وقد نال أرطغرل شهرة كبيرة مؤخرًا بسبب المسلسل التركي الشهير “قيامة أرطغرل”، والذي سلط الضوء على سيرة الأمير العثماني أرطغرل، فمن هو أرطغرل الذي نال كل هذه الشهرة؟
يعود اسم أرطغرل إلى اسم طير جارح يُطلق عليه اسم العقاب، وهو ما يعادله في اللغة التركية “طغرل”، وكما تم تفسير الاسم باللغة التركية فهو جندي العقاب.
من هو ارطغرل
- يعد هذا الأمير أحد الأمراء القلائل الذين لم يتم تغطية حياتهم الشخصية في التاريخ بطريقة أكثر تفصيلاً.
- ويعود نسبه إلى السلطان سليمان شاه التركماني الذي كان من أهم رؤساء قبيلة قايي في ذلك الوقت.
- تتبع هذه القبيلة أتراك الأوغوز الذين قدموا من المنطقة الشرقية لإيران هرباً من بطش وقهر المغول، ليستقروا بعد ذلك في الأناضول.
- وذكرت بعض المصادر القليلة نسب الأمير أرطغرل وذكرت من هو أرطغرل، فهو أرطغرل بن كندوز ألب بن قايا ألب بن كوك ألب بن سرقوق ألب بن قيي ألب.
- وذكرت بعض الروايات أنه وعائلته كانوا ممن يعملون في خدمة السلاجقة، حيث عملوا على توليه بلدة سكود كنوع من الرضا عن مسيرته.
ولادة ارطغرل
- واختلف مكان ولادته، إذ ذكرت بعض المصادر ولادته في مدينة خلات، وذكرت أخرى ولادته في مدينة سكود القريبة من الأناضول.
- ومن أبنائه السلطان عثمان الأول الذي عمل على تأسيس الدولة العثمانية.
- وينتمي هو وعائلته إلى المذهب الحنفي، حيث يعتقدون بمذهب أهل السنة والجماعة.
- وكانت حياته من الحيوات التي اتسمت بالغموض، ولم يعرف عن حياته الكثير من المعلومات كبقية الأمراء العثمانيين والمماليك.
- معظم ما هو معروف عن الأمير هو مجرد عناوين عن حياته، وليس معلومات تفصيلية.
تاريخ ارطغرل
لم يتناول التاريخ حياة أرطغرل، وذلك بسبب الغموض الذي سيطر على حياته، بحيث لم يذكر شيء عن حياته في كتب التاريخ المعروفة والمشهورة، حتى أن البعض رأى أن ما ذكر عن حياة أرطغرل أرطغرل في بعض المصادر يشبه القصص الأسطورية. فلا أساس له ولا دليل، كما أن بعض المؤرخين لا يؤكدون أن والده هو السلطان سليمان شاه أو غوندوز ألب.
ويتساءل الكثيرون من هو أرطغرل الذي لم تتناول كتب تاريخ حياته بالتفصيل، حيث لم يذكر الأمير العثماني أرطغرل إلا على عملة قديمة عثر عليها مكتوب عليها اسم الأمير أرطغرل، وترجح بعض المصادر أن السبب وراء غموض حياة أرطغرل هو إلى ما فعله تيمورلنك عند قدومه إلى مدينة الأناضول، حيث أحرق أهم الأوراق الموجودة في المدينة، لذلك لم تصل إلينا الوثائق المهمة التي تتناول حياة أرطغرل.
ويعزو الكثيرون غموض سيرة أرطغرل أيضًا، إلى أنه لم يكن مشهورًا بين قومه، ولولا وصول أبنائه إلى خلافة الدولة، لما أصبح بهذه الشهرة.
مولد ارطغرل
- واختلف المؤرخون في نسبه، إلا أن أكثر من مصدر أكد أن والدته هي هيما آنا.
- الترتيب الثالث لأرطغرل كان بين إخوته، وعاش حياته الأولى في أحضان والديه اللذين حرصا على تربيته تربية إسلامية صحيحة.
- ظهرت الشجاعة والبسالة على ملامح أرطغرل منذ صغره، كما ظهرت علامات القيادة والفروسية والجرأة التي ميزته عن إخوته.
زواج ارطغرل
- تزوج الأمير من السلطانة حليمة التي كانت داعمة له في كثير من الأمور التي تعرض لها خلال حياته.
- وتم الزواج بينهما عام 1227، وكانت السلطانة حليمة ابنة السلطان غياث الدين السلجوقي، بحسب السلاجقة.
- وكانت من النساء اللاتي تمتعن بالذكاء والحكمة، حيث شاركت في العديد من القرارات المصيرية في مسار حياتهن.
- كانت إحدى النساء المؤسسات لغرفة باجيان.
- وكانت هذه الحركة مدعومة من قبل الدولة.
- وذكرت بعض الروايات أن عدد النساء المنضمات إلى تلك المؤسسة تراوح بين مائة ألف إلى ثلاثين ألفاً.
- كان هدفهم الأول هو دعم الدولة ومساعدتها بكل الطرق الممكنة
- كان لأرطغرل ثلاثة أبناء أصغرهم هو عثمان الذي يعتبر مؤسس الدولة العثمانية.
- وأنجب أرطغرل عثمان الذي قاد العديد من المعارك في صراع بطيء وعنيد ضد البيزنطيين الذين سعوا للدفاع عن أراضيهم في المناطق النائية من الساحل الآسيوي التي استولى عليها عثمان في تأسيس دولته.
أرطغرل في الأناضول
- عمل المغول على النهب والتخريب في الأناضول منذ أطاحوا بها، ولم يكتفوا بهذا الخراب والفساد فقط، بل شردوا الكثير من السكان.
- وكانت الإمارات الإسلامية آنذاك تعاني من الضعف والهجر والتشتت.
- حالة الضعف جعلت المغول يسعون إلى الفساد في مختلف بقاع الأرض دون رادع يعمل على إيقافهم عما يقومون به من خراب وفساد.
- انتهت مهمة أرطغرل في الأناضول، وانتشرت شهرته هناك، بعد أن دعم السلاجقة، وكافأه حينها بإمارة بلدة قريبة من الأناضول.
- بدأ أرطغرل في بناء مملكته وتوسيعها، وحافظ على دعمه للسلاجقة، وبنى علاقات قوية معهم.
- لم تكن حياة أرطغرل في الأناضول حياة هادئة، بل كانت عبارة عن مجموعة من الدروس التي ظهرت في مسيرته
حياة ارطغرل
- وكانت الغزوات والانتصارات من أهم ما ورد في مسيرة أرطغرل
- وأول تلك الحروب التي خاضها كانت دفاعه عن الأمير علاء الدين كيقباد الأول.
- ولم يكن الأمير السلجوقي يعرف من هذه الشجاعة التي جعلته يتحرك دون أن يفكر في الدفاع عنه.
- وظل الأمير السلجوقي يبحث عن من هو أرطغرل، وهو الذي دافع عنه دون أن يعرف من هو.
- وبعد أن عرف الأمير من هو أرطغرل، قرّبه منه وجعله من أهم رجال الدولة
- وعرف باسم “مقدمة السلطان” نظرا للمكانة التي وصل إليها لأنه كان دائما في مقدمة الجيوش في العديد من الحروب التي شارك فيها السلطان السلجوقي.
- عمل على تحقيق النصر في كثير من الحروب التي كان يخوضها مع الأعداء
- وعُرف ببسالته وشجاعته وجرأته في الحروب دون خوف أو فرار
- كل ذلك كان من أجل إعلاء كلمة الله عز وجل، فهي كانت الدافع الأول الذي حركه في الحروب الكثيرة التي خاضها في حياته، والتي كانت مليئة بالانتصارات والمواقف الإنسانية.
كيف مات ارطغرل؟
- لم يقبل أرطغرل حياة عادية كباقي البشر، بل اختار لنفسه تاريخًا سيبقى في الذاكرة إلى الأبد.
- قاد أرطغرل في حياته العديد من الفتوحات والمعارك الإسلامية، دفاعًا عن دينه ووطنه.
- وكانت حياته مليئة بالجهاد في سبيل الله لإعلاء كلمته سبحانه.
- واختلفت المصادر التاريخية في تاريخ وفاته، فمنها من كتب أنه توفي عام 1284.
- قضى في حياته ما يقرب من تسعين عامًا.
- أمضى السنوات العشر الأخيرة من حياته بهدوء في قبيلته.
- ونقل كافة مسؤولياته إلى ابنه الأصغر عثمان لكبر سنه.
- وخلفه ابنه السلطان عثمان الذي أسس الدولة العثمانية التي اشتهرت في العالم بحكمه عليها لفترة من الزمن.
- وبعد وفاته دفنه ابنه عثمان في مقبرة، وبنى له مسجدا باسمه، لكنه لم يعد باقيا إلى الآن.
- وتحولت مقبرته في مدينة سكود إلى ضريح تعلوه قبة، ووضعت بجانبه نافورة ماء كمعلم بارز.
- ولم يذكر أي مصدر تاريخي كيف مات أرطغرل ولا أسباب وفاته.
- ولم يتوقف الجهاد الإسلامي عند استشهاده ورحيله، بل واصل أبناؤه من بعده طريق الجهاد الإسلامي والدفاع عن الأوطان.
وظل الكثيرون يتساءلون من هو أرطغرل، ذلك الأمير الذي حقق كل هذه الانتصارات خلال حياته دون خوف أو ضعف، بل ظل شجاعًا ومقدامًا حتى وافته المنية، فمن يتساءل من هو أرطغرل هو ذلك الأمير الذي نادرًا ما يحيي الحياة. نحن بشجاعة مثله، مدفوعين بالعدالة، فهو يؤمن بشدة بالمساواة.