مؤلف كتاب المغني في الأدوية المفردة

بواسطة: admin
سبتمبر 23, 2023 11:07 م

مؤلف كتاب المغني في الأدوية المفردة يعد من أهم الصيادلة والأعشاب في الوطن العربي، وله الفضل في الأبحاث والتجارب وتطبيقات الأعشاب والنباتات، فاستحق بجدارة لقب الطالب الذي تفوق على أستاذه، لدرجة أنه سبق المعالجين بالأعشاب في عصره.

مؤلف كتاب المغني في الأدوية المفردة

مؤلف كتاب المغني في الأدوية المفردة هو ابن البيطار ضياء الدين أبو محمد عبد الله بن أحمد الملقيهو عالم نبات وصيدلاني موسوعي، ولد سنة 593هـ/1197م بالأندلس بمدينة ملقة التي ينسب إليها. وتعلم بإشبيلية على يد أشهر علماء العصر كالنباتي ابن الرومية، وأبي العباس، وعبد الله بن صالح القطامي، وغيرهم. كان يقضي معظم وقته في الغابة القريبة من قريته، لذلك كان يحب النباتات والطبيعة، وكانت الغابة بالنسبة له مدرسته الأولى. توفي بدمشق سنة 646هـ/1248م، عن عمر يناهز 51 عاماً، بعد تعرضه للسم أثناء تجاربه على النباتات، حيث تسرب السم إلى جسده من نبات حاول صنع الدواء منه.

رحلات ابن البيطار

ولما بلغ ابن البيطار العشرين من عمره، سافر إلى عدة بلدان كباحث في علم النبات. وزار المغرب وتونس والجزائر، ثم اتجه نحو الشام والحجاز والقدس وبيروت ومصر حيث التقى بالملك الكامل. واعتمد الملك الأيوبي على خبرته في الأدوية والنباتات، فعينه رئيساً. للأعشاب في البلاد، وبعد وفاة الملك أقام مع ابنه الملك الصالح، وكانت له الهيبة والفضل العالي الذي كان له. وعاد إلى مدينة دمشق حيث تفرغ بالكامل لأبحاثه العلمية حول النباتات السورية ووثق نتائج أبحاثه. وجدد أسفاره فذهب إلى آسيا الصغرى وأنطاكية، ثم ذهب بعد ذلك إلى اليونان وبقية بلاد أوروبا التي كانت تعرف ببلاد الرومان، حيث كان ينظر ويدرس النباتات في الحقل ويتحقق منها. بالإضافة إلى دراسة معظم مؤلفات من سبقوه في مواضيع الأعشاب والصيدلة، مثل ديجوريدس والإدريسي وجالينوس، حتى استقر أخيراً في دمشق، حيث تفرغ لتأليف كتبه القيمة، وقام وأصبح من كبار العلماء في مجاله.

معلومات عن كتاب المغني في الأدوية الفردية

ويعتبر كتاب المغني في الأدوية المفردة من أشهر كتب الطب، وهو الكتاب الثاني من حيث الأهمية بعد كتابه (الجامع لمفردات الدواء والأضحى). جذابة، إذ وصفت كل عضو في الجسم ونوع العلاج المناسب له كالعين والأذن والمعدة… وشرحت فيه أدوية الحمى ومضادات السموم. وقد قسم الكتاب إلى عشرين فصلاً، وذكر فيه الأدوية التي لا يمكن للطبيب الاستغناء عنها، وتضمن 1400 دواء نباتي ومعدني وحيواني، منها 300 صنعت بيديه.

كتب ابن البيطار

لابن البيطار العديد من الكتب في علم الصيدلة والأعشاب، أشهرها:

  • المفردات الكاملة للأدوية والأغذية.
  • مغني في العلاج الأحادي.
  • كتاب الأدلة والمعلومات، بما في المنهج من عيوب وأوهام، وهو محفوظ اليوم في نسخة فريدة كمخطوطة في مكتبة الحرم المكي.
  • كتاب في الطب.
  • تفسير كتاب ديوسكوريدس.
  • أفعال عجيبة وخواص عجيبة.
  • رصيد الطبيب، محفوظ في نسخة واحدة على شكل مخطوطة في جامعة أوبسالا في السويد.
  • رسالة في التداوي بالسموم محفوظة في نسخة واحدة بدار الكتب المصرية بالقاهرة.
  • مقالة ليمون.
  • أقرباء.

أقوال ابن البيطار

  • “إن مصنفات القدماء غير كافية وغامضة لكي تعرض على الطلاب، لذا يجب تصحيحها واستكمالها حتى يستفيدوا منها قدر الإمكان”.
  • وذكر في كتابه (الجامع): «سميته الجامع لأنه بين الدواء والغذاء، وقد اشتمل على المقصود المقصود مع الاختصار والتحقيق… قصدت أن أذكر ما هي هذه الأدوية وقوتها». والمنافع والأضرار، وإصلاح ضررها، والقدر المستعمل في جريمتها، عصيرها، أو طبخها، واستبدالها عند عدمها. وقد استوعبت فيه جميع ما في المقالات الخمسة من كتاب الأفضل ديسقوريدس مع متنه، كما قمت بجمع ما ذكره جالينوس في المقالات الستة من مفرداته في متنه، ثم ألحقت أقوالهم من أقوال أهل الحديث، وفي الأدوية النباتية والمعدنية والحيوانية ما لم يذكروه، ووضعت فيه ثقات علماء الحديث وعلماء النبات ما لم يصفه، وفي كل تلك الأقوال المنسوبة إليه المتكلم، وعرفت طريقة النقل فيه بذكر راويه، فما صح لي بالشاهد والنظر، وثبت لي بالمخبر لا بالخبر أخذته، وما كان مخالفا إلى القوى والطريقة والملاحظة الجسدية وما هو صحيح رفضته ظاهريا ولم يعجبني. في الماضي، بسبب أسبقيته، وليس في الحداثة، اعتمد على صدقه.

أقوال ابن البيطار

وقد تناول سيرة ابن البيطار وأعماله عدد كبير من مشاهير الكتاب والمحفوظين في عصره، منهم:

  • ابن أُصيبع: “هو وحيد عصره وعلامة عصره في معرفة النباتات الطبية، بالإضافة إلى حسن معاملته، وكمال مروءته، وكرم نفسه فوق الوصف. العلم يثير الدهشة لندرة ذاكرته الحادة، فكان يذكر كل دواء في أي كتاب يذكر، في أي مادة من هذا الكتاب، وبأي عدد هو من الأدوية المذكورة في تلك المقالة. وتنوعها.”
  • لوكلير: “زار ابن البيطار الحجاز حيث جمع نبات الحدوق، وفي مدينة القدس وحرمها الشريف وجد نبات الأمثيري أو دموع أبو، وشاهد الخنش في الرها، والبابونج في الموصل، و المر في ديار بكر”.
  • راملاندو: “إن مساهمة ابن البيطار في مجال علم النبات تفوق الإنتاجات السابقة من ديوسقوريدس إلى القرن العاشر الهجري”.
  • الدميلي: “اشتهر ابن البيطار بأنه أعظم نباتي وصيدلي في الإسلام، علماً أن مؤلفاته تعتمد على كتب أسلافه، إذ سجلت تقدماً طويل الأمد في مجملها”.
  • سيغريد هونكي: «ابن البيطار من أعظم عباقرة العرب في علم النبات. وكتابه (الجامع) ضم جميع علوم عصره، وكان تحفة رائعة تعكس عقلاً علمياً حياً. ولم يكتف بتدقيق ودراسة وتدقيق 150 مرجعاً من أسلافه – الذين اعتمد عليهم في أبحاثه – بل انطلق ليجوب العالم بحثاً عن النباتات الطبية. فيراها بنفسه ويتأكد منها، ويجري تجاربه عليها، حتى وصل به الأمر إلى اختراع 300 دواء جديد من أصل 1400 دواء تضمنها كتابه، مع ذكر أسمائها وطرق استخدامها وأنواعها. ما يمكن أن يتصرف نيابة عنهم. كل هذا دليل يخبرنا بالضبط كيف عمل رأس هذا الرجل العبقري.
  • ماكس مايرهوف: “إنه أعظم كاتب عربي خلّد في علم النبات”.
  • جورج سارتون: “إنها أفضل ما كتب عن هذا الموضوع في العصور الوسطى، بل إنها أكبر منتج من نوعه منذ ديوسقوريدس حتى منتصف القرن السادس عشر”.
  • عبد الرزاق نوفل: “ضياء الدين هو أول عالم اهتم بدراسة الحشائش التي تنمو في الحقل وتضر بالمحاصيل، ولهذا قام بتكوين مجموعات في الأنواع المختلفة والأصناف الكثيرة التي تختص بكل محصول، ولا تزال فكرة تكوين مجموعات من الحشائش هي الأساس الذي يلجأ إليه علماء النبات في أبحاثهم حتى وقتنا الحاضر”.

ويعتبر ابن البيطار مؤلف كتاب المغني في الأدوية المفردة أحد أعظم علماء العصور الوسطى، إذ ساهم في ترسيخ مصطلح الطب العربي، ولاقت أبحاثه نجاحاً كبيراً وانتشرت في الشرق والغرب.