من هم طالبان وماذا يريدون

بواسطة: admin
سبتمبر 23, 2023 11:10 م

من هم طالبان وماذا يريدون؟ وخلافاً لما كان متوقعاً، فإن القوات الأفغانية التي بناها الجيش الأميركي على مدى عشرين عاماً، والمزودة بأفضل وأحدث الأسلحة في العالم، ستصمد صامدة. إلا أن ما حدث كان مفاجأة للجميع، بما في ذلك الرئيس الأمريكي بايدن نفسه، حيث سقطت الولايات الأفغانية في أيدي حركة طالبان المتطرفة دينيا في غضون أسبوعين، وسرعان ما وصلت طالبان إلى كابول ثم القصر الرئاسي. من هم طالبان وماذا يريدون في الأيام المقبلة؟ هذا ما سنتعرف عليه من خلال المقال.

من هم طالبان وماذا يريدون؟

طالبان وهي حركة تعني في اللغة العرقية طلاب أو طلاب جمع طالبان، وهم في الأصل مجموعة من الشباب الذين ينتمون إلى قبائل باتشو التي تعتبر من أكبر القبائل في البلاد، حركة طالبان هي حركة أفغانية مسلحة ظهرت خلال تسعينيات القرن العشرين، وأسسها الملا محمد عمر عام 1994م بهدف القضاء على الفساد المالي والإداري والأخلاقي الذي كان مستشرياً في الدولة الأفغانية، والحركة هي ويقودها حاليا هبة الله أخوند زاده منذ مايو 2016.

أول ظهور لحركة طالبان كان في مدينة قندهار جنوبي البلاد، وهي المدينة التي غرقت في الفساد والجريمة، وعمت الفوضى أرجاءها، وكانت تلك المجموعة مكونة من طلاب لحماية قندهار من الفوضى، لكنها تحولت إلى إلى حركة سياسية، ومن ثم إلى حركة مسلحة استطاعت أن تضم العديد من الشباب المتحمسين، خاصة وأن طالبان تستخدم سلاح الدين كمغناطيس للعديد من الشباب المحبين والمتحمسين.

وتزايد نفوذ حركة طالبان البعض إذا تمكنت من طرد القوات السوفيتية بدعم من وكالة المخابرات المركزية (CIA)، وهي جهاز المخابرات الأمريكية، وتدريبها داخل الأراضي الباكستانية، وتزويدها بأحدث الأسلحة المتطورة، وبحسب ما تقوله الحركة. قائلة، بعد سيطرتها الأخيرة على كابول والإطاحة بالرئيس المنتخب أشرف غني وفراره خارج البلاد، أعلنت حركة طالبان تريد إقامة دولة إسلامية في أفغانستان تحكم بالشريعة الإسلامية وتفرض الحجاب بالقوة على النساء.

تأسيس حركة طالبان

تأسست حركة طالبان في ظل ظروف انشغل فيها العالم بعدد من التحولات السياسية والجغرافية الكبرى، سواء في الشرق الأوسط أو العالم، بدءا من حرب الخليج وملاحقة صدام حسين، وانتهاء بتفكيك نظام طالبان. الاتحاد السوفييتي ويوغوسلافيا، وانتهاءً بظهور العديد من الحركات المسلحة المتطرفة، لولا الدعم الأمريكي المباشر في التدريب. ولو سلمنا أسئلة حديثة ومتطورة لطالبان وغيرها من الحركات المسلحة، لما استطاعت تلك الحركات أن تصمد وتتطور.

تنقلب حركة طالبان على مؤسسيها

وبعد أن شعرت حركة طالبان والقاعدة بنفوذهما على مشارف أفغانستان وباكستان، سرعان ما تخلتا عن مؤسسيهما وحلفائهم الأمريكيين، ووقعت تفجيرات سبتمبر الأسود في 11 سبتمبر 2001م، واتهمت أمريكا على إثرها حركة طالبان وتنظيم القاعدة. ويتهم تنظيم القاعدة بالوقوف وراء تلك التفجيرات التي أودت بحياة الآلاف من الأشخاص. القتلى والجرحى والمفقودين، وتوعدت أمريكا بالرد السريع والحاسم.

وسرعان ما تحركت القوات الأمريكية إلى أفغانستان للقضاء على تنظيم القاعدة وحركة طالبان، ولكن خلال عشرين عاما كاملة من الحرب على الحركة والقاعدة، حاولت بناء جيش أفغاني قوي، مجهز ومجهز جيدا للدفاع عن بلادهم. لكن رغم مرور كل تلك السنوات إلا أن أمريكا فشلت كعادتها عندما تصنع الفوضى وتعجز عن علاجها.

رؤية طالبان للعدالة

وساعدت رؤية طالبان الأفغانية للعدالة من منظورها الخاص على انتشارها كالنار في الهشيم، حيث يرى المحللون أن حركة طالبان وعدت الناس بالعدالة الكاملة والمطلقة بين الجميع، في أجواء بحث فيها الناس عن أي من العدالة والنظام ولم يجدوا أي من العدالة. واستطاعت حركة طالبان أن تنمو وتتوسع داخل جميع الولايات الأفغانية في ذلك الوقت بسبب تبني رؤية العدالة بين الجميع في أجواء كان الفساد ينخر فيها كافة أنحاء البلاد وولاياتها الواحدة والثلاثين. .

حركة طالبان تسيطر على مدينة كابول

دخلت حركة طالبان مدينة كابول، أكبر الولايات الأفغانية وعاصمة الدولة الأفغانية، لأول مرة عام 1996م، عندما أعلنتها دولة إسلامية تابعة لها، وأوضحت حينها رؤيتها و الرغبة في إقامة دولة إسلامية في وسط أوروبا ينتشر منها الإسلام إلى العالم من جديد، إلا أن الوجود الأمريكي والخوف الغربي من نفوذ الإسلاميين المتطرفين وطالبان داخل دولة أوروبية حالا دون تحقيق حلم طالبان في إقامة دولة إسلامية. الخلافة الإسلامية، وما يشبه ليلة أمس، وبعد مرور عشرين عاما على الدخول الأمريكي والغربي إلى أفغانستان ووعد العالم بالتخلص من تلك الحركة، فإنها تعود من جديد، بل وتصبح أقوى من ذي قبل وتأخذ أنحاء البلاد. جميع الولايات والمدن الأفغانية في غضون أيام قليلة.

كيف كان حكم أفغانستان في الفترة التي حكموا فيها؟

كان حكم طالبان خلال الفترة التي حكموا فيها في تسعينيات القرن العشرين، حكماً قمعياً ووحشياً، انتهكت فيه حقوق الإنسان، وخاصة حقوق المرأة التي منعت من التعليم والعمل، والتي من أجلها وفُرض عليهم لباس معين، ومنعت جميع أشكال الفن والموسيقى، وكان هناك تقييد كبير على وسائل الإعلام، وكانت أيديولوجيتهم وأفكارهم حول الحكم متوافقة مع أفكار وأيديولوجيات حركة القاعدة بقيادة أسامة. بن لادن آنذاك، مما أثار حفيظة الولايات المتحدة الأمريكية، وسرعان ما تدخلت في أفغانستان بعد تفجيرات 11 سبتمبر 2001م، وتمكنت الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاؤها من الإطاحة بالملا عمر وجماعته. حركة طالبان وإنهاء حكمها في أفغانستان، لكن الأمر لم ينته عند هذا الحد.

كيف استعادت طالبان قوتها؟

ويبدو أن الأميركيين أرادوا، لسبب أو لآخر، بقاء حركة طالبان، فلم يوقفوا عناصر الحركة تماماً، وسمحوا لهم بالتواجد في جبال باكستان المتاخمة لأفغانستان، وحتى أميركا سمحت لهم بالتواجد في جبال باكستان المتاخمة لأفغانستان. وتتمكن حركة طالبان من الاستيلاء على أسلحة ومعدات وتظل الحركة قوية لاستخدامها في المنطقة في أي وقت لتهديد روسيا والصين.

ولعل هذا ما يفسر الحضور القوي لحركة طالبان خلال السنوات الماضية تحت أنظار الأميركيين، وبمجرد أن أصدرت الولايات المتحدة تعليمات لمقاتلي طالبان بخروج القوات الأميركية من أفغانستان، سارع المقاتلون إلى إعادة تنظيم أنفسهم ووضعوا خططاً للسيطرة على أفغانستان. كابول العاصمة وكل الولايات والمدن الأفغانية، وما حدث حدث ما خططت له الولايات المتحدة، لكنها كانت مفاجأة حقيقية للبيت الأبيض، وهي السرعة التي استولت بها طالبان على جميع الأراضي الأفغانية.

استراتيجية طالبان للاستيلاء على المدن

اتبعت طالبان ثلاث استراتيجيات مهمة للاستيلاء على المدن:

  • الإستراتيجية الأولى: تتمثل في أسلوب التعبئة الشعبية، إذ تقترب من سكان الحضر وتحاول حشدهم من خلال الوعد بالعدالة وتحسين أوضاعهم الاقتصادية، ومن خلال التركيز على الجانب الديني والمشاعر والمشاعر الإسلامية التي تتأجج في نفوس الشباب. .
  • الإستراتيجية الثانية: وتمثل ذلك بأسلوب القضم، حيث استولت على المدن والقرى الصغيرة لتشكل حشداً شعبياً مناسباً يمكنها استخدامه لغزو المدن والولايات الأفغانية الكبرى.
  • الإستراتيجية الثالثة: وملأ الرعب والترهيب من قوات الجيش والشرطة قلوبهم بالخوف، فاستسلموا وهربوا دون قتال، تاركين كل ما معهم من معدات وأسلحة خوفا من الوقوع في أيدي قوات طالبان.

ما الذي تميل إليه حركة طالبان

وتعتمد حركة طالبان في تمويلها على ما تستولي عليه خلال فتوحاتها عندما تستولي على مدن أو قرى. وتعتمد الحركة أيضًا على زراعة المخدرات وتهريب الأفيون. كما تعتمد الحركة على تحصيل الضرائب من التجار ورجال الأعمال وأصحاب الشركات والمحلات التجارية، وغيرها من الإيرادات من تحصيل الضرائب المختلفة، مثل الأسواق. والبنوك وغيرها، وهناك تبرعات ممولة من بعض الجهات والمنظمات والأنظمة الحاكمة المشبوهة في بعض مناطق العالم.

وفي الختام أجبنا على سؤال من هم طالبان وماذا يريدون؟ وكنا نعلم أنها إحدى الحركات المتطرفة التي أنشأها الملا محمد عمر عام 1994م في قندهار للقضاء على الاضطرابات والفساد الذي كان منتشراً في ولاية قندهار الأفغانية، لكنه انتشر في جميع الولايات الأفغانية.