حكم زيارة مدائن صالح

بواسطة: admin
سبتمبر 23, 2023 11:12 م

حكم زيارة مدائن صالح هو أحد المسائل الفقهية التي وردت في كتب الفقه في باب حكم الذهاب إلى مناطق المعذبين والتي أوردها القرآن الكريم من خلال آياته الكريمة الآيات، فلا بد من معرفة الحكم الشرعي المناسب في هذه المسألة، وما يترتب على ذلك من مسائل فقهية. بحيث.

الناس الطيبين

أرسل الله – تعالى – النبي صالح – عليه السلام – إلى قوم ثمود، وهي إحدى القبائل العربية التي كانت تسكن المناطق الواقعة بين الحدود الشمالية للمملكة العربية السعودية وشرق المملكة العربية السعودية. المملكة الأردنية الهاشمية، ومساكنهم تسمى الحجر، ونظراً لطبيعة المكان البيئية قامت حضارتهم على العمران والبناء. وكانت بيوتهم منحوتة في الصخر، ولكنهم جحدوا النعم، وجحدوا وحدتها، فصنعوا أصنامهم وعبدوها، فأرسل الله تعالى إليهم النبي صالح -عليه السلام- يدعوهم إلى التوحيد، لترك عبادة الأصنام، وكان صالح -عليه السلام- أحدهم. فلما عرضت عليهم الدعوة، آمن طائفة، وكانوا قليلا، وكفر الفريق الأكبر، وطلبوا أن يأتيهم بالدليل على صدق نبوته، وكان الدليل الذي طلبوه طلبا لا يقاوم، وهو إخراج كائن حي من صخرة صلبة وهي ناقة سمراء حامل في شهرها الأخير.

حكم زيارة مدائن صالح

حكم زيارة مدائن صالح لا يجوز إذا كانت بغرض النزهة واللهو، وقد أوصانا رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ألا ندخل مساكن المعذبين إلا إذا كانوا بكاء. حتى لا يصيبهم ما أصابهم، لأنه -صلى الله عليه وسلم- قال لما مر بمدائن صالح قال لأصحابه: “لا تدخل على هؤلاء المعذبين إلا إذا كنت تبكي؛ لئلا يصيبك ما أصابهم». وفي هذا الحديث حذر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- المسلمين من دخول بيوت أصحاب الحجر، وهي مدن صالح، إلا إذا كانوا باكين، وحذرهم من ذلك. أن لا يصيبهم نفس العذاب. وهذه البيوت بيوت خسوف وعذاب، فلا ندخلها للتسلية أو التنزه. بل يجب أن ندخلهم باكين، أو مشفقين عليهم، أو خائفين أن يصيبهم ما أصابهم.

وفي هذا الحديث تذكير بالتدبر في أحوال من عذبهم الله تعالى، وتحذير المسلم من الوقوع فيما وقعوا فيه، والحذر من الغفلة عن تدبر الآيات والتفكر فيها. ليتدبروا ما حل بهم، ويستيقظوا من غفلتهم، فقد يخشى أن يقع العقاب نتيجة الغفلة في التدبر والذكر.

هلاك الصالحين

دعا النبي صالح عليه السلام ربه أن يؤيده بمعجزة تدل على صدق نبوته، فاستجاب الله تعالى له، وطلب منه أن يجمع قومه عند صخرة مباركة يعظمونها، خرج الجمل الخجول من صخرة صلبة. ليثبت أنه رسول من الله إليهم، ورغم ذلك انقسم الناس إلى فريقين؛ آمنت طائفة، وكفرت طائفة، واشترط عليهم أن يتركوا الناقة ولا يمسوها بأذى، وجعل للناقة يوما يشربون من بئر عندهم، ولهم يوم خاص بهم الشرب، على أن يزودوا في يومهم الخاص ما يحتاجون إليه من الماء، لكنهم لم يستمعوا لأمره، فجمعوا جماعة من المفسدين ليقتلوا الناقة، ويقتلوا النبي صالح -عليهم السلام- لذلك عقروها وقتلوا مولودها، ولما أرادوا الذهاب إلى النبي صالح -عليه السلام- فرض الله تعالى عليهم حجارة فقتلتهم، عقاباً لهم، وتوعدهم صالح -عليه السلام- للذين كفروا به أن يأتيهم العذاب بعد ثلاثة أيام فكذبوا به حتى جاءتهم صيحة من السماء ورجفة من الأرض فأصبحوا في بيوتهم مقرفين والله نجا تعالى نبيه صالح والذين آمنوا معه، وهذا من سنته سبحانه.

والخلاصة أن حكم زيارة مدائن صالح لا يجوز إلا على سبيل الوعظ والاعتبار، وأن ندخلها ونحن باكين كما أوصى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – حتى لا يكون ما يكون. حلال لهم لا حلال لنا.