صحة حديث فر من المجذوم

بواسطة: admin
سبتمبر 23, 2023 11:23 م

صحة حديث هرب من المجذومهو عنوان هذه المقالة، ومن المعلوم أن كتب السنة النبوية احتوت على أحاديث كثيرة، بعضها صحيح، وبعضها جيد، وبعضها ضعيف، وحتى أحاديث موضوعة، وفي هذه المقالة الحديث فينصرف إلى قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: «“لا عدوى، ولا طيرة، ولا حمة، ولا صفر، وفر من المجذوم كما فرارك من الأسد”، حيث سيتم بيان وبيان درجة صحته، والتوفيق بين مضمون الحديث.

صحة حديث هرب من المجذوم

كلام رسول الله – صلى الله عليه وسلم : “”لا عدوى، ولا طير، ولا لحم خنزير، ولا صفر، وفر من المجذوم كما فرارك من الأسد». وهو حديث صحيح؛ حيث رواه الإمامان البخاري ومسلم في صحيحيهما، وذكره الألباني في كتابه المسمى السلسلة الصحيحة، وحكم بصحته.

شرح حديث الفرار من المجذوم

لقد هدم الإسلام بعض المعتقدات الجاهلية التي تتعارض مع الإسلام، كما بنى للمسلم عقيدته الصحيحة المبنية على صحة توحيد الله -عز وجل- وقوة اليقين به، بالإضافة إلى ذلك. إلى الأخذ بالأسباب، وما يستدل به من الحديث المذكور في هذه المقالة، وفي هذه الفقرة سيتم شرح شرحه. و كالتالي:

  • لا عدوى: العدوى تعني انتقال المرض من مريض إلى آخر، وفي هذا الحديث يخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- أن المرض لا يترك أثراً بطبيعته، وإنما انتقال المرض من مريض واحد إلى آخر بتقدير الله تعالى.
  • لا تيرا: والطيرة تشاؤم؛ كما أن أهل الجاهلية كانوا إذا أرادوا الخروج في سفر اعتبروا مرور الطير عن يمينهم بشارة لهم، ومروره عن يسارهم تشاؤما لهم، فجاء الإسلام ونهى عنهم ذلك.
  • ولا مهم: والمهم الطير الذي يطير بالليل، أو البومة، وفيما يلي ذكر اعتقادهم في الأمرين:
    • الطير الذي يطير في الليل: لقد اعتقدوا أن روح القتيل هي التي لم تنتقم.
    • بُومَة: وكانوا يعتقدون أنه إذا وقع في بيت أحد فإن ذلك يعني حدوث كارثة لأهل هذا البيت.
  • ولا الصفر: وهو من الأشهر القمرية، وهو شهر يحدث فيه الخير والشر، وقد أوضح النبي في هذا الحديث أنه لا شيء يتعلق بقدر الله.
  • الفرار من المجذوم: وهذا أمر من النبي للمسلم بالابتعاد عن مريض الجذام؛ ليعلم المسلم الأخذ بالأسباب، والجذام مرض يؤدي إلى تآكل أعضاء الإنسان.
  • وأنت تهرب من الأسد: كفروق خوفا من الأسد.

التوفيق بين محتوى الحديث

في ظاهر الحديث الشريف تناقض، لكن في الواقع لا تناقض بين مضمون الحديث الشريف، وفيما يأتي التوفيق بين لا عدوى ولا طيرة ولا مهم ولا صفر وفرار من المجذوم، إذا كان في الجزء الأول من هذا الحديث الشريف الذي يوضحه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن الأمراض ليست معدية بطبيعتها، ولكنها تعدي بإذن الله -تعالى- أن يصاب الإنسان السليم بهذا المرض، وقد يخالط السليم المريض ولا يصاب بالمرض، مع أنه يجب على المسلم أن يأخذ بالأسباب ويبتعد عن المريض، دون أن يعتقد أنه سيصيبه. أن يصاب بالمرض. مستحيل إذا اقتربت.

وبذلك تم الوصول إلى خاتمة هذه المقالة التي تحمل العنوان صحة حديث هرب من المجذوموالذي تم في بيان درجة هذا الحديث من حي الصحة، وتم شرح هذا الحديث الشريف، وفي نهاية هذه المقالة تم التوفيق بين شطري الحديث الشريف وبينت أنه لا يوجد تناقض بينهم.