لماذا لقب الجاحظ بهذا الاسم

بواسطة: admin
سبتمبر 23, 2023 10:24 م

لماذا سمي الجاحظ بهذا الاسم؟ وهو من أكثر الأسئلة شيوعاً بين طلاب الأدب العربي ومحبيه، نظراً لأن الكثير منهم يقرأ مقتطفات من أدب الجاحظ وشعره ويعجبون به. يبحثون عن اسم هذا الشاعر الموهوب، فيتفاجأون بلقبه الغريب «الجاحظ». ويتساءلون لماذا أطلق على هذا الكاتب الملهم هذا اللقب الغريب، رغم أنه يحمل اسما. عربي جميل بطبيعته، هو عمرو، وكنيته أبو عثمان.

لماذا سمي الجاحظ بهذا الاسم؟

ولقب الجاحظ بسبب هذا الاسم انتفخت عيناه وكانت هناك نتوءات على تلاميذهما مما أعطاه مظهراً مخيفاً وبارزاً، وأدى جحوظه إلى تسميته باسم آخر وهو الحدقي، لكن هذا الاسم لم يكن مشهوراً مثل اسم الجاحظ، وكان اسم الجاحظ الأصلي عمرو بن بحر. الكناني، وكنيته أبو عثمان، نسبة إلى ابنه الأكبر الذكر.

وصف شكل الجاحظ

لم تصلنا أوصاف كثيرة للجاحظ، لكن ما نعرفه عنه أنه كان شديد سواد البشرة، قصير القامة، صغير الرأس والأذنين، وكانت رقبته دقيقة للغاية، وكانت عيناه ناتئتين ووجهه عريض. كان للقرنية نتوءات.

إذا كان الخنزير مشوهاً تشوهاً ثانياً

وما كان إلا دون قبح الجاحظ

رجل يمثل الجحيم بقبحه

إنها القشة في عين كل مراقب

معلومات عامة عن الجاحظ

ولد الجاحظ سنة سبعمائة وخمسة وسبعين ميلادية بمدينة البصرة بالعراق. كان طفلاً محباً للعلم والأدب، سريع الحفظ، ذكياً متكلماً، فلا يراه الناس إلا وفي يده كتاب، مما أهله لأن يكون من أبرز شعراء العالم. العصر العباسي الذين كانوا مشهورين ومشهورين. واختلف في وفاة الجاحظ. وقال بعض الناس إنه مات وهو يعد كتاباً في مكتبة عالية، فسقطت الكتب على رأسه فقتله.

بعض اقتباسات وأقوال الجاحظ

لقد كان الجاحظ شاعراً جليلاً وأديباً عظيماً، بالإضافة إلى أنه كان يمتلك فلسفة خاصة ساخرة تأسر القلوب، وهو ما يظهر في المقولات التي وصلتنا منه، ومنها ما يلي:

لا مروءة لكاذب ولا ورع لسيئ الخلق.

الكتاب هو الجليس الذي لا يتملقك والصديق الذي لا يغريك. والصاحب الذي لا يملك، والصاحب الذي لا يريد أن يستخرج ما عندك بالمدح، ولا يعاملك بمكر.

لا تجلس مع الأذلال، فإنه يعلق بك يوم الفساد من مجالسة الحكماء، كما يعلق بك عمر الخير، فإن الفساد أشد ارتباطا بالفطرة.

تعرف حمق الرجل في ثلاثة أشياء: كلامه فيما لا يعنيه، وإجابته عما لا يسأل عنه، وتهوره في الأمور.

أساتذة الجاحظ وثقافته

وتتلمذ الجاحظ على يد أساتذة العلوم في عصره. وفي اللغة العربية، تعلم الجاحظ على يد أبي عبيدة، والأخفش، والأصمعي، والفرزدق، وأبي زيد الأنصاري. السنة والحديث تعلم الجاحظ على يد أبي يوسف يعقوب بن إبراهيم القاضي، ويزيد بن هارون، والساري بن عبد ربه، وثمامة بن الأشرس، والحجاج محمد بن عمرو، وبقي الجاحظ. مع ثمامة بن الأشرس ببغداد.

كما قرأ الجاحظ العديد من الكتب المترجمة عن الأردية والفارسية، والتي قيل إنه يتقنها لأنه أدرج في كتبه فقرات منها باللغة الفارسية. الكتب والعلوم أكثر من الجاحظ، فلم يكن في يده كتاب قط إلا أتم قراءته مهما كان، فلا عجب إذن أنه أفرد الصفحات الطويلة في كتبه عدة مرات، تحدث عن فوائد الكتب وفضائلها وفضائلها، والحقيقة أنه كان مثل آلة التصوير، فلا يوجد ما يقرأه إلا أنه ينطبع في ذهنه، ويبقى في ذاكرته فترات طويلة من الزمن.

مؤلفات الجاحظ

كان الجاحظ كاتباً غزير الإنتاج، حتى أنه كتب أكثر من ثلاثمائة وستين مجلداً في مواضيع مختلفة، من أهمها ما يلي:

  • كتاب التفسيروهو مقسم إلى أربعة أجزاء، وهو كتاب لغوي يضع فيه الجاحظ أساساً جديداً لعلم البلاغة وقواعد التعبير والفن واللغة بشكل عام، يقوم على أفكار فلسفية.
  • كتاب الحيوانيتكون من ثمانية أجزاء، وهو أول كتاب كتب باللغة العربية يتحدث عن علم الحيوان وطبيعة الحيوانات وعاداتها وغرائزها بالتفصيل. وهو أعظم وأكبر كتاب كتبه الجاحظ على الإطلاق.
  • وكتاب البخلاء: وقد كتبها الجاحظ مستوحيا من شخصيات بعض البخلاء الذين التقى بهم في حياته الشخصية. ويصور الجاحظ في الكتاب حياة البخلاء بطريقة فكاهية.
  • كتاب الفضائل والأضداد: وهو كتاب فلسفي يتحدث فيه الجاحظ عن محاسن الأشياء من جهة ومساوئها من جهة أخرى، وكتاب الفضائل والأضداد يشبه منهج الفلاسفة القدماء من السفسطائيين في بعض النواحي. كما ذكروا محاسن الأشياء ومساوئها بلا نهاية وبلا هدف محدد.
  • كتاب التاج في أخلاق الملوكويتحدث فيه الجاحظ عن حياة الملوك وأسلوب كلامهم. وكان نوعاً ما نوعاً من الأدب الاجتماعي الذي يحتوي على قصص من حياة الملوك ونوادرهم وطرائفهم.
  • وكتاب فضل السودان على البيضوقد كتبها الجاحظ ليعدد عظماء التاريخ الذين كانت بشرتهم سوداء.
  • رسائل الجاحظوهي ليست كتباً بمعنى الكلمة، بل هي رسائل طويلة يناقش فيها الجاحظ ما يشغل باله بأسلوب فلسفي يعتمد على منهجيته في البحث العلمي في الشك والنقد والتجربة حتى يصل إلى النهاية. من الرسالة حقيقة الشيء الذي كان يبحث عنه.

منهج الجاحظ العلمي

وكان منهج الجاحظ العلمي دقيقا وصارما للغاية، لم يخرج فيه عن المنطق عند طرف أصابعه.

  • شكوكان الشك من أهم أسس منهج البحث العلمي عند الجاحظ، حتى قال عنه في بعض كتبه: «واعرفوا مواضع الشك وأحوالها المقتضية لها، لتعلموا بها» لهم مواضع اليقين والأحوال المقتضية لهم، وتعلموا الشك في الشكوك بالتعلم. فالتأكيد كان ذلك ما يحتاج إليه، فاعلم أن الشك في طبقات عندهم جميعا، ولم يتفقوا على أن اليقين طبقات في القوة والضعف. وكان الجاحظ يرى أن الشك هو الطريق الوحيد الذي يؤدي إلى الحقيقة، لأنه بلا شك لا شيء له معنى أو قيمة، وربما بني على قياس خاطئ، ونحن لا نعرف ذلك.
  • نقدوكان الجاحظ يرى أنه لا يوجد شيء في العالم لا يخضع للنقد، فكل العلوم والآراء والأفكار تخضع للنقد والتدقيق، فإما أن يتم قبولها أو تغييرها، وقد ظهر هذا الرأي واضحا في كتاباته وأفكاره، مما تسبب في له عداوة كثيرة.
  • التجريب والمعاينةولما كان الجاحظ يرى أن أسلوب الاستدلال العلمي يجب أن يقوم على الشك والنقد، فإن الشك والنقد ليسا مطلقين، بل نستخدمهما للوصول إلى هدف محدد، وهذا الهدف هو الحقيقة، ولا نستطيع أن نصل إلى الهدف. الحق دون تجربة وملاحظة ليعرف الباطل من الحق والصالح من البلح، وقد اعتمد الجاحظ هذا المبدأ في حياته، فكان إذا احتار في أمر ما أجرى التجارب والتفتيش لمعرفة مصدره. الحقيقة والأصل.

منهج الجاحظ في معرفة الحلال والحرام

وكان الجاحظ من علماء المعتزلة الرصين، يرى أن الحلال والحرام مفهوم بكتاب الله، وسنة نبيه، والعقل البشري، وبناء على كونه معتزلا. ورفض الاستدلال على عمل أهل المدينة المحرم والحلال لأنهم قد يخطئون ويصيبون، وعلل عملهم إذ هاجم النصانيين الذين يحفظون النصوص ولا ينتقدونها أبدا.

في النهاية سنعرف لماذا سمي الجاحظ بهذا الاسم؟ كان الجاحظ ولا يزال من الشخصيات البارزة والمشرفة في التاريخ الإسلامي، وتبوأ مكانة أدبية وعلمية كبيرة إلى جانب كبار العلماء والفلاسفة العرب مثل ابن سينا ​​وابن الهيثم والغزالي.