من هو مؤلف رواية البؤساء

بواسطة: admin
سبتمبر 23, 2023 10:47 م

من هو مؤلف رواية البؤساء؟ هذه القصة التي صنفت علامة فارقة في تاريخ الأدب الروائي، جعلت كل من قرأها أو شاهدها على التلفاز يبكي ويتفاعل مع شخصياتها. إنه بلا شك عبقري الرواية العالمية التي خطفت القلوب والأبصار. مميز.

من هو مؤلف رواية البؤساء؟

مؤلف رواية البؤساء هو فيكتور ماري هوغوروائي وقاص وشاعر ورسام وكاتب مسرحي بارز، ومن أبرز رواد الرومانسية الأدبية الفرنسية. ولد في 26 فبراير 1802 في مدينة بيزانسون في فرنسا. أصبح مشهوراً ومعروفاً عالمياً بعد نجاح رواياته “أحدب نوتردام” (1831) و”البؤساء” (1862).

نشأة فيكتور هوغو

فيكتور هوغو هو الأصغر بين إخوته الثلاثة. والدته هي صوفي تريبوشيه، ووالده هو جوزيف ليوبولد سيجيسبرت هوغو، الذي كان جنرالا في جيش نابليون. وبسبب سفر والده الدائم مع الجيش الإمبراطوري، وبسبب اختلاف الآراء السياسية، نشأت خلافات عائلية سرعان ما أدت إلى انفصالهما. كانت هذه الفترة من طفولته فوضوية، عانى خلالها من عدم الاستقرار الأسري، إذ كان ينتقل كثيرًا من باريس إلى إلبا أو نابولي أو مدريد، ليعود مرة أخرى مع والدته إلى باريس التي اهتمت بتعليمه وإخوته. تبنى فيكتور آراء والدته السياسية المؤيدة للنظام الملكي في فرنسا، لكنه سرعان ما انتفض ضد النظام الملكي، ودعم تأسيس النظام الجمهوري وقاوم إلى جانبه، ونفي إلى بروكسل عقب اندلاع الثورة الفرنسية عام 1848. على الرغم من أن ميله السابق للملكية كان قد أكسبه معاشًا تقاعديًا من الملك الفرنسي لويس الثامن عشر.

البداية الأدبية لفيكتور هوغو

تخرج فيكتور هوجو من كلية الحقوق بباريس عام 1816، لكن كانت لديه طموحات أخرى غير دراسة القانون. لم يمارس المحاماة قط، وبدأ الكتابة. ملأ دفاتر الملاحظات بالكتابات والترجمات، إذ كتب تراجيديين ومسرحية ومجموعة مراثي، وبتشجيع من والدته أسس (جريدة المحافظين الأدبية) التي نشر فيها مقالاته وأعماله الشعرية. بالإضافة إلى أصدقائه الشعراء مثل ألفونس دي لامارتين وأندريه دي شينييه. توفيت والدته عام 1821، وبعد ذلك تزوج فيكتور من صديقة الطفولة (أديل فوشيه)، وأنجب منها خمسة أطفال. وفي نفس العام أصدر ديوانه الشعري الأول بعنوان قصائد وقصائد متنوعة. وفي عام 1823 نشر روايته الأولى هان دي آيلاند والتي ترجمت عام 1825 إلى اللغة الإنجليزية، وهكذا توالت أعماله الأدبية حتى كتب روايته الشهيرة (أحدب نوتردام) التي أسست لنجوميته الأدبية التي انتقد فيها سلوك المجتمع المسيء والمهين ضد كوازيمودو الأحدب.

المناصب التي شغلها فيكتور هوغو

اشتهر فيكتور هوغو بإنتاجاته الأدبية الغزيرة، وسرعان ما أصبح أحد أبرز رجال الفكر والأدب في فرنسا. انتخب عضوا في الأكاديمية الأدبية الفرنسية عام 1841، كما رشح لعضوية مجلس النبلاء في باريس عام 1845. وكان ناشطا اجتماعيا في الدفاع عن حقوق الإنسان. الإنسان، دعا إلى إلغاء عقوبة الإعدام.

فيكتور هوغو والبؤساء

تعرض فيكتور هوغو لصدمة كبيرة إثر وفاة ابنته ليوبولدين البالغة من العمر تسعة عشر عاماً، والتي غرقت مع زوجها الذي كان يحاول إنقاذها في نهر السين، فكتب لها عدة مرثيات حزينة تتلاحقه الأحداث، مثل وفاة زوجته، واثنين من أبنائه بعدها، وللخروج من دوامة الحزن التي عصفت بها، لجأ إلى الكتابة التي وجد فيها ملجأه في الهروب من صور ذكريات مؤلمة في نفسه، وبدأ بكتابة رواية جديدة هي رواية البؤساء الشهيرة، والتي نشرها عام 1862، وتناول فيها شخصية جان فالجان، الرجل البائس الذي حوكم لمدة 19 عاما في السجن لأنه سرق رغيف الخبز، والصراعات التي واجهها نتيجة ظلم المجتمع له. لاقت هذه الرواية نجاحاً باهراً في جميع الدول الأوروبية وكذلك في أمريكا، حيث تم تمثيلها في فيلم، كما تم إخراجها في مسرحية موسيقية غنائية، وأصبحت رواية البؤساء واحدة من أشهر الروايات الأدبية في القرن التاسع عشر.

حقائق غريبة عن هوغو والبؤساء

على الرغم من الشعبية الواسعة التي حققتها رواية البؤساء إلا أنه لا بد من ذكر عدة حقائق تتعلق بهذه الرواية وهي:

  • في بداية نشرها، قوبلت رواية البؤساء بانتقادات شديدة واستنكار من النقاد.
  • “البؤساء” هي الرواية الأكثر شهرة التي توافد الجنود الأمريكيون على قراءتها خلال الحرب الأهلية.
  • امتلك فيكتور هوجو طقوسًا غريبة لجأ إليها أثناء مروره بمرحلة الإرهاق الإبداعي. وفي كتابته هذه الرواية، جرد من كل ملابسه واعتزل في غرفة منعزلة في منزله وليس معه سوى قلم وورقة، ليحفز مخيلته على الكتابة واقفاً.
  • يُعرف فيكتور بهوسه بالقدمين.
  • كان فيكتور معروفًا لدى الفرنسيين كشاعر، بينما اشتهر في البلدان الناطقة باللغة الإنجليزية كروائي.

وفاة فيكتور هوجو

توفي الكاتب فيكتور هوغو بعد سنوات طويلة قضاها في البؤس والحزن في مدينة باريس في 22 مايو 1885، عن عمر يناهز الثالثة والثمانين عامًا، بعد إصابته بالتهاب رئوي. من الزمن تحت قوس النصر في باريس، وتم نقل رفاته فيما بعد ليدفن في مقبرة العظماء.

تحية لفيكتور هوغو

تم تكريم فيكتور هوغو خلال حياته وبعد مماته، ومن أهم هذه التكريمات ما يلي:

  • حصل على وسام جوقة الشرف برتبة ضابط عام 1837 وجائزة المسابقة العامة.
  • وفي عيد ميلاده الثمانين، سمي الشارع الذي يعيش فيه باسمه، شارع فيكتور هوغو.
  • وبعد وفاته، أطلق اسم فيكتور هوغو على شوارع معظم المدن والقرى في فرنسا.
  • وصورته مطبوعة أيضًا على الفرنك الفرنسي.
  • حول منزله في ساحة الفوج بباريس إلى متحف يحمل اسمه.
  • وقد ترجمت أعماله إلى جميع لغات العالم.

أعمال فيكتور هوجو

برع فيكتور هوجو في مختلف أنواع الأدب، وترك إرثًا عظيمًا للمكتبة الأدبية، أهمها:

  • مسرحية كرومويل – 1819.
  • قصائد متنوعة – 1822.
  • هانز الأيسلندي
  • آخر يوم في طابور الإعدام – 1829.
  • مسرحية إرناني – 1830.
  • أحدب نوتردام – 1831.
  • أوراق الخريف – 1831.
  • الملك يستمتع – 1823.
  • لوكريزيا بورجيا – 1833.
  • ماري تيودور – 1833.
  • خليط الأدب والفلسفة – 1834.
  • كلود جو – 1834.
  • أنجيلو، طاغية بادوا – 1835.
  • أغاني الشفق – 1835.
  • الأصوات الداخلية – 1837.
  • ريوبلاس – 1838.
  • الأشعة والظلال – 1840.
  • الراين – 1842.
  • نابليون الصغير – 1852.
  • العقوبات – 1853.
  • أسطورة العصور – 1859.
  • البؤساء 1862.
  • وليام شكسبير – 1864.
  • أغاني الشوارع والخشب – 1865.
  • عمال البحر – 1866.
  • الرجل الضاحك – 1869.
  • السنة الرهيبة – 1872.
  • ثلاثة وتسعون – 1874.
  • أبنائي – 1874.
  • أفعال وأقوال قبل المنفى – 1875.
  • أفعال وأقوال بعد المنفى – 1876.
  • البابا – 1878.
  • الأديان والدين – 1880.
  • الحمار – 1880.
  • اتجاهات الروح الأربعة – 1881.
  • توركويمادا – 1882.
  • أسطورة العصور – 1883.
  • أرخبيل القناة الإنجليزية – 1883.

اقوال عن فيكتور هوجو

وقد حازت شخصية فيكتور هوجو وأعماله الرائعة على إشادة كبار الصحفيين والكتاب في العالم:

  • جان مارك هوفاس، الأستاذ بجامعة السوربون والمتخصص في كتابات فيكتور هوغو وكاتب سيرته: “الطموح السياسي والاجتماعي الذي عبر عنه فيكتور هوغو في رواية البؤساء كان لافتاً للنظر. إنها تقوم على إقامة الديمقراطية مع شعب يستطيع القراءة. كان فيكتور هوجو يطمح إلى تربية قرائه كما يربي المعلمون طلابهم. أراد أن يقيم الشعب في الجمهورية الكبرى التي حلم بها في فرنسا وأوروبا والعالم. لقد عمل على توسيع قاعدة قرائه وأراد أن يشعر بتأثيره القوي وفائدته في العالم أجمع. ومن المثير للدهشة ملاحظة مدى نجاحه في تحقيق أهدافه، فمن الواضح أن روايته أصبحت أشهر رواية فرنسية في العالم.
  • آرثر رامبو: «إنه شاعر بالأساس. سنكتشف كافة جوانب شخصية هوغو، ونتعرف عليه قبل نفيه من بلاده وخلال سنوات منفاه. وأكدت زوجته على الارتباط القوي بينه وبين شخصية “ماريوس” في كتابه البؤساء، وهي علاقة واضحة عند النظر إلى سيرته الذاتية. وحتى هوجو شخصيا يقول في تصريحه: إن هذه الأحداث تحمل جزءا من ذكرياتي.
  • وفيه قال الشاعر حافظ إبراهيم:

“أجنبي نجمه على وشك أن يسطع

في سماء الشعر النجم العربي

علياء صافحتها والتقت

مع تجريدها فوق رأس الشهب.

اقوال فيكتور هوجو

إن أقوال فيكتور هوغو ليست مجرد أقوال أدبية إبداعية، بل هي رؤية فلسفية للحياة:

  • “لا قوة مثل قوة الضمير، ولا مجد مثل مجد الذكاء.”
  • “على الرغم من أن الحياة قصيرة، إلا أننا نجعلها أقصر بإضاعة الوقت بلا مبالاة.”
  • “ليس هناك جيش أقوى من فكرة حان وقتها.”
  • “أعظم سعادة في العالم هي أن تكون في الحب.”
  • “الشرق عالم مشرق ساحر، وهو جنة الدنيا، وهو الربيع الدائم المفعم بوروده، وهو الجنة الضاحكة، وأن الله وهب أرضه زهوراً أكثر من غيرها، و وملأ سماءه كثر النجوم، ونشر في بحاره المزيد من اللآلئ.
  • “قد يؤلف الرجل كتاباً عن الحب… لكنه لا يستطيع التعبير عنه، لكن كلمة عن الحب من امرأة تكفي لكل ذلك.”
  • “لو كان العالم كله صغيراً؛ الأم عظيمة.”
  • “الحب هو الأجمل..