ويظهر الفرق بين الرحمن والرحيم فيما سيأتي بعد التعريف بأسماء الله الحسنى، وبيان فائدة وحكمة التكرار وربط الصفتين ببعضهما. ومجيئهم بالبسملة بعد بسم الله، وذلك تأكيد لعظمة هاتين الخصلتين، وتنبيه لعظيم رحمة الله سبحانه.
اسماء الله الحسنى
إن الدخول في ذكر الفرق بين الرحمن والرحيم يقتضي تعريف الأمر في البداية بأسماء الله الحسنى، فالخالق سبحانه له أسماء وصفات جميلة وهبها، وذلك وهو ما أخبره به سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم عندما قال في الحديث الصحيح: اسم، مائة إلا واحدا، فمن أحصاهن دخل الجنة». وقد قرن الله تعالى أسماءه بالدعاء في آيات القرآن الكريم، حيث حث الناس على الدعاء بأسمائه. سيجزون بما كانوا يعملون } يرى جمهور العلماء أن أسماء الله الحسنى لا تقتصر على تسعة وتسعين اسمًا فقط، بل التسعة والتسعون المقصودة في الحديث تشترط على من حفظها دخول الجنة.
الفرق بين الرحمن والرحيم
الرحمن والرحيم من أسماء الله الحسنى التي تدل وتشير إلى رحمة الله الواسعة، والفرق بين الرحمن والرحيم أن الرحمن يدل على سعة رحمة الله، فسبحانه، والرحمن يدل على إيصال تلك الرحمة الواسعة إلى خلقه، والرحمن باختصار يدل على أن رحمة الله واسعة. والرحمن باختصار يدل على أن رحمة الله مستمرة، والفرق بين الرحمن والرحيم أيضاً يتلخص بما أخبره به الإمام الشيخ ابن عثيمين رحمه الله، والذي يرى أن الرحيم الرحمن له وزن فعلين في قواعد اللغة العربية، وهذا الوزن يدل على امتلاء الشيء وعظم سعته، فيقال رجل غاضب، أي مملوء غضبا، والرحمن في الرحيم. كما تدل اللغة العربية على الفعل، فله وزن فعال، ويدل على تحقيق الرحمة، ويقال إن الرحمن رحمة عامة، وكان الرحمن بالمؤمنين خاصة.
صور رحمة الله
وبعد توضيح الفرق بين الرحمن والرحيم لا بد من توضيح بعض الصور التي تدل على سعة رحمة الله عز وجل، كما قال تعالى في سورة الأعراف: {ورحمتي وسعت كل شيء. {إنهم بآياتنا يؤمنون} وفيما يلي بعض الأحاديث التي وردت في رحمة الله:
- وعن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “”الذي – التي الله مائة رحمة الخروج منه رحمة واحد بين الجن والإنس والبهائم والهوام، به يتعاطفون، وبه يرحمون، وبه تعطف البهائم على ذريتهم، وآخر تسعة وتسعين رحمة يرحم عباده يوم القيامة».
- وعن أبي هريرة – رضي الله عنه – أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لن يدخل الجنة أحد عمله». قالوا: ولا أنت يا رسول الله. إله؟ قال: لا، ولا أنا، إلا ذلك هو يغطيني إله شكرا ل والرحمة فأدوا واقتربوا، ولا يتمنى أحد منكم الموت: إما محسن ليزداد خيرا، أو مسيء ليؤنب».
الفرق بين الرحمن والرحيم مقال يوضح فيه حكمة تكرار الرحمن والرحيم في آيات القرآن الكريم والبسملة وذكر أسماء الله الحسنى وفضل حفظها.