ملخص رواية الجريمة والعقاب كونها من أشهر الروايات الكلاسيكية، فهي رواية اجتماعية ونفسية وفلسفية تصنف ضمن أدب الجريمة، كتبها الروائي الروسي “فيودور دوستويفسكي”، حيث نشر الرواية لأول مرة في المجلة الأدبية “الرسول الروسي” ” عام 1866 على شكل سلسلة أدبية ذات حلقات متتابعة على مدى 12 شهرا. وقد تم نشره في كتاب منفصل بعد تحسينه. تعتبر الرواية ثاني أطول رواية لدوستويفسكي بعد عودته من منفاه في سيبيريا. وهي أيضًا أفضل رواياته خلال نضجه الأدبي. وفي هذا المقال سنتحدث عن مؤلف هذه الرواية وملخصها وشخصياتها وبعض الاقتباسات منها.
كاتب الجريمة والعقاب
فيودور دوستويفسكي روائي وكاتب قصص قصيرة وصحفي وفيلسوف روسي. وتتميز رواياته بأنها تغوص في أعماق النفس الإنسانية، وتحللها تحليلاً عميقاً وثاقباً، وتكشف عن فهم للوضع السياسي والاجتماعي والروحي لروسيا في القرن التاسع عشر. وهو من أشهر الكتاب والمؤلفين حول العالم. ولد دوستويفسكي “عام 1821، وبدأ قراءته الأدبية في سن مبكرة من خلال قراءة القصص الخيالية والأساطير لكتاب روس وأجانب. تركته والدته عندما كان عمره 15 عامًا. وفي الوقت نفسه ترك الدراسة والتحق بمعهد الهندسة العسكرية، وكان يترجم الكتب كدخل إضافي له، وفي منتصف الأربعينيات كتب روايته الأولى «المساكن».
أنظر أيضا: أنت ملخصي
معلومات عن رواية الجريمة والعقاب
ونقدم هنا بعض المعلومات المتعلقة بتاريخ الرواية ونشرها واستقبال المجتمع العالمي لها:
- أول فيلم يعتمد على الجريمة والعقاب في روسيا كان عام 1909 للمخرج فاسيلي جونشاروف.
- الرد الأول على رواية «الجريمة والعقاب» جاء من سانت بطرسبرغ عبر صحيفة جولاس التي رفض رئيس تحريرها أدري كرافسكي التفاوض على نشر الرواية.
- عُرض عمل عن رواية «الجريمة والعقاب» في أوبرا الروك بالعاصمة الروسية موسكو، من إخراج الروسي «أندريه كونشالوفسكي».
- ساهم النجاح العالمي للرواية في ترجمتها في ثمانينيات القرن التاسع عشر إلى عدة لغات، منها الفرنسية والألمانية والسويدية والإنجليزية والبولندية والمجرية والإيطالية والدنماركية والنرويجية والفنلندية.
- أول إنتاج مسرحي كان في روسيا عام 1899، بينما تم عرض وتصوير أول نسخة مسرحية أجنبية في العاصمة الفرنسية باريس عام 1888، ليتم عرضها على مر العصور.
ملخص رواية الجريمة والعقاب
تصور الرواية مدينة “سانت بطرسبرغ” في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، حيث دارت الصراعات الطبقية والسياسية في عهد الإمبراطورية الروسية. “إيفانوفنا” وسرقة أموالها بهدف تحرير نفسه من قيود الفقر التي تكبله وعائلته، لكن بمجرد ارتكابه الجريمة يدخل في صراع ومعاناة نفسية تفكك مبرراته الأولية تباعا وتدخله في حالة من الفوضى. متاهات عقلية وجسدية يحاول المؤلف من خلالها الربط بين الظروف الاجتماعية التي قد تدفع الإنسان إلى ارتكاب الجرائم، وبين الحسابات المعقدة التي تحددها فلسفة العقل البشري.
بعد جريمة القتل الخرقاء، أصيب راسكولنوكوف بالحمى وبدأ يشعر بالقلق العميق بشأن جريمة القتل. وقام بإخفاء المسروقات والحقيبة تحت صخرة وحاول يائساً تنظيف ملابسه من الدماء أو أي دليل. اتصل بصديقه القديم لينقذه من ورطته، ثم بدأ يشك حتى في أقرب أصدقائه نتيجة أفعالهم. غريب، والخاتمة تتحدث عن الحكم على بطل الرواية «راسكولنيكوف» بالسجن ثماني سنوات مع الأشغال الشاقة في «سيبيريا»، حيث تتبعه محبوبته «سونيا». .
أنظر أيضا: ملخص قصة بائع الخبز
شخصيات رواية الجريمة والعقاب
وفي تلخيص رواية الجريمة والعقاب لا بد من ذكر أبرز شخصيات الرواية، لأن شخصياتها كثيرة ومعقدة، وقد يصعب على القارئ العربي تتبع الأسماء لصعوبتها وغرابتها عن الرواية. الأذن العربية، وفيما يلي بعض الشخصيات وأبرز صفاتها.
راسكولنيكوف
كئيب، متجهم، غامض، ومن ناحية أخرى، فهو مؤهل لأن تكون لديه دوافع صادقة. على سبيل المثال، بعد أن دخل منزل “مارميلدوفا” لأول مرة، قام بهدوء بوضع كل أمواله على نافذة الغرفة، محاولًا الدفاع عن سونيا التي يتهمها لوسين بالسرقة، مما يشير إلى أن حبه للناس يتولد أحيانا. من باب الشفقة
ايلينا
إنها بحسب وصف دوستويفسكي: “امرأة عجوز مريضة غبية، لا معنى لها، تافهة، شريرة، ستموت بمحض إرادتها غدًا”. إنه يثير في روح بطل الرواية فكرة أن قتل المرابي يمكن أن يساهم في حل مشاكل الكثير من الناس. .
كاترينا
تركها زوجها أرملة مع ثلاثة أطفال صغار في منطقة نائية ومخيفة، حيث التقت فيما بعد بـ”سيميون زاخاروفيتش” في منزل عائلة “مارميلادوف”، وهناك رآها بطل الرواية “راسكولنيكوف” كما هي. امرأة طويلة القامة وواسعة الحيلة في الثلاثين من عمرها، ذات شعر أشقر داكن وخدود متوهجة وعينان لامعتان أيضًا إذا كانت في حفلة.
سونيا
هي الابنة الكبرى لسيميون مارميلادوف، وهي فتاة خجولة وبريئة، على الرغم من أنها أجبرت على ممارسة الدعارة لمساعدة أسرتها، إلا أنها تحظى بإعجاب بطل الرواية، راسكولنيكوف، ويعتبرها حبيبة.
سفدراكانالوف
ويرى النقاد أنه يلعب دوراً مزدوجاً عن بطل الرواية، ويصفونه في كلامهم بـ”ظل راسكولنيكوف” وليس من قبيل الصدفة أنه يلجأ في أحد الحوارات إلى “راسكولنيكوف” بالكلمات التالية :”حسنًا..هل قلت أن هناك نقطة مشتركة بيننا أو شيء من هذا القبيل؟”
أنظر أيضا: ملخص البؤساء
مقتطفات من رواية الجريمة والعقاب
يبدع الكاتب الروسي الكبير في انتقاء كلماته رغم كبر حجم الرواية، ويأسرنا بجمل تجبرنا على التوقف أمام روعتها. ونقتبس منه ما يلي:
- هناك إهانات لا يمكن نسيانها مهما بذل الإنسان من أجل رغبته في ذلك. وهناك حد لا يمكن تجاوزه دون عقوبة، لأنه إذا تم تجاوزه لأول مرة، فلا يمكن التراجع عنه بعد ذلك.
- العقل أسير العاطفة.
- كانا جالسين، أحدهما بجانب الآخر، حزينين ومدمرين، مثل الغريقين اللذين وجدا رفاقهما.
- يحدث أحيانًا أن نلتقي بأشخاص لا نعرفهم على الإطلاق، ومع ذلك نشعر بالاهتمام بهم والدافع لتقريبنا منهم قبل أن نتبادل معهم كلمة واحدة.
- ويجب على كل إنسان أن يجد ولو مكاناً يذهب إليه، لأن الإنسان يمر بلحظات لا خيار أمامه فيها سوى الذهاب إلى مكان ما، أي مكان.
- أحب نفسك، وابدأ بنفسك، لأن كل شيء في هذا العالم مبني على المنفعة الشخصية.
- ولكن.. كم من الآلام لا تستطيع تحملها، والتي ستتبعها سعادة لا توصف!
أنظر أيضا: ملخص بسمة مدفونة في مخيلتي
الرمزية في رواية الجريمة والعقاب
أحلام البطل لها معنى رمزي يعبر عن وجهة نظر نفسية للبطل لا بد من تلخيصها في ملخص مقال رواية الجريمة والعقاب. تم اقتراح حلم تعرض الفرس للجلد باعتباره أكبر تعبير فردي في الرواية بأكملها. يصور الحلم مشهدًا تتعرض فيه فرس مريضة للضرب المبرح حتى الموت على يد مالكها. حيث يرمز إلى الإشباع والعقاب والدوافع الخسيسة والمجتمع الخسيس، ويرسم صورة للتدمير العدمي لمجتمع غير مؤهل، ويشكل اشمئزاز ورعب بطل الرواية في هذا المشهد جزءا مركزيا في موضوع الشخصية المتصارعة، مذنب الضمير، واحتقاره للمجتمع وعقلانيته، معتبراً نفسه رجلاً غير تقليدي فوق المجتمع وله سلطة القتل، معتبراً جريمته قتلاً مبرراً.
وبهذا ينتهي المقال الذي ذكرنا ذلك فيه ملخص رواية الجريمة والعقاب للكاتب الروسي المتميز “دوستويفسكي” كما مررنا ببعض عباراته العظيمة، وشخصياته التي صاغها باحترافية وعناية، وجعلها تظهر كشخصيات حقيقية قد يتمكن القارئ من رؤيتها بين صفحة وأخرى آخر.