من ثمار بر الوالدين

بواسطة: admin
سبتمبر 23, 2023 11:23 م

من ثمرات البر بالوالدين هو عنوان هذه المقالة، ومن المعلوم أن الله تعالى أمر بطاعة الوالدين، وجعل ذلك مقروناً بطاعته، وكتب على ذلك فضلاً عظيماً، ومعلوم أن بر الوالدين له فضل كبير. ثمار عظيمة تظهر في حياة المسلم قبل موته، فما هي هذه الثمار؟ ما هو معنى تأثيره ؟ وكيف يتفق مع قوله تعالى: {فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمونهم}، وهل يقتصر بر الوالدين على حياتهما؟ كل هذه الأسئلة سيجد القارئ إجابة لها في هذه المقالة.

من ثمرات البر بالوالدين

وقد أوجب الله تعالى على المسلمين قرناً من تكريمهم في طاعته، كما قال الله تعالى: {وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا. أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا معروفا } وهذه العبادة العظيمة لها ثمارها في الدنيا والآخرة، وهذه الفقرة ستوضح ذلك على النحو التالي:

من ثمار البر للوالدين في الدنيا

يجني المسلم ثمرة بر والديه في الدنيا قبل الآخرة، كما أن من ثمرات البر في الدنيا، الله تعالى يبارك له في رزقه ويطيل في عمرهوالدليل على ذلك قول رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: «من سره أن يبسط له في رزقه، أو يبسط له في أثره، فليصل رحمه». كما يرفع الله عز وجل منزلته إلى الأبرار، ويجعل ذكره طيبا بين الناس.

من ثمرات البر للوالدين في الآخرة

ولم يقتصر فضل وثمر بر الوالدين على الدنيا، بل وصل حتى إلى بر الوالدين ثمرته في الآخرة، فالبر يكفر الذنوب والخطايا، ويزيد الحسنات، وينال المسلم رضاء ربه، والفوز بجنته . والتي تظهر فضل وثمرات بر الوالدين، وهنا بعض منهم:

  • وعن عبد الله بن عمر – رضي الله عنه – قال: «جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فاستأذنه في الجهاد، فقال: قال: هل أنت حي؟
  • وعن عبد الله بن مسعود – رضي الله عنه – قال: «سألت النبي صلى الله عليه وسلم: أي العمل أحب إلى الله؟ قال: الصلاة على وقتها، قال: ثم أي؟ قال: ثم بر الوالدين، قال: ثم ماذا؟ قال الجهاد في سبيل الله “.
  • وعن معاوية بن جاهمة – رضي الله عنه – قال: “” أن جاهمة جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، أردت أن غزوة وجئت أستشيرك؟ قال: هل لك أم؟ قال: نعم، قال: الزمها فإن الجنة تحت قدميها.

ومعنى يولد له في أثره

جاء في الفقرة الأولى من هذا المقال أن من ثمرات بر الوالدين في الدنيا أن يلد الله الصالحين أثرا، فماذا يعني ذلك؟ وكيف التوفيق بين ذلك وقول الله تعالى: {فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون}، وفيما يلي بيان بذلك:

  • المعنى في أثره: أي أن الله -عز وجل- يؤخرها له.
  • التوفيق بين معنى الحديث والآية الكريمة: هناك آراء كثيرة للعلماء في هذا الشأن، نذكر ما يلي:
    • والزيادة بسبب البركة في حياته، فيحفظ عمره من الضياع فيما لا ينفعه، فيوفقه الله في الطاعة، ويعمر وقته بما ينفعه في الدنيا.
    • أن الله تعالى يكتب في اللوح المحفوظ الذي تنظر إليه الملائكة أن عمر فلان ستين سنة ما لم يصل إلى أهله، وإذا بلغهم أكثر من هذا العمر فهو أربعون سنة، وهكذا في ففي معرفة الله لا زيادة في عمره، أما في معرفة المخلوقين فقد زيد في عمره.
    • والمراد بالحديث الشريف دوام ذكره بعد الموت، كأنه لم يمت.

هل البر بالوالدين محدود في حياتهم؟

ولا يقتصر بر الوالدين على حياتهما فحسب، بل يمكن للمسلم أن يبر والديه حتى بعد وفاتهما.

  • صل لهم: ومن مظاهر البر بعد وفاة الوالدين أن يصلي المسلم على والديه.
  • صل لهم: فيدعوا لهما بالرحمة ودخولهما الجنة، وأن يرزقها الله الفردوس الأعلى بغير حساب ولا سابقة عذاب.
  • الاستغفار لهم: يسأل المسلم ربه أن يغفر لوالديه.
  • تكريم أصدقائهم: وكذلك من وجوه بر الوالدين بعد وفاتهما إحسان المسلم إلى أصدقاء الوالدين وأقاربهما، وزيارتهم.

وهكذا ، تم التوصل إلى استنتاج هذه المادة ، حيث تم الإدلاء ببيان ثمار بر الوالدين في الدنيا والآخرة مع ذكر الأدلة الشرعية من السنة النبوية المطهرة، كما وضح معنى حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي قال فيه: سيكون له أثر ويصلح بينه وبين قوله تعالى: { فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون }، وفي نهاية هذا المقال تم توضيح أن البر لا يقتصر على حياة الوالدين، بل يمكن أن يكون البر تستمر حتى بعد وفاتهم.