ما أول يوم خلقه الله ؟

بواسطة: admin
سبتمبر 23, 2023 11:19 م

ما هو أول يوم خلقه الله؟ ويظهر هذا السؤال دائمًا مصحوبًا بسؤال آخر وهو: ما أول شيء خلقه الله؟ وفي هذه المسألة هناك خلاف في ذلك. إذ الأقوال المعتبرة في المسألة ثلاثة، وهي؛ القلم، وهذا هو اختيار ابن جرير الطبري وابن الجوزي، أو العرش كما اختاره ابن تيمية وابن القيم، أو الماء، وروي هذا عن ابن مسعود وصححه الألباني. جماعة من السلف.

ما هو أول يوم خلقه الله؟

ولم يقل أحد من العلماء أن هناك دليل من نصوص الوحي يدل على اليوم الأول الذي خلقه الله تعالى، ولكن ثبت أن خلق السماوات والأرض بدأ يوم الأحد. وقد أخبر الله تعالى أنه خلق السماوات والأرض في ستة أيام في مواضع مختلفة من القرآن ومن ذلك قوله سبحانه: هو الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام.

بيان خلق السماوات والأرض في ستة أيام

وجاء في شرح ذلك أن الأرض خلقت في يومين، ووضع الله تعالى فيها المراسى وبارك فيها، كما قدر لها رزقها في يومين آخرين أيضا، فيصير المجموع أربعة، ثم خلقت السماوات في يومين، وذلك في قوله تعالى: “قل أكفرتم بالذي خلق الأرض في يومين وجعل له عدلاً؟” جبالاً من فوقها وبارك فيها وقدر لها أقواتها في أربعة أيام سواء للسائلين * ثم استوى إلى السماء وهي دخان قال لها وللأرض ائتيا طوعاً أو كرهاً فقال: جئنا طائعين. قضى السموات السبع في يومين، وأنزل أمره في كل سماء.

وقد بين المفسرون أن الأرض خلقت وقدرت أقواتها، وذلك كله في أربعة أيام. قال مارك محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله: والظاهر أن معنى قوله هنا: «في أربعة أيام» يعني: في استكمال أربعة أيام. وتكملة للأربعة تجري في يومين فقط؛ لأنه قال تعالى: “قل تكفرون بالذي خلق الأرض في يومين”. ثم قال: «ثم جعلهن سبع سماوات في يومين». فيضاف اليومان إلى الأربعة السابقة، فيكون مجموع الأيام التي خلق فيها السماوات والأرض وما بينهما ستة أيام، وهذا التفسير الذي ذكرناه في الآية لا يصح بحال من الأحوال. .

الحكمة من أن الله عز وجل خلق السماوات والأرض في ستة أيام

والحكمة في خلق السماوات والأرض في هذه الفترة، مع أنه قادر على خلقهما في لحظة، تتمثل في عدة أمور أذكرها فيما يلي:

  • أراد الله -سبحانه- تأديب عباده. وخلق السماوات والأرض في ستة أيام. حتى يعظ عباده، ويعلمهم الحذر، والتدقيق في جميع الأمور. الإنسان ميال إلى محبة العاجلة، وأراد الله -عز وجل- أن يضرب له مثلاً في التباطؤ؛ بحيث يُدعى للمخلوق؛ ولهذا كانت الإشارة العجيبة في القرآن الكريم أنه عندما ذكر خلق السماوات والأرض في سورة الأنبياء قال: “أولم ير الذين كفروا أن السماوات والأرض كانتا رتطا” وحدة واحدة ففرقناهم وجعلنا من الماء كل شيء حي أفلا يؤمنون؟ وفصل بعض ذلك، ثم قال: «لقد خلق الإنسان من عجل، سأريكم آياتي فلا تستعجلوا».
  • إظهار عظمة خلقه؛ فإذا خلق الشيء الواحد تلو الآخر كان أشد في النفس البشرية، وأعين على التفكر فيه. وقد يأتيها من الأخلاق العظيمة ما يبهرها، ويجعلها غير قادرة على إدراك ذلك، فإذا جاءها الأمر تدريجياً، نالت من التعظيم والفهم ما لا يمكن جمعه دفعة واحدة.
  • إن الله تعالى أحياناً تظهر قدرته فيخلق الشيء مرة واحدة، ولو كان عظيماً ومهيباً، وأحياناً يظهر حكمته فيخلقه تدريجياً؛ شيئًا فشيئًا، كل ذلك ليكتمل المعنى الظاهر.
  • الإشارة إلى المهلة، وأن الله -سبحانه- ينظر إلى خلقه، كما خلق هذا الخلق المتدرج؛ فيمهلهم، ويؤجلهم، فيفتح للتائب باب التوبة، ويعذر الكافر.

وقد بينا فيما سبق أن العلماء لم يحددوا إجابة لسؤال: “ما هو أول يوم خلقه الله؟” ولكن ثبت أن السماوات والخلق بدأ الخلق يوم الأحد، وخلقا في ستة أيام على تفصيل أهل العلم، كما بينا الحكمة من ذلك.