من هو اليتيم ، وما الفرق بينه وبين العجي واللطيم، وما حكم من أكل أموال اليتامى

بواسطة: admin
سبتمبر 23, 2023 10:26 م

من هو اليتيم؟ من الأسئلة التي يرغب الكثير من الأشخاص في معرفتها، خاصة المهتمين بالعلوم الشرعية، وطلبة العلم بشكل عام، حتى يعرفوا الضوابط التي يتم من خلالها الحكم على هذا الشخص بأنه يتيم يدخل في دائرة الأيتام التي وضعها الإسلام. أوجب لهم القانون العديد من الحقوق والواجبات، وفيما يلي سنتعرف على من هو اليتيم، وما هي واجباتنا تجاهه.

من هو اليتيم؟

ومن يتأمل قواميس اللغة العربية يجد أن الأصل اللغوي لكلمة “يتيم” يدور حول العزلة، وقد عرفها العلماء بأنها تسمى: الذي فقد أباه في صغره؛ فلا يسمى من فقد أمه يتيمًا، ومن فقدهما معًا؛ ويسمى باسم آخر، ومن فقد والده في سن متقدمة لا يعتبر يتيماً، وبركة الأبوة من النعم التي لا يشعر بقيمتها إلا من فقدها. الأب هو السند والمعين بعد الله -عز وجل- في مساعدة الأبناء، وضياع السند؛ ويكسر الظهر، وقد اهتم القرآن الكريم بالأيتام رعاية كبيرة. وقد ذكرت أماكن كثيرة ترغب في رعاية الأيتام وإعطائهم حقوقهم كاملة، وفي ذلك يقول الحق سبحانه: سناء وذوي القربى واليتامى والمساكين)”. والمتأمل لهذه الآية يجد أن الله -عز وجل- جمع بين عبادته «واعبدوا الله» والإحسان إلى الوالدين والأقربين والأيتام والمساكين، وهذا يدل على دلالة واضحة على حال الأيتام، و أن من رعاهم وأنفق عليهم كان له الأجر الأكبر، ومن الأجر الكثير، وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- يتيمًا منذ ولادته. توفي والده وهو في بطن أمه، وتوفيت أمه، وفي النهاية كفله عمه. قال تعالى: “ألم يجدك يتيما فآوى؟”ثم أمره ربه تبارك وتعالى بالاهتمام باليتيم فقال له: «أما اليتيم فلا تقهره»..

الفرق بين اليتيم و الفقير و اللاتيم

شاع بين الناس إطلاق كلمة اليتيم على من فقد أباه، أو فقد أمه، أو فقد أباه وأمه، وهذا الأمر يحتاج إلى تنظيم. ولكي يعرف التعريف الدقيق لهذه المصطلحات فإن من فقد أباه فقط يسمى يتيماً، ومن فقد أمه يسمى فقط يتيماً، ومن فقد أباه وأمه هو الذي يسمى اليتيم. ويقال في الناس أن يتيتم الأب يتيم، والجمع يتامى ويتامى…. إذا مات الوالدان فالولد طيب، وإذا ماتت أمه فقط فهو عنيد»..

فضل كفالة اليتيم

لقد اهتم الإسلام بكفالة اليتيم اهتماماً كبيراً، وأراد الإنفاق عليه؛ وجعل الإنفاق عليه من أفضل النفقة التي يتقرب بها العبد إلى ربه -سبحانه وتعالى-، وحذر من التهاون أو التفريط في حقه. قال: «أفرأيت أن الجاحد بالدين هو الذي يهجر اليتيم؟»وقد اجتمع التفريط في حق اليتيم مع إنكار يوم القيامة، وفي هذا دلالة واضحة على إجرام هذا الفعل، وجعل احتضان الطفل، وتربيته تربية صحيحة، وتربيته على الأخلاق الفاضلة ، وعلى حب العلم، وغير ذلك مما يدخل في إطار كفالة اليتيم؛ لأن اليتيم يشعر دائماً بالنقص بداخله؛ لقد فقد نعمة الأب، وفقد حنانه ورعايته له، وأحس أن شيئًا ما ينقصه. إذا ضمن له أحد؛ وبدأ هذا النقص يتضاءل شيئا فشيئا، ولكفالة اليتيم فضائل عظيمة، منها ما يفيد كافل اليتيم نفسه، والبعض الآخر يفيد المجتمع، ويتمثل ذلك في:

  • الأجر العظيم الذي أعده الله تعالى لمن يكفل يتيماً، أو ينفق عليه، أو يخصص جزءاً من ماله للمساهمة في ذلك.
  • بناء مجتمعٍ خالٍ من شوائب الكراهية، والحقد، والبغضاء، لأن اليتيم سيشعر أنه لا فرق بينه وبين غيره؛ وبطبيعة الحل فإنه لن ينظر إلى ما في أيدي الآخرين، وهذا يعمل على أن تسود روح المحبة والألفة والطمأنينة بين جميع أفراد المجتمع.
  • تقوية أواصر العلاقة بين اليتيم وبقية أفراد المجتمع، لأنه يشعر دائماً بالوحدة، وإذا لم يجد من يتعاطف معه؛ وزادت الوحدة.
  • كفالة اليتيم سبب للفوز بجنات رب العالمين، والنجاة من النار، وعن ذلك يقول المصطفى: “أنا وكافل اليتيم في الجنة كهاتين”، وأشار بأصبعيه : أي : السبابة والوسطى .
  • والبركة تأتي من المال والأهل والأولاد. إذا كان الإنسان يكفل يتيماً.
  • كفالة اليتيم من أهم الأسباب التي تؤدي إلى حنان القلب، لأن أشد حاجة اليتيم لمن يعطف عليه، وقد شكا رجل إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه يتألم من قسوة قلبه. قال: امسح على رأس اليتيم، وهذا يدل على الأثر الفعال الذي يؤخذ من المسح على رأس اليتيم.

حكم أكل مال اليتيم

لقد اتفقت نصوص القرآن الكريم، والسنة المطهرة، على رعاية اليتيم، وملاحظته في جميع شؤونه، مهما استطاع الإنسان ذلك، ولكن في عصرنا هذا كثير من الناس ضعفاء. نفوس همها جمع الأموال بطرق مشروعة أو غير مشروعة، وأكل أموال الأيتام، وقد حذر الله -سبحانه وتعالى- من هذه الجريمة القبيحة، وأعد لمن يرتكبها أشد العذاب، أو يحاول المساعدة في ذلك. ردوا أموالهم إلى أموالكم إن ذلك كان طمعاً عظيماً».والمراد بأكل مال اليتيم ما يحدث من إتلافه، أو إضافته إلى ماله، أو أكله، أو أي طريقة من طرق نهبه. “إنهم يأكلون في بطونهم نارا ظلما وسيصلون سعيرا”.بدأت الآية بـ “إن” وهو حرف توكيد ونصب، وهذا إذا دل على ذلك يدل على سوء العاقبة لمن يفعل ذلك، وقد جعلها النبي -صلى الله عليه وسلم- من السبع الموبقات، وقال: «اجتنبوا السبع الموبقات». قالوا: يا رسول الله. الله وما هم؟ قال: “الشراكة مع الله ، والسحر ، وقتل النفس التي حرم الله إلا بنص ، وأكل الربا ، وأكل أموال اليتيم ، والهروب يوم تقدم الجيش ، والافتراء على المؤمنات”. المطمئنينوقد أدخلها النبي في الإحصاء الخامس من المصائب السبع، قبل توليه يوم المعركة وبعد أكل مال اليتيم.

ومن خلال هذا المقال يمكن أن نتعرف على من هو اليتيم، وما تعريفه في المعاجم العربية، وفي مصطلحات أهل العلم، وما فضل كفالة اليتيم، وكيف تكون الكفالة علامة على حنان القلب، وما حكم أكل مال اليتيم ظلما، وما الفرق بين اليتيم، والفقير، والضعيف، وهل يجوز أن يسمى اليتيم الذي فقد أمه، أو فقد أباه وأمه؟