لماذا يكره الحديث بعد العشاء الحكم الشرعي وأسباب الإكراه

بواسطة: admin
سبتمبر 23, 2023 11:15 م

لماذا يكره الحديث بعد العشاء؟ ومن الأمور الفقهية التي اتفق عليها علماء وفقهاء الدين الإسلامي “الحديث بعد العشاء”. وقد جاء الفقهاء إلى هذا الموضوع وذكروا تفاصيله وضوابطه بالإضافة إلى حكمه الشرعي وما أجر فاعله، إذ أباح الله تعالى ورسوله الكريم الآراء الفقهية رحمة للناس كوسيلة عوناً. لهم في تيسير أمورهم وقضاء حوائجهم.

الحكم الشرعي للحديث بعد العشاء

وجاء الحكم الشرعي في الحديث وأطراف الكلام بعد صلاة العشاء للإجابة على سؤال لماذا يكره الكلام بعد صلاة العشاء، أنه يكره الكلام بعد صلاة العشاء إلا ما فيه منفعة أو نفع أو أن الحديث حسن للجماعة، وذلك ما جاء في كتب أحاديث النبي الشريف، وتحديداً في الصحيحين: «عن أبي برزة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان صلى الله عليه وسلم يكره النوم قبل صلاة العشاء والحديث بعدها. رواه البخاري في صحيحه صفحة (568)، ومسلم في صحيحه صفحة (647).

أسباب كراهية الحديث بعد العشاء

وقد فسر كل من الأئمة حكم كراهية الحديث على العشاء بحسب المذهب والآراء التي اتبعها في تلقيه علوم الفقه الإسلامي للإجابة على السؤال لماذا يكره الحديث بعد العشاء. وإليكم الأسباب حسب تفسير علماء الدين:

قال الإمام النووي رحمه الله في شرحه

  • (قال علماء المسلمين: سبب كراهية النوم قبل صلاة العشاء أنه يعرضه لتفويت وقت الصلاة بالنوم أو يعرضه لتفويت وقتها المختار والأفضل، وحتى لا يكون ذلك سببا) وراء إهمال الناس الصلاة، ونومهم دون أن يصلوها في الجماعة.
  • أما سبب كراهية الحديث بعد صلاة العشاء فإنه يؤدي إلى كثرة السهر، وهو ما يخشى منه لأن النوم يغلب على حساب قيام الليل، أو على حساب الذكر فيه، أو حتى عن صلاة الفجر في وقتها المباح قبل شروق الشمس أو في وقتها المختار أو الأفضل، كما أن قيام الليل سبب قوي للكسل في ساعات النهار عن واجبات الدين وأداء العبادات، وكذلك مصالح العالم.

رأي علماء الدين في حديث ما بعد العشاء

  • وقال العلماء والفقهاء في حديث ما بعد العشاء : مكروه . الضيف إن وجد، والعروس للتعارف، والحوار الذي يجري بين الرجل وأهل بيته وأولاده بقصد المجاملة أو الحاجة، وكذلك الحديث مع المسافرين بقصد الحفاظ على متاعهم أو أنفسهم، والحوار في الإصلاح بين الناس والشفاعة لهم في الخير، والحديث الذي يراد به الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وإرشاد المسلمين إلى الحق والمصلحة العامة، ونحو ذلك، فلا كراهة في جميعها. وهذه الأنواع من الأحاديث، فهي أحاديث صحيحة مع بعضها، والباقي في معناها.
  • الحديث المكروه هو الحديث المروي بعد صلاة العشاء، والمراد به الحديث بعد صلاة العشاء وليس بعد دخول وقت الصلاة، كما اتفق العلماء على كراهية الكلام بعدها إلا ما كان جيداً، ولهذا كره الحديث بعد العشاء.

قاله الإمام النووي في كتابه الأذكار

  • (وأما الأحاديث التي فيها جواز الكلام فيما ينفع ويجلب الخير، فمنها حديث ابن عمر رضي الله عنهما في الصحيحين عن رسول الله صلى الله عليه وسلم) عليه الصلاة والسلام، بعد أن صلى العشاء في آخر ليلة، فلما سلم عليه قال: «لقد رأيتك هذه الليلة، فإني على رأس مائة عام، لم يبق أحد من هؤلاء» الموجودة على سطح الأرض اليوم ستبقى.”
  • ومنها الحديث الذي أخرجه أبو موسى الأشعري في صحيحيهما: «لقد أظلم رسول الله صلى الله عليه وسلم الصلاة حتى طلوع الفجر من الليل، ثم بعد ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم». فخرج الله صلى الله عليه وسلم إليهم فصلى معهم في جماعة. يخبرونك رسلك ويبشرونك أن من فضل الله عليك أنه لا يصلي هذه الساعة أحد من الناس غيرك.
  • والمراد بـ (تعتيم الصلاة إلى غسق الليل) يعني تأخير صلاة العشاء إلى وقت قريب من نصف الليل.
  • ومنها أيضاً حديث أنس بن مالك في صحيح البخاري أن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم انتظروه حتى أتاهم قريباً من نصف الليل، فقادهم. إلى صلاة العشاء. الصلاة “.
  • مضافاً إلى حديث ابن عباس رضي الله عنهما في نومه في بيت عمته ميمونة قال: «إن النبي صلى الله عليه وسلم صلى العشاء، ثم دخل» أهل بيته وكلمهم».
  • وكذلك حديث عبد الرحمن بن أبي بكر رضي الله عنهما في قصة الضيوف والنبي صلى الله عليه وسلم أمسك عنهم حتى صلى العشاء ثم قال فجاء إليهم فكلمهم كما يكلم كلاً من زوجته وابنه حتى تكرر كلامهم، وهذان الحديثان في صحيحي مسلم والبخاري، وغير ذلك من النظائر الكثيرة. ولا يقتصر هذا الموضوع على الإجابة على سؤال لماذا يكره الحديث بعد العشاء.

وخاتمة الموضوع وعلى المسلم أن يتجنب الشبهات والمكروهات، فالصحيح أنه في المكروهات لم يكن ليرتكب الحرام ويأثم، ولكن الله تعالى كره بعض الأمور، وحث الناس على الابتعاد عنها. منها والابتعاد عنها إلا لمن اضطرته ضرورة أو ظرف قهري. مع تحياتي لماذا يكره الحديث بعد العشاء؟ وما لم أختم هذا الحديث بكلام محرم كالغيبة والنميمة فهو حرام ويأثم من جاءه. الله اعلم.