من هو مؤلف ملحمة الغدير

بواسطة: admin
سبتمبر 23, 2023 10:32 م

من هو مؤلف ملحمة الغدير ؟ وهو من أشهر شعراء العرب، الذي نظم أروع القصائد في المدح والرثاء وذكر سيرة أهل البيت عليهم السلام في ديوانه الشعري الذي حمل عنوان (عيد الفطر). -غدير). عبقري فريد من نوعه، يستحق الاهتمام من وزارات التربية والتعليم، وإدراجه في مناهج اللغة العربية في جميع أنحاء العالم العربي.

تعريف الملحمة

الملحمة هي شكل من أشكال الأدب الشعري، وهي نوع من القصائد الطويلة التي يتم تنظيمها بهدف تمجيد مجموعة من المثل، وسلسلة من البطولات، والأعمال العظيمة للبطل الحقيقي أو الأسطوري، سواء كانت هذه المثل والقيم دينية أو وطنية أو إنسانية. سرد أحداث الرواية الملحمية، وبين تاريخ هذه الأحداث، والبطل المركزي في الملحمة محاط دائمًا بإطار من القداسة والفخر، ومن أشهر الملاحم في التاريخ نذكر:

  • ملحمة (الإلياذة) هوميروس اليوناني، مؤلف من أكثر من خمسة عشر ألف بيت.
  • ملحمة (مها بهارتا) الهندية، ويتكون من مائة وعشرة آلاف بيت، وقد كتبه عدة شعراء.
  • ملحمة (الشاهنامة) الإيرانية والتي تتكون من حوالي ستين ألف منزل.

أما الملاحم العربية؛ وقد كانت عبارة عن بعض المحاولات الخجولة التي لم ترق إلى مستوى نظيراتها الغربية، حتى ظهرت ملحمة (عيد الغدير) لتكون بحق أول ملحمة في الأدب العربي، ويتجاوز عدد بيتها الثلاثة آلاف بيت.

من هو مؤلف ملحمة الغدير ؟

مؤلف ملحمة الغدير هو بولس سلامة الشاعر والأديب اللبناني الكبير الذي انفرد بين الكتاب العرب وكتب أول ملحمة عربية مطولة عام 1984م والتي تعرف أيضاً بـ (عيد الغدير). وروعة نسج أبياتها ملاحم الغرب بكل عظمتها.

نبذة عن حياة بول سلامة

ولد الشاعر بولس سلامة عام 1902م في لبنان في قرية بيتدين اللقش قضاء جزين. انتقل إلى عدة مدارس، وقرأ الكتاب المقدس والتوراة والقرآن الكريم. وصار حاكماً صالحاً، وصار قاضياً للتحقيق في طرابلس. لقد مرض وأحيل إلى التقاعد. وقد حبسه مرضه في الفراش أربعين عاما، أجرى خلالها أكثر من عشرين عملية جراحية، وتوفي في 14 أكتوبر 1979م.

أعمال بول سلامة

للأديب بولس سلامة عدة مؤلفات في النثر والشعر هي:

في النثر

نذكر منها: مذكرات رجل جريح، حكاية عمر، خبز وملح، تحت السنديانة، صراع من أجل الوجود، في ذلك الوقت، حوار مسائي، مع المسيح، من شرفتي، ليالي الفندق.

في الشعر

ونذكر منهم: علي والحسين، الأمير بشير، عيد الستين، فلسطين وأخواتها، وملحمة عيد الغدير.

ملحمة الغدير

تعتبر «ملحمة الغدير» للشاعر بولس سلامة -وبإجماع النقاد- أول ملحمة في تاريخ الأدب العربي، وقد بدأ كتابتها عام 1947م استجابة لطلب الإمام السيد عبد الحسين شرف الدين، كما أنهاها عام 1948م، وقد كتبها وهو على سريره من الألم والمعاناة، ويتناول هذه الملحمة أهم جوانب التاريخ الإسلامي، منذ بدايته إلى نهاية القرن العشرين. العصر الأموي. ويقول الكاتب إنه اعتمد على دراسة المراجع التاريخية من المصادر الموثوقة، وبالرجوع إلى العلامة الأميني. تتكون هذه الملحمة من أكثر من ثلاثة آلاف بيت من البحر الخفيف، وهي مقسمة إلى سبعة وأربعين فصلاً. بدايتها قصيدة بعنوان (الصلاة) يتحدث فيها عن معاناته مع المرض، ويدعو الله أن يمده بالقوة والعزيمة والشفاء، ويختتمها بمدح الإمام علي عليه السلام. أمير البيان، ويقول فيه:

يا ملك الحياة انزل علي

إصرارك يبعث الحياة في الصخرة

جيد بما فيه الكفاية إذا كنت تريد ملء العين

تنمو وتنشر العقم في داخلي

غارقة طويلا في العذاب موقفي

واستراح البؤس في جفني

نسيت النهار من طول الليل

هل ترى الليل كقانونك الأبدي؟

حظي في الحياة هو السرير

صار منيّاً ولم يعد خشبياً

باسم زين الأعور على اسم نبي

أنر الشرق ككوكب هاشمي

وكان سيد الكلام بعد طه

وأخيه وصهره وولي أمره

التقى بطل السيف بالصفات

ما رآه الرماح كميا

يا سماء إشهدي يا أرض القرى

وأخاف أني أردت عليا

دراسة ملحمة الغدير

ومن قراءتنا لملحمة عيد الغدير نستمد مجموعة من الأفكار وهي:

  • مؤكداً أن التاريخ هو مادة العمل الملحمي، ولا ضرر من أن تنقل الملحمة الحقيقة التاريخية بأمانة وإخلاص.
  • صعود العمل الملحمي من الحدث اليومي إلى العمل الخارق دون الوصول إلى الأوهام.
  • تتلون الملحمة بكل الاتجاهات المذهبية في الفن، وإن كانت الكلاسيكية (التمسك بالأنماط الماضية) هي أبرز سماتها.
  • تجنب السرد الجاف الذي يقتل الشعر.
  • ولا يتخلى الشاعر عن شخصيته، مع الابتعاد عن التأثر بالشعور بالذات.
  • اتبع النهج القديم في وحدة الوزن؛ ليؤكد النفس الشعري الطويل الذي يتميز به الشاعر، وعدم التخلي سريعاً عن السرد ولو وصل إلى مئات القوافي.

أقوال بولس سلامة في الملحمة

لبولس سلامة عدة أقوال عن ملحمة غدير وطريقة تأليفها والمراجع التي اعتمد عليها، ونذكر منها على سبيل المثال:

  • “وعندما قررت الأنظمة اتجهت إلى دراسة المراجع التاريخية، ولكنني -بالريبة والشبهة بالتأكيد- قلما اعتمدت على مؤرخي الشيعة، بل على أهل السنة الثقات الذين عصمهم الله من فتنة بني أمية”.
  • “وجعلت الكتاب هامشًا لتسهيل فهم القراء -خاصة غير المسلمين منهم- لفهم الكتاب، ولم أشرح شيئًا من الكلمات إلا لصعوبتها، وامتنعت عن استخدام الغريب”.
  • “لقد استغرق تأليف هذا الكتاب ستة أشهر، ثلاثة منها لدراسة الموضوع تاريخيًا، وثلاثة للأنظمة.”
  • وربما يقول المعترض: ما بال هذا المسيحي الذي يقف أمام ملحمة إسلامية خالصة؟ نعم أنا مسيحي، لكن التاريخ مفتوح على العالم. نعم أنا مسيحي ينظر من أفق واسع وليس من نافذة ضيقة، فيرى في غاندي الوثني قديساً، مسيحياً يرى الخليقة كلها أبناء الله، ويرى أنه لا تفوق لعربي. على أعجمي إلا بالتقوى.
  • وقال في مقدمته مخاطباً الإمام الأميني: «والدليل على عظمة أمير المؤمنين -بل أمير العرب- أعظم من أن يحصى، ومن يحاول أن يحدها مثل من يريد أن يلتقط شعاع الشمس، وأنا أكتفي بواحد منهم في هذه الرسالة، وهو أنه يلتقي على حب أهل البيت عليهما». السلام على رجلين: أحدهما شيعي جليل وقف قلمه منذ خمسة عشر عاما في خدمة الحق ولم ينقطع، وهو أنت، والثاني منهما هذا النصراني العاجز الذي جاء في آخر مرة.”
  • اللهم إن شلتني عن الحركة وعزلتني عن العالم الخارجي، وخفق قلبي عن المعاصي، وفصلتني عن السيئات، واجعل هذا المطهر اليسير بديلاً عن طهرك العادل، فقد تقدمت في هذا الدنيا بعض حساب الآخرة، وليرجح ميزان الرحمة على ميزان العدل.

وهكذا نحدد من هو مؤلف ملحمة الغدير ؟ أول ملحمة في الأدب العربي هي بولس سلامة. هذا الشاعر مشلول الجسد، طريح الفراش، مجنح في الفكر، حر الروح. ولا أود أن أختم مقالتي وأقتبس رأي أحد أئمة العلماء حيث قال: “من أراد أن يؤلف في النحو بعد سيبويه فليستحي. نعم، فليخز هو أيضاً». الذين يسمون منشوراتهم ملاحم باسم سلامة.