ومن أول من ركض بين الصفا والمروة ومن الأسئلة المطروحة على عامة المسلمين أن الله تعالى جعل الجهاد بين الصفا والمروة ركناً من أركان الحج والعمرة، وجعله عبادة يؤجر عليها المسلمون. وسنبين أيضًا شروط السعي بين الصفا والمروة، والحكمة منه.
ومن أول من ركض بين الصفا والمروة
وأول من ركض بين الصفا والمروة هي هاجر أم النبي إسماعيل -عليه السلام- وزوجة خليل الله إبراهيم عليه السلام.وكان ذلك بعد أن تركها النبي إبراهيم في صحراء مكة مع طفلها الرضيع إسماعيل وسط مكان خالٍ من الناس والأشجار بأمر الله عز وجل، وهي تصبر وتؤجر وتقول: «فإنه لا يضيعنا». وكانت مهمتها بين الصفا والمروة بعد أن نفدت قوتهما. من الماء والطعام، وجاع ابنها يبكي، فذهبت تبحث في مكان مهجور عن ماء أو طعام لابنها، فصعدت إلى جبل الصفا تبحث ولم تجد شيئا، فنزلت إلى الوادي وصعدت إلى جبل مروة، ودون جدوى، وكررت ذلك سبع مرات حتى غلبها التعب واليأس، ثم ينزل الله عز وجل عليها جبريل -عليه السلام- فيضرب الأرض بجناحه، ويخرج الماء لسقي ابنها إسماعيل و قل للماء: انتظر يا زمي. وكان الماء يسمى ماء زمزم.
- في القرآن الكريم: وذلك في قوله تعالى في سورة البقرة: “إن الصفا والمروة من شعائر الله”. وأحسنوا التطوع فإن الله شاكر عليم”.
- وفي الحديث النبوي: وذلك في الحديث الوارد عن عبد الله بن عمر: «سألنا ابن عمر رضي الله عنه: عن رجل طاف بالبيت في العمرة ولم يطوف بين حين وآخر». فصل والمروة هل يذهب إلى زوجته؟ قال: جاء النبي صلى الله عليه وسلم فطاف بالبيت سبع مرات، وصلى خلف المقام ركعتين. فصل والمروة السابعة، {لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة}، وسألنا جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، فقال: لا يقربنها حتى يطوف بينها. فصل والمروة“
- فهم: وذلك أن يكون بالسعي المسافة كلها بين الصفا والمروة.
- تصنيف: وذلك أن يبدأ السعي من الصفا ثم ينتقل إلى المروة ويكرر ذلك حتى ينتهي سعيه في المروة.
- الرقم: وعدد الأشواط بين الصفا والمروة سبعة.
- مرات: حيث يشترط في السعي أن يكون بعد الطواف ليكون صحيحاً، على رأي الشافعية والحنابلة والحنفية والمالكية، إلا أن الظاهرة ذهبت إلى أنه لا يشترط أن يكون السعي بعد الطواف لإثبات صحته.
- وفاء: حيث ذهب المالكية والحنابلة إلى وجوب الاستمرارية بين الأشواط في المسعى لثبوت صحة السعي، بينما ذهب الشافعية والحنفية إلى عدم وجوب الاستمرارية في المسعى للتأكد من صحته.
ما الحكمة من السعي بين الصفا والمروة؟
والحكمة من جعل السعي بين الصفا والمروة ركناً من أركان العمرة والحج هو التذكير بالحالة التي كانت عليها هاجر أم النبي إسماعيل عليه السلام وكيف أنقذها الله تعالى بعد أن غلبها اليأس بينما كانت تبحث عن الماء أو القوت لإسكات بكاء طفلها الرضيع، بعد أن نفد طعامها وشرابها وأصيبت بالجفاف. حليبها، وكيف وصلت إليها رحمة الله وعطفه الشديد، فأرسل لها جبريل ليسقيها الماء، وكيف أن الله تعالى لا يضيع أجر الصابرين والمتقين، وأن السعي بين الصفا والمروة هو إحياء دائم لهذه الحادثة، والله أعلم.
وهكذا وصلنا إلى نهاية المقال ومن أول من ركض بين الصفا والمروةكما ذكر مشروعية المجاهدة بين الصفا والمروة، وأدلة المجاهدة من الحديث الشريف والقرآن الكريم، بالإضافة إلى ذكر الحكمة من فرض المجاهدة بين الصفا والمروة.