متى الثلث الأخير من الليل

بواسطة: admin
سبتمبر 23, 2023 11:15 م

متى يكون الثلث الأخير من الليل، فالثلث الأخير من الليل هو أفضل وأشرف وقت؛ كما يظهر الله في هذا الوقت في السماء الدنيا؛ وقال صلى الله عليه وسلم: (ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الأخير فيقول: من يدعوني فأستجيب له؟) يسألني فأعطيه، ومن يستغفرني فأغفر له).

متى الثلث الأخير من الليل؟

ويمكن معرفة الساعة الموافق للثلث الأخير من الليل من خلال حساب عدد ساعات الليل التي تبدأ بغروب الشمس وتنتهي بطلوع الفجر، ومن ثم تنقسم هذه الساعات إلى ثلاث، ويعرف الثلث الأخير .

لماذا اختص الله عز وجل الثلث الأخير من الليل بالنزول فيه؟

أختص الله تعالى الثلث الأخير من الليل بالنزول فيه؛ لأنه زمن الخلوة والغفلة والنوم والاستمتاع به، ومفارقة اللذة والراحة صعبة على العباد؛ ومن آثر القيام لمناجاة ربه وسؤاله مغفرة ذنوبه، وعتق رقبته من النار، وسؤاله التوبة في هذا الوقت العصيب، لخلوة نفسه بلذتها، والخروج من النار. راحته ومسكنه، فهذا دليل على صدق نيته، وصحة رغبته فيما عند ربه، فيضمن الجواب المقترن به. الإخلاص وصدق النية في الدعاء؛ كما أن الله لا يقبل دعاءً من قلبٍ غافلٍ لاهٍ؛ ولذلك نبه الله عباده إلى الدعاء في هذا الوقت الذي تخلو فيه النفس من أفكار الدنيا. حتى يشعر العبد بالصدق لربه، فيسقط الجواب منه تعالى؛ لطف الله بخلقه، ورحمته بهم.

فضائل قيام الليل

وقيام الليل من العبادات التي لها فضائل تنفع العبد في دنياه وآخرته. هناك العديد من النصوص التي تحث على قيام الليل والدعوة إليها في الكتاب والسنة النبوية. وأمر الله تعالى نبيه – صلى الله عليه وسلم – فقال: (ومن الليل صل به نافلة لك عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا). قوله – تعالى -: (وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هوناً وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاماً * والذين يبيتون لربهم سجداً وقياماً). ولأم الليل فضائل أخرى عظيمة جليلة، نذكر منها ما يلي:

  • وقد أثنى الله تعالى على أهله. قال الله تعالى: (تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا ومما رزقناهم ينفقون * فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء) مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)، فهؤلاء مدحهم الله تعالى، جمعوا بين واجبات العبادة والعبادات والعبادات المخالفة. الليل: وهو عبادة ضرورية للإنسان نفسه، وهناك عبادات تعدي، أي نفعها تعدي: وهو الإنفاق في سبيل الله عز وجل، وقد قال الحسن البصري -رحمه الله تعالى-: قال في هذه الآية: أي إذا أخفوا أعمالهم – لأن قيام الليل بينك وبين الله لا يعلمون – ولا يعلم أحد أنك تقوم من الليل – أخفى الله لهم من النعيم والنعيم ما لا يعلمه أحد. رأت عين ولم تسمع أذن.

  • وهي من علامات الصالحين. ويقول ربنا سبحانه: (إن المتقين في جنات وعيون* يتلقون ما آتاهم ربهم، وبالليل لا ينامون)، (كانوا قليلاً ينامون في الليل * والصبح يستغفرون) قال الإمام الحسن البصري: معناه لا ينامون بالليل إلا قليلا.

  • بأنهم لا يساويون الله، نعم إنهم لا يستويون عند الله كما قال الله تعالى: الذين يعلمون والذين لا يعلمون؟ الأوقات التي يقوم فيها الإنسان بالليل يدعو ربه عز وجل ويبكي من خشية الله عز وجل ويخضع لله عز وجل، بالطبع لا يساويون الله.

  • صلاة الليل أفضل من صلاة النهار. وجاء في صحيح مسلم من حديث أبي هريرة – رضي الله تعالى عنه – أنه قال صلى الله عليه وسلم: «أفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل» – أي: ما المقصود في صلاة التطوع – ما السر، وما السبب في أن صلاة الليل أفضل من صلاة النهار – أعني في التطوع -؟ قال الحافظ ابن رجب الحنبلي -رحمه الله تعالى- لثلاثة أشياء: الأول: لأنه فيه أسرار، فهو أقرب إلى الإخلاص. أقرب الناس إليك لا يعلمون عنك، فهو أقرب إلى الإخلاص. ثانياً: قال: لأن قيام الليل مشقة، فهو مشقة على النفوس؛ لأن الإنسان يقوم من فراشه الدافئ الجميل ويقف أمام الله عز وجل، فهذا مشقة وتعب ومعاناة، بينك وبين نفسك وبين شيطانك. الثالث: قال: لأن قراءة صلاة الليل فيه أقرب إلى التدبر والتفكر والخشوع. لأن الإنسان بينه وبين الله عز وجل، فتجده يتأمل ما يقرأ.

  • قيام الليل سبب من أسباب دخول الجنة . وقد روى الإمام الترمذي – رحمه الله تعالى – في سننه من حديث عبد الله بن سلام. قال أهل العلم: من أسباب دخول الجنة قيام الليل.

  • وهو شرف المؤمن. وكما قال النبي صلى الله عليه وسلم: «واعلم أن شرف المؤمن قيامه بالليل». رواه الطبراني. لأن فيه دليل على قوة صدقه، ودليل على قوة ثقته بالله، ودليل على قوة إيمانه، فإن الله تعالى يرفعه ويرفعه من مكانته ومنزلته عند الله عز وجل، ول هذا عندما سئل الإمام الحسن البصري -رحمه الله تعالى-: ما بال من يصلي الليل؟ – وجوههم فيها النور، النور؟ قال الإمام -رحمه الله-: لأنهم خلوا بالرحمن فأعطاهم من نوره.
  • ويوصف الذي قام الليل بأنه (رجل صالح). وجاء في صحيح البخاري من حديث عبد الله بن عمر – رضي الله عنهما – أن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم قال: «الرجل الصالح عبد الله إذا كان يصلي». بالليل.”
  • وهو من أسباب رحمة الله تعالى. وقال صلى الله عليه وسلم: «رحم الله رجلاً قام من الليل وأيقظ امرأته…» فصلوا معًا، أو صلى كل واحد منهم وحده، أو كما صلى النبي، قال صلى الله عليه وسلم. ولهذا توصينا عائشة – رضي الله تعالى عنها – الصديقة بنت الصديق بنصيحة عظيمة تقول – معنى وصيتها -: يا عبد الله، لا تترك قيام الليل، فإن صلاة الليل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يترك قيام الليل؛ وإذا كان مريضا أو كسولا – أي كان مبتلى بمرض أو متعب – صلى الله عليه وسلم – صلى جالسا – صلى الله عليه وسلم -.

أسباب صلاة الليل

وفيما يلي مجموعة من الأسباب التي تساعد الإنسان على قيام الليل:

  • وترك الذنوب والخطايا؛ لأن الذنوب والمعاصي تحجب العبد عن ربه تبارك وتعالى. فالذنوب والمعاصي سبب كل بلاء وبؤس ومشقة وحرمان في الدنيا والآخرة. ولهذا قال الفضيل بن عياض -رحمه الله تعالى-: إذا عجزت عن صيام النهار، ولا قيام الليل، فاعلم أنك محروم، مكبل، مكبل بذنوبك. وشكا بعض الناس إلى عبد الله بن مسعود -رضي الله تعالى عنه- الصحابي الجليل، قائلين: لا نستطيع أن نبيت الليل. حتى قال الإمام الحسن البصري: رجل يذنب ذنبا فينهى عن قيام الليل.

  • أكل أقلحتى قال أحدهم: من أكل كثيرًا، وشرب كثيرًا، ثم نام كثيرًا، ثم ندم كثيرًا. لا شك أن الإفراط في تناول الطعام يثقل كاهل جسم الإنسان.

  • صلاة من أجل؛ لأن قيام الليل نعمة من الله، هبة إلهية، هبة رحيمة، فالله عز وجل لا يمنح هذه العبادة – التي قليل من يطبقها – إلا بعد توفيق الله عز وجل، فتضرع إلى الله عز وجل وتضرع إلى الله قبل ذلك. تنام فيوفقك الله ويعينك على قيام الليل. .
  • أكل الحلال وابتعد عن الحرام قال الله تعالى: (يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا إني بما تعملون عليم). يقول الإمام ابن كثير: أكل الحلال يعين على العمل الصالح.

  • قيلولة, أي أن الإنسان ينام وسط النهار، ولهذا جاء في بعض الأخبار: القيلولة من أجل قيام الليل، فلا بد أن ينام الإنسان وسط النهار. لأن الإنسان إذا استيقظ صباحاً -من الفجر مثلاً-…