هل يفتقد الميت أهله؟ سؤال يبحث الكثيرون عن إجابة له. عندما يموت الإنسان ينتقل من عالم الشهادة إلى عالم الغيب، فتنقطع أخباره عن أهله ويبقى وحيداً في قبره. وفي هذا المقال سوف نجيب على السؤال: هل الميت يفتقد أهله، وهل يسمع الميت كلام الحي، وهل يزور الميت أهله في المنام؟ وللإجابة على هذه الأسئلة لا بد من اتباع الكتاب والسنة، فإن عالم الموتى هو عالم الغيب، الذي لا سبيل إلى معرفته إلا عن طريق الوحي من الله عز وجل.
هل يفتقد الميت أهله؟
فإذا مات الإنسان غاب عن الدنيا وصار إلى عالم آخر، ولا يفتقد أهله لأنه انشغل بالقبر بنعيمه أو عذابه. ولا يعلم عن أحوالهم شيئا، فهو غائب عنهم في نعيم أو عذاب، ولكن الله قد يخبر بعض الموتى عن بعض أحوال أهله، لكن دون تحديد، وقد ظهرت آثار لا يمكن الاعتماد عليها. لكي يعرف الموتى أشياء عن أحوال أهلهم.
هل يسمع الموتى كلام الأحياء؟
وقد اختلف أهل العلم في هذه المسألة، فذهب أصحاب الرأي الأول إلى إنكار سماع الميت للحي، وهذا رأي السيدة عائشة وابن عباس وابن مسعود -رضي الله عنهم-، أكثر من واحد من الصحابة، وهو مذهب الجمهور، وذهب أصحاب الرأي الثاني وهم جماعة من أهل العلم حتى الميت يسمع في الجملة، ولا يسمع في جميع الأحوال، و وهناك طائفة أخرى ترى أنهم يسمعون في جميع الأحوال، ولكنهم لا يستطيعون الانتفاع بما يسمعون أو حتى مجرد الرد، ولكن الرأي الراجح هو القول الأول بأن الميت لا يسمع؛ لأن الدليل من الكتاب والسنة أن الموتى لا يسمعون، وهذا هو الأصل. فإذا ثبت أنهم يسمعون في بعض الأحوال، كحديث الضرب بالنعال، أو أن بعضهم سمع في وقت ما، كحديث القلب، فلا ينبغي أن يجعل ذلك أصلاً، فيكون يقال: الموتى يسمعون، لا، فهي مسائل جزئية لا تشكل قاعدة عامة يعارضها المبدأ، وهو أن الموتى لا يسمعون.[2]