كم عدد المصادر التي يؤخذ منها التشريع الاسلامي

بواسطة: admin
سبتمبر 23, 2023 10:34 م

ولكي نعرف كم من المصادر يستمد التشريع الإسلامي منها لا بد أن نذكرها أولا، ونعرف ماذا نعني بمصادر التشريع الإسلامي. جاءت أحكام الله عز وجل وشرعه لهداية الناس وإرشادهم إلى الخير، وهذه الأحكام الشرعية لها أدلة تدل عليها، ومصادر مأخوذة منها، حتى تتوافق مع إرادة الله عز وجل، لتجنب حكم الطغاة والأهواء والرغبات والقوانين الوضعية.

مفهوم مصادر التشريع الإسلامي

يجب علينا أولاً أن نتناول مفهوم الأدلة ومصادر التشريع الإسلامي؛ ككلمة دليل: جمع دليل، وهو في اللغة: دليل على الشيء، سواء كان ملموساً أو غير ملموس، وفي الاصطلاح: ما يمكن تحقيقه بالنظر إلى الحكم الشرعي على وجه العلم أو الظن. والطرق التي نتعرف بها على حكم الله عز وجل تسمى الأدلة الشرعية أو الأدلة التشريعية.

ويسمى أيضاً أصول الشريعة، أو أصول التشريع؛ لأن الأصل في اللغة: هو ما يبني عليه غيره، ويقوم عليه في تحصيل العلم والرجوع إليه، أو هو الدليل عند الفقهاء وعلماء الأصول، كما تسمى هذه الأدلة مصادر. تشريع؛ لأن المصدر هو ما يتفرع عنه الآخرون، وتنبع منه الأشياء، فمصدر التشريع هو ما نأخذ منه الأحكام الشرعية. وقد فضل التسمية الأخيرة لحصرها للدلالة على المطلوب.

ما عدد المصادر التي يؤخذ منها التشريع الإسلامي؟

ومصادر الدين الأصلية التي ترجع إليها جميع العقائد والمقاصد والأحكام ممثلة في الوحيين. الكتاب والسنة. وهذا ما تقتضيه ربوبية الدين الإسلامي، أن تقوم جميع أركانه على النصوص المعصومة المنزلة من السماء، والتي تتمثل في آيات القرآن الكريم ونصوص السنة النبوية الصحيحة. ثم استنبط العلماء من هذين المصدرين أصولا أخرى يمكن أن تبنى عليها الأحكام. وقد أطلق عليها بعض العلماء مصادر التشريع الإسلامي، وهي: الإجماع والقياس.

حيث قال ابن تيمية رحمه الله: “”إذا قلنا الكتاب والسنة والإجماع، فإن معنى الثلاثة واحد، فكل ما في الكتاب وافقه الرسول، و” وقد أجمعت عليه الأمة من حيث الجملة، فلا يوجد من المؤمنين إلا من يجب عليه اتباع الكتاب، وكذا كل ما سنه الرسول صلى الله عليه وسلم. صلى الله عليه وسلم، فالقرآن يأمر باتباعه فيه، وأجمع المؤمنون على ذلك، وكذلك كل ما أجمع عليه المسلمون، فإنه لا يكون إلا حق يوافق ما في الكتاب والسنة. السنة.

تختلف مصادر التشريع الإسلامي في صحتها

وهناك مصادر غير هذه المصادر الأربعة، اختلف العلماء في حجيةها وصحة استدلالها، وقيل في حجيةها أنها تنتمي إلى الكتاب والسنة وترجع إليهما. ولذلك فإن المصدرين الرئيسيين للتشريع هما الكتاب والسنة، والمصادر التي اتفق العلماء على حجيةها هي أربعة بالقياس والإجماع.

ويجب التنبه إلى أن المصدر الحقيقي هو مصدر سماوي، وليس مصدراً وضعياً، وأن المصدر الوحيد للتشريع بإجماع المسلمين هو الله عز وجل، ولا مشرع غيره، {إِنَّ الْحَكْمَ لِلَّهِ}. [الأنعام: 57]ويتجلى هذا المصدر السماوي في القرآن الكريم، وما أشار إليه القرآن الكريم، وأن بقية المصادر تتبع القرآن الكريم، أو توضح وتكشف حكم الله عز وجل، وليست كذلك. مُنشئو الحكم، فالمسلم لا يقبل إلا حكم الله عز وجل.

أهمية الالتزام بالتشريعات الإسلامية

  • التشريع عنصر أساسي من مكونات المجتمع، لذا يجب أن يكون لأي مجتمع قانون ينظم علاقاته، ويعاقب من يخرج عن قواعده. الضمائر والدوافع الشخصية وحدها لا تكفي لعموم الأخلاق، والحفاظ على سلامة الجماعة، والحفاظ على كيانها المادي والمعنوي، وإقامة العدل بين الناس، ولهذا أرسل الله رسله وأنزل كتبه ليحددوا الطريق الحياة مع الحق، كما قال تعالى: {لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ}.
  • ولا يكفي أن تكون القوانين الوضعية متوافقة مع أحكام الشريعة الإسلامية؛ ولأن هذا الاتفاق مجرد محض صدفة، فإنه لا يضفي على هذه القوانين صبغة إسلامية، ولا يضفي عليها شرعية إسلامية. بل يجب الرجوع إلى الشريعة، بحيث ترتبط بالإسلام، وبمقاصد الشريعة الشاملة، وتستند إلى أدلة شرعية جزئية في مختلف مواد الأحكام في مختلف الشرائع، وفقا لأصول فقهاء المسلمين. . وهكذا فإن لهذه القوانين مشروعيتها وقدسيتها بالنسبة للفرد المسلم والمجتمع المسلم، ويخضع لها طوعا واختيارا، لأنه يعبده تبارك وتعالى بالقبول والخضوع لها.
  • الشريعة الإسلامية كل لا يتجزأ، فلا يجوز أخذ بعض منها وترك بعض. لك الله }; وذلك لأن الذي يتنازل عن القليل يوشك أن يتنازل عن الكل، وقد أنكر القرآن أشد إنكار على بني إسرائيل في اختلافهم في الدين، وأخذهم لبعض أحكام قومهم. الكتاب وإعراضهم عن الآخرين.
  • إن التشريع الإسلامي المنشود هو الذي يقوم على الفقه الحديث الصحيح، ولكن لا يجوز لنا أن نكون من فئة الذين يريدون تكييف الإسلام مع العصر، وجعله عجينة قابلة للقولبة، فيفعلون. ولا يقتصر الأمر على الكتاب والسنة والإجماع والقياس. وليس من فئة الذين يريدون تجميد الإسلام في كتل حجرية.

ومما سبق عرفنا كم من المصادر يؤخذ منها التشريع الإسلامي، وهي أربعة مصادر موثوقة ومصادر كثيرة تختلف في صحتها، وأنه يجب علينا أن نلتزم بالتشريع الإسلامي للحفاظ على تماسك المجتمع الإسلامي.