حكم التلبية في الحج والعمرةو من المعلوم أن الله تعالى قد فرض على المسلمين أداء شعائر معينة في مكان محدد، وهي شعيرة تسمى الحج والعمرة، وأن من شعائر الحج والعمرة ما يسمى بالتلبية، فما هو معنى التلبية ؟ وما حكمه على الأئمة الأربعة؟ ما حكم الدعاء بعد التلبية؟ كل هذه الأسئلة سيجيب عليها القارئ في هذا المقال الذي يقدمه موقع المحتوى.
حكم التلبية في الحج والعمرة
لقد اختلفت آراء أهل العلم في حكم التلبية، ونذكر هذه الأقوال بشيء من التفصيل فيما يلي:
القول الأول
وذهب الشافعية والحنابلة إلى أن التلبية في الحج والعمرة من السنن. واستدلوا بذلك من الحديث الذي رواه عبد الله بن عمر – رضي الله عنه – حيث قال: (سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصب مادة غيمة يقول: لبيك) “اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك، ولك الحمد والنعمة، والملك لا شريك لك”، وكان عبد الله بن عمر رضي الله عنهما يقول: وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم راكعاً بذي الحليفة، فإذا ركبت عليه الناقة وهي واقفة في مسجد ذي الحليفة، قال هذا الكلام: وفيما يلي بيان لمعنى هذا الحديث الشريف:
- أن التلبية من فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهذا الفعل يدل على الاستحباب.
- والتلبية تعتبر من الأذكار، وعليه فهي غير واجبة في الحج والعمرة كغيرها من الأذكار.
- فالحج والعمرة من العبادات التي لا يجب النطق في آخرهما، وعليه لا يجب النطق في أولهما.
القول الثاني
وذهب الحنفية والمالكية إلى وجوب التلبية في الحج والعمرة، وقد روي عن المالكية أنها سنة، لكن يجب تركها من الدم، كما روي عن أبي هريرة رضي الله عنه. وأبو حنيفة أن التلبية في الحج والعمرة في وقت الإحرام ركن من أركانهما، وأن الحج بدونها لا يتم، والله تعالى أعلم.
معنى التلبية في الحج والعمرة
والتلبية في اللغة تعني إجابة المندي، وتسمى أيضاً إثباتاً للطاعة. وقد أوضح رسول الله – صلى الله عليه وسلم – هذه الكلمات، في الحديث الذي رواه عبد الله بن عمر – رضي الله عنه – حيث قال: ولك الحمد والبركة، ولك الملك لا شريك).
حكم الدعاء بعد التلبية في الحج والعمرة
ذهب أهل العلم إلى استحباب الصلاة على رسول الله – صلى الله عليه وسلم – بعد التلبية، ثم يدعو بما شاء من خير الدنيا والآخرة، وذكر وعن الشافعي ما يدل على استحباب ذلك، حيث قال: “العقول أن القارئ عبد الله، وأن عقله هو التلبية، ومنطقه إجابة داعي الله، وأن تمام الدعاء ورجاء إجابةه هو الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، وأنه يسأل الله عز وجل بعد الانتهاء من ذلك بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم. صلى الله عليه وسلم إلى الجنة، ويستعيذ من النار، فإن ذلك أعظم ما يسأل، ثم يسأل بعد ذلك عما يحب. .
وبذلك تم الوصول إلى خاتمة هذه المقالة التي تحمل العنوان حكم التلبية في الحج والعمرةوفيه بينت سنته عند الشافعية والحنابلة، ووجوبه عند الحنفية، ووجوب الدم في تركه عند المالكية، وبينت تعريفه لغة واصطلاحا شرعيا، و وفي نهاية هذا المقال حكم الدعاء بعد بيانه.