من هم الشراكسة؟ تتنوع دول العالم إلى أعراق وشعوب وقبائل مختلفة ومتنوعة. تكتسب كل مجموعة بشرية خصائص وعادات وتقاليد تميزها عن غيرها من الشعوب والأجناس. وعلى مر العصور التاريخية، انتقلت هذه المجموعات من مكان إلى آخر بسبب اختلاف الظروف، ومن بين المجموعات العرقية الموجودة الشركس، أو الشراكسة، أو الشركس.
من هم الشركس
عند الإجابة على سؤال “من هم الشراكسة” نتعرف أولاً على تاريخ هذا الاسم، وهو لقب أطلقه اليونانيون – وقيل أنه أطلقه الأكراد – على مجموعة من الشعوب الذين يسكنون أرض القوقاز، وهم: الأديغة، والوبيخ، والشيشان، والأبخاز، والداغستان. ومن الجدير بالذكر أنه لا توجد قبيلة من هذه القبائل تسمى القبيلة الشركسية، بل هو لقب خاص بسكان هذه المنطقة.
وكلمة “شركسي” تعني الشخص المحارب، والاسم الأصلي لهذه القبائل هو “النملة”، وهو اسم القبيلة التي تنحدر منها جميع القبائل الأخرى، والموطن الأصلي للشركس هو أرض “النملة”. القوقاز الذي يمتد من البحر الأسود إلى بحر قزوين. مما جعل الأشخاص الذين يعيشون فيها يتمتعون بشخصية صلبة قادرة على تحمل الصعوبات التي تواجههم.
وقد اختلف المؤرخون حول الأصول التي ينحدر منها الشركس، إذ يقول بعض المؤرخين إنهم ينحدرون من “القفص الشمالي”، وهو مكان في دولة روسيا الحالية. وقيل أن أصولهم تعود إلى الحيثيين، بينما تقول أبحاث أخرى أن لهم أصولا تعود إلى العرب، إلا أن نسبتهم إلى العرب من الأقوال الضعيفة التي لا سند تاريخي لها، ويقول المؤرخون ذلك اختلقوا هذا الأمر بسبب حبهم للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، وقيل إنهم من المغول والتتر، وليسوا من القبائل الآرية.
ما هي اللغة الشركسية؟
وينحدر الشراكسة، بحسب ما أثبتته الروايات التاريخية، من أصل واحد، إلا أنهم اختلطوا بشعوب كثيرة، مما أدى إلى وجود عدد من اللغات واللهجات لدى الشراكسة، والتي تبلغ بحسب بعض المؤرخين إلى مئة وخمسين لساناً، وقد قسمهم المؤرخون إلى عدة مجموعات، وهي:
- مجموعة لغات منطقة قبرديان الكبرى والصغرى.
- مجموعة دول الأباظة، ولديهم لغة لا يفهمها أي شخص آخر، ولا يمكنهم التواصل مع الآخرين إلا من خلال الترجمة.
- مجموعة شمال القوقاز، وهي لغة معظم القبائل الشركسية، وتتفق مع بعضها البعض باتفاق كبير، ولكن لكل قبيلة لهجة تميزها عن غيرها، ولغات هذه المجموعة هي أحفاد اللغة الشركسية القديمة.
حقائق ومعلومات عن الشراكسة
ومن أجل التعرف على إجابة سؤال من هم الشراكسة؟ ونناقش حياتهم وعاداتهم وتقاليدهم بشيء من التفصيل، حيث يتميز الشراكسة بعدد من الصفات الحميدة، والأخلاق الحميدة، كما أن أخلاقهم رمز لقوة الإنسان، وإذا ضاعت الأخلاق لا يعود الإنسان إلى له أي قيمة، وكانت أخلاقهم هي المصدر الذي يستمدون منه القوة على مر العصور، مما جعل عرقهم باقياً حتى يومنا هذا على الرغم من الحروب الاستعمارية وجرائم القتل والإبادة الجماعية التي تعرضوا لها.
تاريخ القبائل الشركسية
وفي عهد روسيا القيصرية، عانى الشراكسة من قسوة حكام هذه الفترة، حيث ارتكبت جرائم قتل بحقهم، وتم طردهم من بلدانهم إلى مصر وسوريا والأردن والعراق وفلسطين، وذلك للاستفادة من بلادهم والاستيلاء على ثرواتها.
من التواريخ المميزة في حياة الشركس هو 21 مايو 1864م، وهو اليوم الذي بدأت فيه روسيا بارتكاب المجازر بحقهم، وفي مثل هذا اليوم من كل عام يستذكر الشركس شهداءهم من أجل إدامة تلك المجازر والمجازر .
وبعد نزوحهم إلى عدد من الدول، تمكنوا من الاندماج معها إلى حد كبير دون طمس هويتهم، وحافظوا على عاداتهم وتقاليدهم، كما حافظوا على لغتهم من الاندثار وعلموها لأبنائهم، إضافة إلى ذلك – يحافظون على لباسهم التقليدي.
العادات والتقاليد الشركسية
هناك بعض العادات والتقاليد التي تميز الشراكسة عن غيرهم. قد تبدو بعض هذه العادات غريبة، إلا أنها تمنحها خصوصيتها الفريدة، ومن أهم هذه العادات:
- عندما يموت الإنسان يصلي مؤذن المسجد على النبي أكثر من مرة، فيهتمون بهذا الأمر، ويذهبون إلى المقابر لمساندة أهل المتوفى وتقديم العزاء لهم.
- ومن العار للشركس أن يدخن الشاب أمام الكبار.
- عند مصافحة شخص كبير السن، يجب أن تكون المصافحة بكلتا اليدين، وليس بيد واحدة.
- عندما يمر كبير في السن أمام مجموعة من الشباب يجب أن يقفوا له احتراما له.
- عند حضور مجلس مع كبار السن، وتذكر سيرة والد أحد الشباب، يقف الابن في منتصف الطريق احتراما لأبيه.
- ولا يجوز رفع الصوت أو الضحك في حضور الكبار.
- عندما يمر الغريب بمجلس يقف الجميع ليحترمه.
- ولا يُعرف تعدد الزوجات في عادات الشراكسة إلا إذا كانت هناك حاجة ملحة للزواج، مثل عقم الزوجة، أو مرضها الشديد، وإذا وافقت تبحث عن زوجها عن زوجة مناسبة.
- الطلاق هو أحد الوصمات التي يوصم بها الرجل الشركسي، حيث يعتبر نقصاً في الرجولة.
- أهل العروس لا يحضرون حفل زفاف ابنتهم.
- ترضع المرأة المرضع أطفال الجيران الذين هم في نفس عمرها، مما يقوي الروابط بين الجيران، ويوصلهم إلى درجة القرابة، فتجدهم جميعاً كأسرة واحدة.
ديانة الشراكسة
يعتبر الدين أحد البنى الاجتماعية المهمة لفهم المجتمع الشركسي، وأغلبهم يعتنقون الديانة الإسلامية، ولكن هناك من يعتنقون ديانات أخرى، مثل المسيحية، وبعض الشركس يعتنقون الديانة اليهودية، باعتباره مؤسس العالم. الحركة الصهيونية كانت شركسية الأصل، بالإضافة إلى وجود بعض الشراكسة يؤمنون بما يعرف باسم “الأديغة خابزة”، أو الديانة الشفهية لهم، وهي أنظمة وقواعد أخلاقية غير مكتوبة، لكنها تنظم العلاقات الروحية بين الشراكسة، ولهم بعض المعتقدات التي تشبه الخرافات والعبادات الوثنية.
المشاهير الشركس
هناك العديد من الشخصيات المشهورة على مستوى السياسة والفن والأدب، والتي تعود أصولها إلى الشراكسة، ومن أبرز هذه الشخصيات:
- زهير بيبرس.
- السلطان قلاوون.
- سيف الدين قطز.
- الظاهر سيف الدين برقوق.
- د. محمد أوز.
- رشدي اباظة.
- توركان شراي.
- كيراتشي تيمبوت.
- نفيسة كرتاي.
- إسحاق مشباش.
- حسين فهمي.
- عليم كوشوقة.
- نجلاء فتحي.
- الفريق محمد فوزي وزير الحربية الأسبق.
حقائق شركسية
- واعتنق الشراكسة الإسلام في القرن السادس عشر، خلال فترة الخلافة العثمانية. قبل اعتناق الإسلام، كانوا منقسمين إلى مسيحيين ووثنيين.
- يتكون العلم الشركسي من 10 نجوم وثلاثة أسهم متقاطعة. وترمز النجوم إلى أهم القبائل الشركسية، كما تشير الأسهم المتقاطعة إلى وحدة الشركس.
- وحكم الشراكسة الدولة المصرية منذ القرن الثالث عشر حتى القرن الثامن عشر، وهي الفترة المعروفة باسم “حكم المماليك”.
- للمرأة الشركسية الحق الكامل في اختيار الشخص الذي ستشاركه حياتها دون تأثير من العائلة.
- يبلغ عدد الشركس حول العالم حوالي 6 ملايين نسمة، يعيش أكثر من نصف هذا العدد في الدولة التركية، والباقي ينتشرون في عدد من الدول مثل هولندا وسوريا والأردن والعراق وفلسطين ومصر .
- يحرص الشراكسة على الزواج من بعضهم البعض حفاظاً على هويتهم وخصوصيتهم الثقافية.
وبهذا نكون قد وصلنا إلى نهاية المقال، ومن خلاله تعرفنا على إجابة سؤال من هم الشراكسة وما تاريخهم وأصولهم وأهم عاداتهم وتقاليدهم ولغتهم والديانة التي ينتمون إليها ينتمون إليها، وأبرز المشاهير الذين هم من أصول شركسية.