التي يحكم أراضي هضبة التبت.

وفي ختام مقالتنا عنه من هو زعيم البوذيين التبتيين؟ وعلمنا أن الدالاي لاما الرابع عشر تنزين جياتسو هو الزعيم الحالي للبوذيين التبتيين من عام 1935م حتى عام 1959م عندما تعرضت التبت لغزو الحكومة الشيوعية الصينية ونفي الزعيم التبتي الدالاي لاما تنزين جياتسو الذي يقيم في المنفى في الهند حتى اليوم.