لماذا سميت الكنيسة المعلقة بهذا الاسم

بواسطة: admin
سبتمبر 23, 2023 10:23 م

لماذا سميت الكنيسة المعلقة بهذا الاسم؟ ؟ تقع هذه الكنيسة في مدينة القاهرة القديمة بمصر، وهي أشهر كنيسة مسيحية قبطية أرثوذكسية في العاصمة المصرية. وهي أيضًا أول كنيسة بنيت على الطراز البازيليكي. وتعرف هذه الكنيسة باسم كنيسة السيدة مريم (الست مريم، والست العذراء) باللهجة المصرية. بينما عرفت في القرنين الرابع عشر والخامس عشر باسم (كنيسة الدرج) بسبب درجتها التسعة والعشرين التي تؤدي إلى مدخلها، وباسم (كنيسة العمود).

لماذا سميت الكنيسة المعلقة بهذا الاسم؟

سميت الكنيسة المعلقة بهذا الاسم بسبب موقعها أعلى بوابة البرج الجنوبي لقلعة بابل القديمة (في القاهرة القديمة) مع صحنها المعلق فوق الممر، ولأنها بنيت على برجين في قلعة بابل الرومانيةوكان البرجان متصلين ببعضهما البعض بجذع نخلة، ثم بنيت الكنيسة فوقهما، ويأخذ كل برج شكل حدوة حصان. يعود تاريخ بناء الحصن إلى القرن الثاني الميلادي في عهد الإمبراطور تراجان. كما تقع الكنيسة المعلقة بالقرب من مسجد عمرو بن العاص، وكنيسة القديس مينا، وكنيس ابن عزرا اليهودي. بينما تقع واجهة الكنيسة من الجهة الغربية مطلة على شارع مار جرجس عند محطة المترو. كما أنه يجاور كنيسة الشهيد مرقوريوس (أبو سيفين) وعدة كنائس أخرى.

معلومات عن الكنيسة المعلقة

وبعد تحديد سبب تسمية الكنيسة المعلقة بهذا الاسم، نقدم فيما يلي بعض المعلومات الأثرية عن بعض مميزات هذه الكنيسة التي تعتبر من أبرز الوجهات الأثرية والسياحية في الجمهورية المصرية:

  • يعود تاريخ بناء الكنيسة إلى عام 690م. بينما يعود أول ذكر للكنيسة إلى عام 831م.
  • أعاد البطريرك إبراهيم بناء الكنيسة وترميمها سنة 975م، وقد شهدت العديد من عمليات الترميم عبر تاريخها. بينما تم حفظ آثارها ومحتوياتها التي لم تعد صالحة للاستعمال في المتحف القبطي، وذلك لأهميتها التاريخية والأثرية.
  • وأصبح المقر الرسمي لبطاركة الأقباط بالإسكندرية في القرن الحادي عشر الميلادي. ويحدث فيها تقليد تنصيب وانتخاب البطاركة.
  • وعقدت مجامع قبطية بالكنيسة المعلقة لتحديد يوم عيد الفصح. وكانت أيضًا دار محكمة لرجال الدين لمحاكمة الكهنة أو الأساقفة المشتبه في تعاليمهم الهرطقة.
  • يبلغ طول الكنيسة حوالي 23.5 مترًا وعرضها حوالي 18.5 مترًا. بينما يبلغ ارتفاعه 9.5 متر. يتكون من طابقين وبه نافورة ماء.
  • يقع مدخل الكنيسة في الباب الجنوبي في الجدار الشرقي للرواق، وهو عبارة عن رواق خارجي مزين بزخارف هندسية وزهرية بارزة على الجص.
  • بنيت الكنيسة على الطراز البازيليكي التقليدي، وتتكون من ثلاثة ممرات ورواق ومقدس ثلاثي. كما بنيت فيها كنيسة صغيرة فوق البرج الشرقي للبوابة الجنوبية لقلعة بابل. بينما يعتبر اليوم أقدم جزء متبقي من الكنيسة. وفي القرن التاسع عشر ألحق بالكنيسة ممر رابع.
  • وبعد رسامته انتقل البابا خريستوذولوس من كنيسة القديس مرقس بالإسكندرية إلى القاهرة. كما جعل الكنيسة المعلقة مقرًا له.
  • وأقدم قطعة أثرية محفوظة بالمتحف القبطي هي عتبة تظهر دخول المسيح إلى القدس، ويرجع تاريخها إلى القرن الخامس أو السادس الميلادي.

سميت الكنيسة المعلقة بهذا الاسم لصفاتها

وفي قائمتنا للمعلومات حول سبب تسمية الكنيسة المعلقة بهذا الاسم، نقدم أوصاف هذه الكنيسة القديمة، والتي تصنف من أجمل الكنائس في الشرق الأوسط والعالم، من الداخل والخارج، على النحو التالي:

  • يوجد داخل الكنيسة أيضًا منبر رخامي يعود تاريخه إلى القرن الحادي عشر
  • تضم الكنيسة المعلقة ثلاثة مباني ضمن قسمها الشرقي. الهيكل الرئيسي فيه مخصص للسيدة العذراء مريم، والهيكل الشمالي على الجانب الأيسر مخصص للقديس جاورجيوس، والجنوبي على الجانب الأيمن مخصص للقديس يوحنا المعمدان.
  • يعود تاريخ حاجز المذبح المركزي، المصنوع من خشب الأبنوس والمطعم بالعاج والمحفور بتصاميم هندسية للصلبان، إلى القرن الثاني عشر أو الثالث عشر. يوجد في الأعلى صف من سبع أيقونات كبيرة، تتوسطها أيقونة المسيح الجالس على العرش. عن يمينه مريم العذراء ورئيس الملائكة جبرائيل والقديس بطرس، وعن يساره يوحنا المعمدان ورئيس الملائكة ميخائيل والقديس بولس. كما أن جميع الأيقونات رسمها الفنان الأرمني أورهان كارابيتيان.
  • يتميز الجسم الرئيسي للكنيسة الحالية بسقفه الخشبي البارز المقبب. وتم بناء سقف الكنيسة المعلقة على شكل سفينة نوح عليه السلام. كما أن لها صحنًا مركزيًا وممرين ضيقين يفصل بينهما ثمانية أعمدة على كل جانب. كما يوجد بين الصحن والممر الشمالي صف من ثلاثة أعمدة ممتدة بأقواس واسعة من الرخام الأبيض، باستثناء أحد الممرات المبني من البازلت الأسود.
  • ويعلو المذبح مظلة مدعمة بأربعة أعمدة، ويوجد خلف المذبح منبر من الرخام يجلس فيه عادة رجال الدين.
  • يتم الدخول إلى الكنيسة من خلال بوابات تعلوها أقواس حجرية مدببة تؤدي إلى واجهة تعود إلى القرن التاسع عشر، بها أبراج لقرع الأجراس عند أداء الصلوات والخدمات.
  • يوجد داخل الممر الجنوبي للكنيسة باب صغير من خشب الصنوبر مطعم بطبقة من العاج الشفاف. إنه يؤدي إلى الكنيسة. وإلى اليسار يوجد ضريح (تكلا هايمانوت) أحد القديسين الحبشيين الذي عاش خلال القرن الثالث عشر.
  • وتمثل الآثار الباهتة للجداريات الجميلة على الجدار الشرقي المسيح محاطاً بالرسل، وأثناء عملية الترميم التي تمت عام 1984م، تم اكتشاف رسم لمشهد المهد يعود تاريخه إلى القرن الرابع عشر.
  • وإلى الجنوب من الحرم توجد المعمودية التي تضم حوضا دائريا عميقا من الجرانيت الأحمر ومشكاة مزينة بالفسيفساء.
  • وقام البطريرك ميخائيل الرابع بترميم الطابق العلوي لاستخدامه كمسكن للكهنة.
  • ومؤخرا عُلقت على أحد جدرانها أجزاء من الصحف الوطنية في مصر، والتي توثق الأحداث والمشاهد والمعجزات التي حدثت في تاريخ الكنيسة الحديث، ولعل أبرزها ظهور السيدة العذراء مريم في الكنيسة حي الزيتون بعد حرب 1967م.
  • ويوجد داخل الكنيسة مجموعات تضم أكثر من مائة أيقونة، يعود أقدمها إلى القرن الثامن.

تاريخ الكنيسة المعلقة

وبمعرفة سبب تسمية الكنيسة المعلقة بهذا الاسم، ووصف الكنيسة المعلقة من حيث الشكل، نجد أن موقع الكنيسة قائم على أنقاض المكان الذي نزلت فيه العائلة المقدسة ممثلة بالمسيح وهو طفل. وأمه مريم العذراء والقديس يوسف النجار. بعد أن هرب إلى مصر خوفًا من ظلم هيرودس حاكم فلسطين بعد أن أمر بقتل أطفال بيت لحم. بينما يقول البعض أنها كانت منسكاً منحوتاً في الصخر تابعاً لإحدى الراهبات. كما تم تجديد الكنيسة عدة مرات في العصر الإسلامي، إحداها في عهد الخليفة هارون الرشيد، بعد أن استأذنه البطريرك الأنبا مرقس في تجديدها. وجعلها كاتدرائية كبرى ومركزاً لكرسيه. كما أقام مقراً آخر في كنيسة السيدة العذراء مريم في حي الأروام بموافقة أسقف بابل، وكان يزورها عند الضرورة. بينما كان سبب انتقاله من الإسكندرية إلى القاهرة هو زيادة أعداد المسيحيين هناك، وبسبب ارتباطه بالحكومة. وأصبح للبابا صلاحية تعيين أسقف على الإسكندرية بصفته وكيلاً للكرسي المرقسي. وكذلك في زمن الإله الفاطمي العزيز. الذي أجاز تجديد جميع الكنائس في مصر، وإصلاح ما تهدم على يد البطريرك أفرام السرياني. بينما كان أيضاً متجدداً في الزمن الظاهر إكراماً لدين الله.

انظر أيضاً: تعبير عن القدس ومكانتها الدينية

ترميم الكنيسة المعلقة في العقود الأخيرة

أما فيما يتعلق بموضوع بحثنا، لماذا سميت الكنيسة المعلقة بهذا الاسم، تجدر الإشارة إلى بعض المعلومات عن تجديداتها في العصر الحديث. بدأت عملية الترميم عام 1998م، بتكلفة بلغت حوالي 102 مليون جنيه مصري. كما أشرف على عمليات الترميم المهندس عبدالله محمد القائم بأعمال رئيس قطاع المشاريع. بينما شمل المشروع الترميم العمراني والهيكلي للكنيسة. كما تم تناول مشكلة زيادة منسوب المياه الجوفية أسفل الكنيسة. وكذلك ترميم الرسومات والأيقونات وتزويدها بنظام أمني وتزويدها بكاميرات المراقبة. واستغرق تنفيذ المشروع 16 عاما، على أن يتم الانتهاء منه في عام 2014.

وبذلك نكون قد أحيطنا بالمعلومات الكافية عن هذا الصرح التاريخي العظيم، والذي تمثله أقدم الكنائس في مصر الباقية حتى يومنا هذا. لماذا سميت الكنيسة المعلقة بهذا الاسم؟ هذه الكنيسة التي تصنف من أجمل الكنائس في العالم والتي تعتبر وجهة سياحية ودينية بارزة، وذلك لطرازها المعماري القديم الفريد، كما أنها أقدم من حدائق بابل المعلقة، لأنها لا تزال حتى الآن فهو موجود اليوم من جهة، وللمعجزات الكثيرة التي حدثت فيه من جهة أخرى.