متى وقعت معركة عين جالوت

بواسطة: admin
سبتمبر 23, 2023 10:40 م

متى وقعت معركة عين جالوت؟ حيث عانت الأمة الإسلامية بدءاً بالدولة الخوارزمية فيما وراء نهر السند من خطر التتار الذين هاجموها وقضوا بها على حكم الشاه الخوارزمي، ثم انطلقوا بعدها نحو بلاد العالم الإسلامي، واستمر عدوانهم الغاشم حتى وصلوا إلى بغداد حيث ارتكبوا القتل وسفك الدماء.

ما هي معركة عين جالوت؟

تعتبر معركة عين جالوت المواجهة العسكرية الحاسمة وإحدى المعارك التي وصفها المؤرخون بأنها معارك حاسمة في التاريخ الإسلامي، حيث كانت بمثابة خط النهاية لسلسلة من الحروب والهجمات ضد بلاد الشام الإسلامية. وكان موطنه قراقورم ومن بين جيوش المماليك بقيادة الملك المظفر سيف الدين قطز حاكم مصر.

متى وقعت معركة عين جالوت؟

وقعت معركة عين جالوت الخامسة والعشرون من شهر رمضان سنة 658هـ الموافق سبتمبر سنة 1260م وكان هذا الوقت من العام هو شهر أغسطس وما بعده، إذ تتميز فلسطين بارتفاع درجة الحرارة بسبب موقعها الجغرافي المختلف عن الموقع الجغرافي لمنغوليا موطن وموطن المغول، والتي تتميز بالانخفاض والارتفاع درجات الحرارة الباردة، الأمر الذي سيشكل ضغطاً على القوات المغولية، حيث يكون المناخ قاسياً وحاراً.

أين وقعت معركة عين جالوت ومن هم قادتها؟

وقد اختار الملك المظفر سيف الدين قطز منطقة عين جالوت في أرض فلسطين، حيث تتميز تلك المنطقة بقربها من المناطق الساحلية التي كانت تحت سيطرة الصليبيين في ذلك الوقت. والذين أبدوا استعدادهم لتسهيل مرور القوات الإسلامية عبر إمارة القدس للوصول إلى عين جالوت، ومنطقة عين جالوت عبارة عن سهل منبسط به جبل، وهو ما يمثل ميزة استراتيجية في المعارك، حيث أن المواجهة سيكون على أرض مستوية، وسيكون الجبل موقعًا مميزًا للرماة في حالة حدوث مناوشات.

أسباب معركة عين جالوت

هناك عدد كبير من الأسباب التي أدت إلى وقوع معركة عين جالوت، وهي كما يلي:

  • واستعان الملك الناصر صاحب حماة بمماليك مصر للوقوف إلى جانبه في مواجهة جيوش هولاكو قائد التتار الذي كان يخطط لهجوم على الشام.
  • سقطت مدينة حلب في أيدي التتار بعد الهجوم عليها، واستمر الهجوم حتى القلعة التي لجأ إليها الملك العظيم تورانشاه حتى أصيب ومات متأثراً بإصابته.
  • وتم تسليم دمشق وحماة لقوات هولاكو دون قتال، وفر أمراؤها نحو مصر لمحاولة الاتحاد مع الملك المنتصر قطز لمواجهة التتار.
  • وأصبح احتلال مصر هدفًا استراتيجيًا لهولاكو، مما جعل الملك المظفر قطز يقرر الخروج للقاء التتار خارج مصر.
  • وكان لا بد من العمل على وقف تقدم التتار في جميع أنحاء العالم الإسلامي.

أحداث معركة عين جالوت

بدأت تحركات طليعة الجيوش الإسلامية بقيادة الأمير بيبرس نحو فلسطين في يوليو 1260م، واستطاع تحقيق انتصار كبير على حامية جيوش المغول في غزة بفلسطين. وبعد وصول القوات الرئيسية بقيادة الملك المظفر سيف الدين قطز إلى عين جالوت في الخامس والعشرين من رمضان سنة 658هـ الموافق سبتمبر 1260م، التقى الجيشان الإسلامي والمغولي.

خطط سيف الدين قطز لتقسيم قواته بحيث يكون في مواجهة قوات كتبغا قائد التتار، مقدمة جيش المماليك فقط بقيادة الأمير بيبرس، أما باقي القوات فقد خطط لها. خطط للاختباء بين التلال المحيطة بالمنطقة. وتراجع بيبرس أمامه نحو التلال، حتى اكتمل تواجد جيش التتار داخل سهل عين جالوت. وخرجت إليه القوات من خلف التلال وحاصرت جيش كاتبغا.

وقاتل الملك المظفر قطز في تلك المعركة إلى جانب الجند، وبعد هزيمة التتار أمام جيوش المسلمين فرت القوات المتبقية من عين جالوت باتجاه بيسان، وحاولوا جمع صفوفهم من جديد، ودارت المعركة مكانهم مرة أخرى، وانتصرت قوات المسلمين، ثم تجمعت قوات التتار المتبقية مرة أخرى للمرة الثالثة في أفاميا، فقام بيبرس تصدى لهم حتى هزمهم وأخذ أموالًا وخيولًا كثيرة.

نتائج معركة عين جالوت

كانت معركة عين جالوت نقطة تحول في تاريخ العالم الإسلامي، وقد أسفرت عن ما يلي:

  • قُتل كتابغا زعيم التتار، ووصلت أخبار هزيمة التتار أمام المسلمين إلى هولاكو الذي حاول إعادة مهاجمة الشام، لكنه كان منشغلاً بحروبه مع منافسيه من أنصاره. أبناء عمومته، وسرعان ما توفي بعد ذلك دون أن يحاول مهاجمة الشام مرة أخرى.
  • متابعة القائد بيبرس لمطاردة المغول الفارين في الشام، وتطهير مدن الشام من حاميات التتار، وإطلاق سراح أسرى التتار المسلمين.
  • وبعد الانتهاء من تطهير الشام من بقايا التتار، أعلن السلطان قطز توحيد مصر والشام مرة أخرى في دولة واحدة تحت قيادته، وذلك بعد عشر سنوات من وفاة الصالح نجم الدين أيوب سنة 648م. آه.

أسباب انتصار المسلمين في عين جالوت

النصر لم يكن أبداً نتيجة لحظة أو بسبب صدفة، لكنه دائماً حليف المجتهد والمتوكّل على الله بعد إخلاص العمل:

  • القيادة الحكيمة التي اتسم بها الملك المظفر سيف الدين قطز، والتي اكتسبها من كثرة مشاركته مع الأيوبيين في معاركهم، ومن ذلك اكتسب خبرة كبيرة منذ الصغر.
  • حسن التخطيط والإدارة الجيدة من قبل الملك المظفر سيف الدين قطز، اتخذ عدة إجراءات دفاعية، منها ضم الأمراء الأيوبيين الذين فروا من الشام بعد هجمات التتار عليها.
  • الإعداد الجيد للمعركة استراتيجياً من خلال استغلال كافة الإمكانات المتاحة وحشد المجاهدين من الدول الإسلامية المتضررة من هجمات التتار، بما في ذلك محاولة التحالف مع الملك ناصر حاكم الشام وتوحيد القوى في المواجهة المرتقبة.
  • التخطيط العسكري الجيد بتقسيم الجيش وعدم الدفع بالجيش بشكل كامل في المواجهة الأولى مع قوات كتبغا والاستفادة من الخصائص الجغرافية لمنطقة عين جالوت ووجود التلال فيها.
  • وحدد قطز كافة الشؤون الإدارية في الجيش المملوكي، كما حدده لنوع المساعدة التي طلبها من والي حماة ووالي الصليبيين، ورفضه مشاركة الصليبيين بالجنود في تلك المعركة، ولكن وطلب منهم الحياد لا معه ولا مع التتار، ليكون العمل الجهادي إسلامياً خالصاً.

وشكل خطر المغول في ذلك الوقت عاصفة هوجاء ضربت بلاد العالم الإسلامي حتى ظن الناس، بعد سقوط عاصمة الخلافة الإسلامية بغداد في أيدي التتار ومقتل العباسيين خليفة على أيديهم، أن الدنيا ستنتهي وتقوم قيامته، ولم يعد بإمكان أي دولة أن تقف في طريق تقدم التتار، ولكن الله في عون المؤمن الصادق على الجهاد وفضله. وإذا كان النصر حليفاً لقوات المسلمين بقيادة الملك المنتصر قطز.

في النهاية سنعرف متى وقعت معركة عين جالوت؟ حيث استفاضت المصادر التاريخية في وصف تصرفات التتار بعد دخولهم بغداد، وظل خطر التتار يزحف حتى أصبح على أعتاب مصر، وهنا كان لا بد من وجود قائد شجاع يحمل على كتفيه مهمة صد خطر زحف المغول نحو مصر وإفريقيا، فكانت معركة عين جالوت.