ما معنى الانتماء للمجتمع وما أصل الانتماء المجتمعي

بواسطة: admin
سبتمبر 23, 2023 10:46 م

ماذا يعني الانتماء إلى المجتمع؟؟ من أشهر الأسئلة التي تتكرر في المناهج التعليمية في مختلف المراحل التعليمية، ولو فكرنا لثواني سنعرف أنه يتكرر ذكرها مرارا وتكرارا لأهمية هذا المفهوم الذي يندرج تحت راية علم الاجتماع والتي أسسها العلامة والفيلسوف العربي المسلم ابن خلدون.

ماذا يعني الانتماء إلى المجتمع؟

  • يعرف مصطلح الانتماء بشكل عام على أنه شعور داخلي يتحرك في الإنسان نتيجة مشاعر مختلطة بين السعادة والخوف والحب، ويتحرك معه الشعور بالواجب في دعم شخص أو منظمة أو فكرة أو كيان لتحقيقه. هذا الشعور بالانتماء.
  • ويختلف بالطبع مقياس الالتزام الذي يمكن أن يظهره الإنسان حسب درجة رضاه عن الخدمات التي يتلقاها أو الأداء العام للمؤسسة أو البلد أو الفكرة التي ينتمي إليها.
  • مع مرور العصور المختلفة، لم تتمكن البشرية بعد من تحديد ما إذا كان الشعور بالانتماء شعور فطري، فمثلا قد يولد الإنسان في وطن، ولكن مع مرور الوقت يبدأ يفقد شعوره بالانتماء تدريجيا كما نتيجة عدم رضاه عن مكانته أو دوره داخل هذا الوطن. وتسقط أمثلة أخرى فكرة أن الشعور بالانتماء أمر فطري.
  • يعبر المفهوم العام للانتماء عن إخلاص الشخص للشيء الذي يشعر بالانتماء إليه، كما يعبر عن مدى تمسكه وارتباطه بالفكرة أو المؤسسة التي يدين لها بالولاء.
  • وقد يشعر الإنسان بهذه المشاعر تجاه شخص أو جماعة أو مكان أو فريق، إن الانتماء وظيفة اجتماعية ذات أهمية عالية، حيث أنه يعطي الإنسان دافعاً للتعاون مع الآخرين من أجل تحقيق هدف مشترك.
  • ولذلك يسعى دائماً إلى استثمار كافة الموارد المتاحة له سواء كانت موارد مادية مثل المال أو موارد أو موارد معنوية مثل الأخلاق أو الأفكار أو غير ذلك، وذلك من خلال توسيع الآفاق وتجاوز المصالح الشخصية الضيقة واستبدالها بالمصالح الشخصية. مصلحة الوطن أو الوطن أو المؤسسة.
  • ومن الناحية الواقعية، فإن الشعور بالولاء أو الانتماء له أشكال عديدة، إذ نجده في الصداقة، والعلاقات الأسرية، والمنظمات الدولية، والمهن على اختلاف أنواعها، والدول والأمم، والأديان، والأجناس.
  • إن تقليل الانتساب إلى المشاعر فقط هو أمر غير صحيح، لأنه من الطبيعي أن الإنسان كلما مارس الانتساب وأظهر إخلاصه سيصبح أمراً غريزياً.
  • لكن تعلم الإخلاص والولاء داخل الأسرة منذ الصغر سيساهم بالتأكيد في تسهيل الكثير على الطفل فيما بعد من حيث تنمية العلاقات والصداقات القائمة على الانتماء في المستقبل.

أصل الانتماء للمجتمع

  • إن الشعور بالمجتمع هو شعور نفسي في المقام الأول. ويندرج هذا النوع من الانتماء تحت مفاهيم علم نفس المجتمع أو علم النفس الاجتماعي، أو غيرها من التخصصات البحثية مثل علم الاجتماع الحضري. وهو نوع يركز على تجربة المجتمع بدلاً من تكوينه ومحيطه.
  • قام المتخصصون في علم الاجتماع وعلم الاجتماع والأنثروبولوجيا وغيرهم بصياغة العديد من النظريات وأجروا العديد من الأبحاث والتجارب التي تدور حول المجتمع.
  • أما الجانب النفسي فقد اهتم دائما بطرح الأسئلة حول الإدراك الحسي للفرد، ومحاولة فهمه، واتجاهاته، ومشاعره، والقضايا المتعلقة بالعلاقة بين الفرد والمجتمع.
  • هناك عدد كبير من التعريفات التي تناولت الانتماء المجتمعي، ويعتبر رأي الطبيب النفسي سارسون من أشهر هذه التعريفات، إذ ذهب إلى ما معنى الانتماء المجتمعي؟ ويشير إلى أنه شعور نفسي يربط الفرد بمجتمعه، ومن خلاله يستطيع الفرد أن يدرك التشابه بينه وبين أفراد مجتمعه الآخرين، كما يرى الارتباط المتبادل والواعي بينهم.
  • عادة، في الحالات الصحية والسليمة، يكون الفرد دائماً مصحوباً بالرغبة في الحفاظ على هذا الارتباط المتبادل من خلال تقديم كل المساعدة أو القيام بما يتوقعه الآخرون منه، بحيث يشعر هذا الفرد بأنه جزء من بنية أكبر ومستقرة وموثوقة. .
  • بينما عرف العالمان ماكميلان وتشافيز الشعور بالانتماء للمجتمع بأنه شعور يشعر به الأفراد بالانتماء إلى شيء أعظم منهم، يدرك فيه الناس أن كل فرد مهم للآخر وللمجموعة ككل، وما يوحدهم منها الاعتقاد السائد بأن احتياجات الأفراد هي أمثلة مصغرة عن احتياجات المجموعة، لذلك دائمًا ما يتبع ذلك شعور بالالتزام والبقاء معًا.
  • هناك بعدان للانتماء للمجتمع، بعد إقليمي وبعد علائقي (ويهتم بأنواع وطبيعة العلاقات التي توجد في المجتمع، بينما البعد الإقليمي يعتمد على المنطقة الجغرافية، حيث يتم تعريف بعض المجتمعات يعتمد بشكل رئيسي على المنطقة أو البلد أو المدينة أو حتى الحي السكني الذي يربط بينهما، ولكن حتى في هذه الحالات، لا يمكن للقرب والوجود الإقليمي المشترك أن يشكل مجتمعا في حد ذاته، لأن البعد العلائقي هو في الأساس فعل.
  • وقد شكك العديد من العلماء في قوة العامل الإقليمي، إذ أن هناك بعض المجتمعات لا تحكمها حدود إقليمية. على سبيل المثال، يمكن لمجموعة من العلماء المتخصصين في علم معين أن يكون لديهم أنواع مختلفة من التواصل والتفاعل فيما بينهم على الرغم من اختلاف مواقعهم الجغرافية والإقليمية.
  • وكذلك الأفراد أو الجماعات التي تجتمع على فكرة أو دين أو فلسفة، فإن العامل الجغرافي هنا لا يمكن أن يشكل عائقاً أمام أمم الهدف الأسمى الذي بنيت هذه الجماعة من أجله.

عوامل الشعور بالانتماء للمجتمع

إن التماسك الاجتماعي والتجذر المادي بين أفراد المجتمع الواحد ينمو مع نمو الأفراد، لأن هناك علاقة قوية بين الشعور النفسي بالانتماء إلى المجتمع والقدرة على المشاركة فيه بشكل أكبر، ويمكن تلخيص الأمر في أربعة عناصر أو (عوامل) تزيد من الشعور بالانتماء للمجتمع حسب نظرية (ماكميلان وتشافيز)

عضوية

  • تتضمن العضوية خمس سمات (الحدود، والسلامة العاطفية، والشعور بالانتماء والهوية، والاستثمار الشخصي، ونظام الرموز المشتركة، والتأثير).
  • التكامل وتلبية الاحتياجات.
  • يشعر الأعضاء بالمكافأة بطريقة ما لمشاركتهم في المجتمع.
  • علاقة رومانسية مشتركة.
  • ويظهر التأثير على محورين، حيث يحتاج أفراد المجتمع إلى الشعور بأن لديهم درجة معينة من التأثير في المجموعة التي يشاركون فيها، حتى يبقى شعور الانتماء قويا.
  • وكذلك يجب على الجماعة أو المجتمع أن تترك تأثيراً إيجابياً على أفرادها سعياً للوصول إلى التماسك الجماعي، وتظهر نقطة انطلاق التأثير بشكل واضح في المجتمعات الريفية.

أهمية الانتماء للمجتمع

  • ما معنى الانتماء للمجتمع كان البداية التي انطلقنا منها لنتعرف أكثر على علم الاجتماع، خاصة فيما يتعلق بالانتماء. لا شك أن الانتماء بشكل عام وبأشكاله المختلفة (الفكري، السياسي، الديني، الوطني) مهم جداً وهو من الركائز الأساسية التي يجب أن تكون موجودة داخل المجتمع. وداخل كل فرد من أعضائها.
  • الانتماء شعور يعزز العلاقات بين أفراد المجتمع، ويزيد من تقدم الدولة والأمة في كافة المجالات. كما أن لها دوراً كبيراً في ترسيخ الأخلاق الحميدة في كل نفس تشترك في نفس المجتمع.
  • ومن خلاله يمكن لكل فرد أن يتحمل المسؤولية في مجال معين، سواء داخل بلده أو عمله، المؤسسة التي ينتمي إليها بشكل عام، ويمكن القول أن الانتماء يمنح الأفراد الشعور بالأمن والأمان.

ماذا يعني الانتماء إلى المجتمع؟ بكل بساطة، هي تنمية العلاقات المبنية على الحب والولاء بين أفراد المجتمع الواحد، بحيث تتجذر هذه القيم في المجتمع بشكل جذري. الانتماء للمجتمع هو أحد العوامل الأساسية في تحقيق التنمية.