من الجيد التعرف إلى الحكم الشرعي في المسائل الفقهية قبل القيام بها، والتعرف إلى آراء الفقهاء والأئمة، وبالتحديد أتباع مذهب أهل السنة والجماعة، وعلى الرغم من وجود الكثير من الاختلافات في الحكم الشرعي بين المذاهب الإسلامية إلا أن المسلم وجب عليه البحث واتباع المنهج الصحيح، ولا سيما في مسألة الترحم على موتى غير المسلمين، حيث نجد أن الكثيرين يقعون في ضلالة بالترحم على موتى المسيحين بشكل أخص.

الحكم الشرعي في مسألة الترحم على موتى المسيحيين

يعيش الكثير من أتباع الديانة المسيحية مع المسلمين في العديد من دول العالم، وتسود علاقات اجتماعية مميزة بينهم، لذلك عندما يفتقد المسلم جاره أو صديقه المسيحي يتساءل هل يجوز أن يترحم على موتى المسيحيين، والإجابة على النحو التالي:

  • لا يجوز الترحم على موتى الكفار بشكل عام، سواء كانوا من أهل الكتاب أو لا.
  • يجوز شرعاً أن يتم تعزية المسيحين في موتاهم، كأن يقول المسلم للمسيحي في حالة وفاة عزيز أعظم الله أجرك وأحسن عزاءك.

هل يجوز الترحم على غير المسلم مع الدليل

تعددت الآراء الشرعية المتعلقة بمسألة الترحم على موتى المسيحيين بين أهل السنة والجماعة والشيعة، ولكن الأغلبية من فقهاء السنة أجمع بعدم الجواز لهذا العمل، وذلك وفقاً للأدلة التالية:

  • بعد موت غير المسلم سواء المسيحي أو غيره لا يجوز الترحم عليه.
  • من آراء الفقهاء بهذا الصدد رأي النووي رحمه الله، حيث قال: الصلاةُ على الكافر والدُّعاءُ له بالمغفرة حرامٌ بنصِّ القرآنِ والإجماعِ.
  • أما ابن تيمية رحمة الله عليه فقد أكد أن الترحم على غير المسلم غير جائزة، وذلك وفقاً للدليل: إنَّ الاستغفارَ للكفار لا يجوز بالكتاب والسنَّة والإجماع.

هل يجوز الترحم على غير المسلم عند الشيعة

من المسائل الفقهية التي اختلف بها فقهاء السنة والشيعة هي مسألة الترحم على موتى المسيحيين، وقد أدرج فقهاء الشيعة الأحكام الشرعية التالية بهذا الصدد:

  • الترحم على موتى المسيحيين غير محرم عند الشيعة، بشرط أن يكونوا موتى المسيحين ممن لم يحاربوا الإسلام أو المسلمين.
  • كما يمكن الدعاء لغير المسلمين بالهداية والمغفرة.