حكم العدل على من توالى مسؤولية

بواسطة: admin
سبتمبر 23, 2023 10:39 م

الحكم بالعدل للمسؤولين، لقد جعل الدين الإسلامي الإنسان مسؤولاً منذ بلوغه سن الرشد، أي سن التكليف، ويستمر ذلك التكليف ما دام العقل يعمل والقلب ينبض، وتسقط المسؤوليات والتكليفات عن الإنسان ما دام فإن في جسده روحاً وعقله حاضر، وأن الشريعة الإسلامية حملت الإنسان الأمانة ورعايتها وحفظها، كما جعلت الإنسان مسؤولاً، وجاء هذا تشريفاً وتشريفاً له إذا قام وبعد أن أدى حق هذه المسؤولية وأحسن أعباءها، جعل الله تعالى الإنسان خليفته في الأرض من أجل عبادته وحده سبحانه، وعمارة الأرض بطاعته، والشعور بخلقه. بالإضافة إلى عمل الصالحات، وقد رتّب الله تعالى لذلك الارتقاء في الدرجات في الحياة الدنيا والآخرة، كما تشمل المسؤولية والأمانة علاقة الإنسان بأخيه الإنسان، ومعاملاته مع جميع الناس، فما حكم العدالة على من يتبع المسؤولية؟

معنى العدالة

حكم العدل على من يتبع المسؤولية، أن العدل محصور في وضع الشيء حيث أمر الله تعالى، والعد مقصد إسلامي في كل جوانب الحياة، لأن الله تعالى عليم بما يصلح هذا الكون، ومن أمثلة العدالة ما يلي:

  • العدل في الحكم بين الناس. وقال تعالى: (إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل).
  • العدل في التعامل مع الأعداء، قال تعالى: (ولا يجرمنكم شنآن قوم على أن تعدلوا).
  • العدالة في التعامل مع النفس وعدم تجنب إيذاء النفس. وقد جاء في صحيح البخاري أن أبا الدرداء كان مرهقاً في العبادة، فقال له سلمان رضي الله عنه: إن لربك عليك حقاً، ولنفسك عليك وعلى أهلك حقاً إن له عليك حقا، فأعط كل ذي حق حقه، فذكر أن أبا الدرداء فعل ذلك بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: تكلم سلمان حقيقة.
  • العدالة في التعامل مع الزوجات من حيث المبيت والإنفاق، وذكر التهديد الشديد في حال إخلال العدالة بين الزوجات.
  • والعدل في التعامل مع الأبناء هو عدم تفضيل أحدهم على الآخر في العطاء وغيره. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اتقوا الله واعدلوا بين أولادكم.

الحكم بالعدل للمسؤولين

الحكم بالعدل للمسؤولين واجبحيث أمر الله تعالى الحكام والمسؤولين بإقامة العدل بين الناس بغض النظر عن أوطانهم أو لغاتهم أو أحوالهم الاجتماعية، فيكون الحكم بالحق والعدل بين المتنازعين، ولا ينظر إلى من يُحاكم هل هم كذلك؟ أعداء أو أصدقاء، أو غني أو فقير وغير ذلك، قال الله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولا يجرمنكم شنآن قوم أن تظلموا. كن عادلاً، فهذا هو الأشد صرامة. ربي تقوى واتق الله. إن الله خبير بما تعملون).

يعتبر إقامة العدل بين الناس في الشريعة الإسلامية من أهم الواجبات وأقدسها، وحكم العدالة على من يتحمل المسؤولية واجب وليس أمراً اختيارياً متروكاً لمزاج المسؤول أو الحاكم، والحاكم إن إقامة العدل بين الناس أفراداً ودولاً وجماعات ليس أمراً اختيارياً بإجماع الأمة الإسلامية، وهذا الحكم مؤيد بالسنة النبوية والنصوص القرآنية.

من أهداف إنشاء المجتمع الإسلامي في الدولة الإسلامية، أن يكون المجتمع الذي تسود فيه قيم المساواة والعدل، ومحاربة الظلم وإزالته بجميع أشكاله وأنواعه. من شأنه أن يمنع صاحب الحق من أخذ حقه، وأن العدل في فكر صاحب جيل أبي بكر منفصل عن الإسلام، فلا يمكن أن يتحقق الإسلام في مجتمع لا يعرف العدل ويسود الظلم، و والعدل هو عماد إقامة الحكم الإسلامي.

وكان الصحابي الصديق رضي الله عنه يبهر الأبواب ويأسر العقول والقلوب في كونه قدوة للعدل. في العطاء بين الناس، والقصاص من نفسه في أكثر من واقعة.

تحمل المسؤولية

والنبي محمد صلى الله عليه وسلم هو مثال الأمة الإسلامية في مواجهة الصعوبات والتحديات وتحمل المسؤولية. ومن تأمل طريقه المبارك الطيب وقرأ سيرته العطرة عرف مدى صبره وصبره وجهاده، وما تميز به من فضائل وآداب وصفات وأخلاق. وهو صلى الله عليه وسلم القدوة. القدوة الطيبة والحية في تحمل المسؤولية والتوكل، وأنه كان عليه أن يكثر من الصلاة ويتم السلام بقدر من المسؤولية الكبيرة، فكيف لا وقد اختاره الله من بين سائر خلقه سبحانه.

وفي مجال الدعوة والصبر على الرد والإرشاد، وما يترتب على ذلك من الإعراض والاستهزاء وإيذاء الجاهلين، كان الرسول صلى الله عليه وسلم يقابل ذلك بالتوكل الصادق والصبر الجميل. ، ومقابلة الإساءة بالإحسان. يلقن الرسول الكريم الناس درساً مهماً وبليغاً في الصبر والتحمل دون كلل أو ملل، ويعرف الناس المسؤوليات العظيمة التي يتحملها المسلم، والمهام العظيمة المتمثلة في التحلي بالأخلاق الحميدة والأخلاق السامية في التوجيه والدعوة، فلا يكون جواز الانحراف عن هذا الطريق.

هناك أشكال عديدة للمسؤولية في الحياة اليومية، وهناك أنواع عديدة، وتتنوع أبوابها، ومنها:

  • ومسؤولية الإنسان تجاه ربه هي مراقبة أقواله وأفعاله، وأن يعبد الله كأنه يراه، أي حين يغيب عن الأنظار.
  • والرجل مسؤول في بيته عن القوامة والنفقة والعناية بأسرته، وسيسأل عن ذلك.
  • والمرأة مسؤولة في بيتها عن حفظ أسرار الزوج وأمن بيته، وتربية الأبناء تربية صالحة والعناية بهم.
  • والإمام مسؤول أمام الرعية ومن يحكمهم، بالحكم بينهم بالعدل، وإقامة العدل بين الناس.
  • المعلم مسؤول عن طلابه في مدرسته، من خلال التدريس وتقديم النصائح والإرشادات الناعمة والجيدة.
  • الموظف مسؤول عن رعاية حقوق المراجعين في دائرته، وعدم إهمال وتضييع ساعات العمل.
  • والأمة مسؤولة عن القضايا المصيرية المتعلقة بها في نصرة المنكوبين ودفع الظلم عن المظلومين، والقيام بأمور الدين، وردع الظالمين، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وقتال المعتدين، وإقامة القانون والعدل بين الجميع. أمة.

الحكم بالعدل للمسؤولين وهو واجب، فكلكم راع وكل راع مسؤول عن رعيته، ومن واجب كل مسؤول أن يحقق المساواة والعدل بين رعيته، وتحقيق السلام، وحفظ الحقوق، ورفع المظالم عن رعيته. الأمة جمعاء والأمة الإسلامية.