يعد سبب إنشاء منظمة التعاون الإسلامي من الأمور التي تهم المسلمين في العالم، حيث أن منظمة التعاون الإسلامي هي ثاني أكبر منظمة حكومية دولية بعد الأمم المتحدة، وتضم سبع وخمسين دولة عضوًا، موزعة على أربع قارات. كما تعتبر المنظمة الصوت الموحد للعالم الإسلامي الذي يحمي مصالح المسلمين في المجالات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية. لدى منظمة التعاون الإسلامي مؤسسات لتنفيذ برامجها؛ ويقع مقرها الرئيسي في جدة، المملكة العربية السعودية.
سبب إنشاء منظمة التعاون الإسلامي
تأسست منظمة التعاون الإسلامي بقرار صدر عن القمة التاريخية التي عقدت في الرباط بالمملكة المغربية بتاريخ (25 سبتمبر 1969)، ردا على جريمة حرق المسجد الأقصى في مدينة القدس المحتلة. وفي عام 1970 انعقد المؤتمر الإسلامي الأول لوزراء الخارجية في جدة بالمملكة العربية السعودية، وصدر قرار بإنشاء أمانة عامة يكون مقرها جدة ويرأسها أمين عام للمنظمة. حيث يعتبر الدكتور يوسف بن أحمد العثيمين الأمين العام الحادي عشر للمنظمة حيث تولى هذا المنصب في نوفمبر 2016.
تم اعتماد ميثاق المنظمة في الدورة الثالثة للمؤتمر الإسلامي لوزراء الخارجية عام 1972. وأقر الميثاق الأهداف والغايات الأساسية للمنظمة. المتمثلة في تعزيز التضامن والتعاون بين الدول الأعضاء. ثم ارتفع عدد الأعضاء خلال أكثر من أربعة عقود من تأسيس المنظمة من ثلاثين دولة كانت تعتبر من الأعضاء المؤسسين، حتى وصل إلى سبع وخمسين دولة عضوا في هذا الوقت. ثم تم تعديل ميثاق المنظمة ليواكب التطورات العالمية.
برنامج الأعمال لمنظمة التعاون الإسلامي
وتحظى المنظمة بشرف فريد كونها مجتمع كلمة الأمة، الذي يدافع عن القضايا التي تهم أكثر من مليار ونصف المليار مسلم حول العالم. تتمتع المنظمة بعلاقات تعاون مع الأمم المتحدة وغيرها من المنظمات الحكومية الدولية، من أجل حماية المصالح الحيوية للمسلمين، ومحاولة تسوية النزاعات التي قد تكون الدول الأعضاء طرفًا فيها. كما اتخذت المنظمة العديد من الخطوات للدفاع عن القيم الحقيقية للإسلام والمسلمين، وتصحيح المفاهيم الخاطئة، والمساهمة الفعالة في مواجهة الممارسات التمييزية ضد المسلمين.
ويستند برنامج عمل المنظمة إلى أحكام ميثاق منظمة التعاون الإسلامي، ويتضمن 18 مجالاً ذا أولوية، بالإضافة إلى 107 أهداف. وتشمل هذه قضايا السلام والأمن، فلسطين والقدس الشريف، تخفيف حدة الفقر، مكافحة الإرهاب في المنطقة، الاستثمار وتمويل المشاريع، الأمن الغذائي للدول الإسلامية، العلوم والتكنولوجيا، تغير المناخ، التنمية المستدامة، الاعتدال، الثقافة. والوئام بين الأديان وتعزيز دور المرأة والعمل الإسلامي المشترك في المجال الإنساني وحقوق الإنسان وغيرها.
أجهزة منظمة التعاون الإسلامي
هناك العديد من أجهزة منظمة التعاون الإسلامي، منها؛ القمة الإسلامية ومجلس وزراء الخارجية والأمانة العامة. تقوم الأجهزة والمؤسسات المتفرعة عن منظمة التعاون الإسلامي بدور حيوي ومتكامل من خلال العمل في مختلف المجالات. ونذكر هنا عمل بعض هذه الأجهزة:
القمة الإسلامية
وتضم القمة الإسلامية ملوك ورؤساء وحكومات الدول الأعضاء، وتعتبر السلطة العليا لمنظمة التعاون الإسلامي. ويعقد مرة كل ثلاث سنوات للتشاور واتخاذ القرارات السياسية وتقديم المشورة بشأن القضايا المتعلقة بتنفيذ الأهداف والنظر في المسائل التي تهم الدول الأعضاء والأمة.
مجلس وزراء الخارجية
يجتمع مجلس وزراء الخارجية بشكل دوري مرة كل عام، ويناقش سبل تنفيذ السياسة العامة للمنظمة، من خلال اتخاذ القرارات في الأمور ذات الاهتمام المشترك، بما يحقق الأهداف وتنفيذ السياسة العامة للمنظمة، و للاطلاع على التقدم المحرز في تنفيذ القرارات الصادرة عن المنظمة. مؤتمرات القمة الإسلامية، ومجالس وزراء الخارجية السابقة، ثم يعمل المجلس على دراسة البرنامج وقبوله.
الأمانة العامة
الأمانة العامة هي الجهاز التنفيذي للمنظمة، وهي المسؤولة عن تنفيذ القرارات الصادرة عن أجهزة اتخاذ القرار في المنظمة. تتكون الأمانة العامة من عدة إدارات، وتعمل هذه الإدارات على تعزيز العمليات اليومية للمنظمة، والتي تشمل:
- شؤون فلسطين والقدس.
- قسم الشؤون السياسية والأقليات المسلمة.
- قسم الشؤون الاقتصادية.
- قسم العلوم والتكنولوجيا البيئة والصحة والتعليم العالي.
- إدارة التعاون الدولي والشؤون الإنسانية.
- الدائرة الإدارية والمالية.
- مديرية الثقافة الاجتماعية وشؤون الأسرة.
- قسم الشؤون القانونية.
- قسم الإعلام العام والاتصال.
- قسم المعلومات والتكنولوجيا.
- قسم المؤتمرات.
- قسم التشريفات والعلاقات العامة.
وما سبق يبين لنا مبادئ منظمة التعاون الإسلامي ودورها في الدفاع عن مصالح المسلمين في كافة أنحاء العالم. وأن السبب المباشر لإنشاء منظمة التعاون الإسلامي؛ وهو الرد على حرق المسجد الأقصى الذي يعد أحد المقدسات الإسلامية.